طارق جابر

ألف عملية وعملية كيف نختار عملية إنقاص الوزن؟

الخميس - 16 مايو 2019

Thu - 16 May 2019

كنا بينا في المقال السابق أن هناك عددا من العمليات الجراحية لإنقاص الوزن، وأنه خلال العقود الماضية ابتكرت عمليات وألغيت عمليات حتى وصلنا إلى ما نحن عليه، ولا زال البحث جاريا عن العملية الأكثر أمانا وأدوم أثرا.

وإذا كان اختلاف الأذواق منع بوار السلع، فإن اختلاف الآراء ترك لدينا عددا من العمليات لنختار منها ما يؤدي الغرض. فكيف يتم اختيار العملية المناسبة لإنقاص الوزن؟

العملية يتم اختيارها لثلاثة عوامل نستعرضها هنا: الأول المريض، والثاني الطبيب، والثالث المعطيات المحيطة، سواء طبية أو غير طبية.

ما يتعلق بالمريض

إن رغبته عامل مهم يؤخذ في الاعتبار ولا يمكن التعامل معه بأسلوب «وما أريكم إلا ما أرى»، ربما كثير من المرضى يبني قراراته على معلومات منقوصة أو خاطئة أو ناتجة عن تضليل تسويقي. صحيح أن هناك قناعات سائدة في بعض المجتمعات مثل قناعة مجتمعنا أن عملية التكميم أفضل وأن عملية تغيير المسار عملية خطرة جدا، كل هذا يجعل من واجب الطبيب شرح الأمور للمريض ومساعدته على اتخاذ القرار الصحيح، ولكن في الأخير يجب احترام رغبة المريض ما لم تكن خاطئة طبيا.

قناعات الطبيب وقدراته

قد يوجه الطبيب المريض إلى إحدى العمليات لأنه مقتنع بها أو أنه يجيدها أكثر من غيرها، وهذا أيضا مقبول أخلاقيا وطبيا إذا تم إيضاحه للمريض، بحيث إما أن يقبله أو أن يلجأ إلى جراح آخر.

المتغيرات الطبية وغير الطبية

هذا العامل هو الأهم، فمثلا وجود ارتجاع شديد مع تغيرات في المريء يجعل عملية التكميم خيارا سيئا، وتصبح عملية تغيير المسار التقليدي هي العملية الأفضل هنا، ولكن عمليات تغيير المسار بصفة عامة غير مناسبة للمدخنين الشرهين، وكذلك لمن لديهم التصاقات في الأمعاء جراء عمليات سابقة أو من يعانون من التهابات مزمنة في الأمعاء.

أما المصابون بداء السكري الشديد فإنهم سوف يستفيدون أكثر من عمليات تغيير المسار ونوعه المصغر أكثر. ولا يرتبط الأمر كثيرا بوزن المريض كما يعتقد كثيرون ولكن بطبيعة غذائه، فالذين يأكلون كميات قليلة لكن عالية السعرات والسكريات ينصح لهم بعمليات سوء الامتصاص أكثر من عمليات التقييد. وفي حال وجود عملية سابقة كالحلقة أو التكميم فإن العملية الثانية غالبا ما تكون أحد أنواع تغيير المسار أو إحدى العمليات الأشد أثرا وتعقيدا كالقلب الاثني عشري أو التكميم مع التحوير. وهنا يجب أن نشير إلى أن التعامل مع بعض المتغيرات مثل التدخين والشراهة والإفراط في السكريات يكون بإصلاحها أولا لا بالتسليم بوجودها.

بعض الظروف المحيطة أيضا تلعب دورا، ومثالها شروط التأمين الحالية التي تسمح فقط بعمليات التكميم

وترفض التحوير، ومنها إمكانات المستشفى وظروف المريض المادية من حيث قدرته على المتابعة وشراء المكملات التي تبرز أهميتها أكثر في حالة عمليات سوء الامتصاص.

وفي الختام نقول إن كل هذه العمليات وضعت لمساعدة المريض وليست لمقاومة المريض، والسر في نجاح أي منها هو الالتزام الصادق، ومهما غيرنا في المعدة والأمعاء فلن ننجح إذا لم نغير العقل والتفكير. والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

drtjteam@