لماذا حذف غريفيث استهداف المنشآت السعودية من كلمته؟

«إندبندنت عربية» نشرت كلمته قبل وبعد إلقائها.. ومراقبون: التناقض يثير لغزا مريبا
«إندبندنت عربية» نشرت كلمته قبل وبعد إلقائها.. ومراقبون: التناقض يثير لغزا مريبا

الاحد - 19 مايو 2019

Sun - 19 May 2019

ترك تعامل المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، مع استهداف منشآت نفطية سعودية من قبل طائرات مسيرة تبنتها ميليشيات الحوثي الإرهابية لغزا كبيرا، حيث حملت كلمته التي جرى توزيعها قبل جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول اليمن التي عقدت الأربعاء الماضي 15 مايو إشارة واضحة إلى الحادث، في حين لم يشر في كلمته إلى الحادث من قريب أو بعيد.

ونشرت «اندبندنت عربية» وفق مصادر وصفتها بـ»الموثوقة» نسختين من خطابه أمام مجلس الأمن، تظهران التناقض المريب للمبعوث الأممي، وقالت إن غريفيث وزع نسخة عن إحاطته قبل دخوله إلى الجلسة كانت تشير إلى تصاعد أعمال العنف في محافظة الضالع وسط البلاد، ذكر خلالها حادثة استهداف منشآت شركة «أرامكو» السعودية عبر الطائرات المسيرة عن بعد باعتبارهما «أحداثا تذكرنا بأن الإنجازات التي تحققت بصعوبة يمكن أن تمحى بسهولة»، في إشارة إلى عملية السلام في اليمن، مؤكدا عدم إمكانية تجاهل تأثيراتها في العملية السياسية، وإن كان لم يذكر هوية مطلقي هذه الطائرات.

وقالت الصحيفة إن غريفيث تحاشى نهائيا في الكلمة التي ألقاها أمام مجلس الأمن، استهداف المنشآت النفطية السعودية، مستبدلا جملته السابقة كليا، مكتفيا بالحديث عن أن «اشتداد الصراع بكل أبعاده، كما سنسمع، يستمر في إثارة القلق، وهذا التصعيد في جوانبه كافة يذكر بأن الإنجازات التي تحققت بصعوبة يمكن بسهولة أن تمحى... ولا يمكننا تجاهل كيف ستؤثر الحرب في العملية السياسية وفي المضي قدما في مسار السلام».

وأكدت «اندبندنت عربية» أنها تواصلت مع مكتب المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، لكن أحد العاملين رفض التعليق على مسودة الخطاب، التي حصلت عليها من مصادر خاصة، مشيرا إلى النص الذي ألقاه غريفيث باعتباره النص المعتمد، وسأل أكثر من ثلاث مرات «من أين حصلتم عليها؟»، من دون إشارة أخرى.. من دون نفيها.

وكانت مجموعة من الطائرات المسيرة التابعة للميليشيات الإرهابية الموالية لإيران استهدفت الثلاثاء الماضي محطتي ضخ لخط الأنابيب الذي ينقل النفط من حقول النفط في المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، وأعلن الانقلابيون مسؤوليتهم عن العملية عبر 7 طائرات من دون طيار، وردت قوات التحالف بقوة ودكت مواقع ومعسكرات الحوثيين في صنعاء وضواحيها في ضربة نوعية كبدتهم خسائر كبيرة.

ويرى مراقبون أن التناقض اللافت في تعاطي المبعوث الأممي لليمن خلال الجلسة يثير لغزا مريبا، ويؤكد أن مسؤولي الجهة الأممية لا يعملون بالشفافية والحيادية التي تتطلبها القضية، ويدفع ثمنها الشعب اليمني جراء خروقات الميليشيات الحوثية الإرهابية.