شاعر العسكرية والدبلوماسية والإعلام.. رحل وبيده القرآن الكريم

الخميس - 16 مايو 2019

Thu - 16 May 2019

في محراب مسجد الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، كان الوداع الأخير لجثمان رجل العسكرية والدبلوماسية والإعلام، وزير الإعلام الأسبق علي بن حسن الشاعر، الذي أمضى حياته مجللا بالعطاء لوطنه.

الوزير والسفير والقائد العسكري علي الشاعر الذي ولد عام 1931، رحل بعد نحو 60 عاما من العطاء، تنقل خلالها بين محطات عدة متباينة في المهام والأداء والمتطلبات.

بدأ الفقيد حياة العطاء لوطنه عبر العسكرية التي تدرج في رتبها حتى وصل إلى رتبة فريق أول، مسجلا في تلك المرحلة عددا من المنجزات، من بينها تأسيس المدرسة العسكرية بالمدينة المنورة، ثم تأسيس الملحقية العسكرية في باكستان، قبل أن ينتقل إلى لبنان ليؤسس الملحقية العسكرية فيها، ثم يبدأ محطته الجديدة في العمل الدبلوماسي الذي استهلها كسفير.

بعد نحو 6 أعوام من العمل الدبلوماسي عاد الشاعر إلى الوطن كوزير للإعلام، مواصلا عطاءه بالبراعة نفسها والاتقاد لنحو 14 عاما.

عاصر الفقيد خلال مهامه المتعددة الكثير من الأحداث، واستطاع بقدراته الفذة السير وفق الرؤية الوطنية التي تتسق مع متطلبات كل مرحلة، ونجح في تجاوز كل الصعاب التي واجهته. وعلى الرغم من جدوى وأهمية نشر مذكراته التي حافظ على تسجيلها بانتظام، إلا أنه تورع عن فكرة النشر إبان عمله كوزير للإعلام.

يتحدث نجله وليد عن الأب الذي تفانى في خدمة وطنه حتى بات الاجتماع معه على مائدة الأسرة من اللحظات النادرة في حياته، مؤكدا أن الوطن والواجب كان الرقم «واحد» بالنسبة له، إلا أن ذلك لم يمنعه من متابعة أسرته وأبنائه بصرامة الأب الحريص على عائلته.

في الجانب الإنساني عرف الفقيد بحبه لعمل الخير ومساعدة الناس. يقول وليد «لا أتذكر أن أحدا طرق باب والدي إلا وسعى من أجل خدمته. وخلال عمله كسفير في لبنان كان كثيرا ما يقدم خدماته ودعمه حتى لأشخاص غير سعوديين، من خلال علاقاته بالسفارات الأخرى».

يتحدث وليد عن أيام الفقيد الأخيرة ويقول «كان القرآن الكريم هو رفيقه الدائم، إذ يحرص الفقيد على تلاوته بشكل مستمر، ولا يرى إلا والمصحف بين يديه».