أحمد صالح حلبي

ادعموا المتطوعين في رمضان

الخميس - 16 مايو 2019

Thu - 16 May 2019

قبل أن تلامس أناملي قلمي، وأضع ورقي على مكتبي، لأبدأ في تدوين ما يجول بخاطري من كلمات قد يتقبلها البعض ويرفضها آخرون، تنقل مواقف ومشاهد لا تمحى من الذاكرة، لأن من صنعها هم شباب مكة المكرمة الذين نذروا أنفسهم لخدمة قاصدي البيت الحرام من معتمرين وحجاج ومصلين، نراهم يقفون بالشوارع والطرقات المؤدية إلى المسجد الحرام وبساحاته المحيطة به تحت أشعة الشمس وحرارتها نهارا، وأضواء القمر وجمال النجوم ليلا، لا يسعون للبحث عن مكافأة مالية قادمة من هنا أو أخرى من هناك، فمكافأتهم عند الله أعظم أجرا، هدفهم خدمة البيت الحرام وقاصديه والحفاظ على نظافته وطهارته، من خلال أعمال ومهام أسندت لهم، وفقا لبرنامج عمل محدد، فأثبتوا بحق أنهم أهل لها وقادرون على تحمل المسؤولية.

رأيتهم شبابا صغارا في سنهم كبارا في أعمالهم ينتمون لجمعية الكشافة العربية السعودية التابعة لإدارة التعليم بمكة المكرمة، وآخرون من كشافة شباب مكة التابعين لجمعية مراكز الأحياء، أعمارهم وإن كانت مختلفة كاختلاف مراحلهم التعليمية، إلا أنهم يشعروك بأنهم معلمون لا طلاب، بأخلاقهم السامية وتعاملهم اللبق، يتوافدون للحرم المكي الشريف نهارا وهم صيام، تاركين ما يشتاق له أقرانهم من لذة الطعام على سفرة الإفطار، فهم بحق رجال نالوا الاحترام منا قبل أن ينالوه من الآخرين بما قدموا ويقدمون من أعمال يشكرون عليها.

وإن كانت تلك المشاهد والصور لشباب مكة المكرمة، فلا يمكن أن نتجاهل فتياتها، فهن نذرن أنفسهن كغيرهن من الشباب المشاركين في خدمة المعتمرين، وتدفقن صوب المسجد الحرام عبر فرق تطوعية هدفها خدمة من قصدت البيت الحرام معتمرة أو مصلية، دورهن إنساني ونبيل في خدمة المعتمرات والمصليات، يؤدين دورا جامعا بين الثقافة والتفاعل، فلا ينحصر دورهن في التوجيه نحو المسارات المخصصة للسيدات، فهن يقمن بواجبات صحية من خلال تقديم خدمات الإسعافات الأولية، يمثلن بأعمالهن هذه نماذج صادقة من العمل التطوعي، هدفهن لا يقل عن نظرائهن من الشباب، فخدمة المعتمر والمصلي من أولوياتهم جميعا، رغم محدودية إمكانات المتطوعين والمتطوعات.

وأمام ما تقدمه جمعية مراكز الأحياء من برامج تطوعية في كل عام من برامج، برز ارتفاع في أعداد الراغبين في العمل التطوعي، إدراكا منهم لحجم المسؤولية التي يحملونها كشباب وفتيات ينتمون لأقدس البقاع.

ومن واجبنا أن نعمل على تشجيع هؤلاء الشباب والفتيات ودعمهم وتشجيعهم، وفتح أبواب الأعمال التطوعية لهم، وتوفير مميزات تشجعهم على الاستمرار، لتكون حافزا لهم ولغيرهم في المساهمة بالأعمال التطوعية والاستمرار بها، فما قدموه ويقدمونه من أعمال تستحق أكثر من الشكر والتقدير الذي يدون عادة على شهادة يحصل عليها المتطوع نهاية الشهر.

[email protected]