اقتصاديون: الاعتداء لن يثني المملكة عن تغطية نقص إمدادات الطاقة للعالم

الاثنين - 13 مايو 2019

Mon - 13 May 2019

شدد خبراء نفط واقتصاديون على أن الاعتداء على ناقلتي النفط السعوديتين، لن يؤثر بأي حال على إمدادات النفط من المملكة إلى العالم، ولن يثني من عزيمتها في تغطية نقص الإمدادات للأسواق العالمية، واصفين الحادث بأنه آثم ويعبر عن صفة الغدر لدى مرتكبيه من دول ومجموعات إجرامية، مؤكدين في الوقت نفسه أن لدى المملكة خيارات متعددة في نقل النفط عبر الأنابيب إلى مناطق أخرى عند تعثر نقله بشكل آمن عبر الخليج العربي.

وأكدوا أن مسألة تأمين ممرات إمدادات الطاقة إلى العالم لا تختص بالمملكة، بل هي مسؤولية المجتمع الدولي بأسره، للوقوف ضد أعمال القرصنة والاعتداءات التي تقوم بها دول ومجموعات خارجة عن القانون الدولي.

نوايا شريرة

وأشار عضو مجلس الشورى رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة السابق عبدالرحمن الراشد إلى أن ما حصل من اعتداء على ناقلتي النفط مرفوض من جميع دول العالم، ويدل على ما يحمله المعتدون من نوايا شريرة، مشيرا إلى أن تأمين الممرات المائية من القرصنة مسؤولية جميع الدول، لأن تعثر أو تذبذب وصول النفط من منطقة حيوية كالخليج -إن حدث- ستكون له حتما تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي، إلا أن الاعتداء لن يؤثر مطلقا على الكميات التي تصدرها المملكة للعالم، نظرا للإمكانات الهائلة لإيصال النفط دون المرور على الخليج في حال تطلب الأمر ذلك، إلا أن استمرار الاعتداءات على الملاحة في الخليج غير ممكنة، حيث يمر عبره جزء كبير من حاجة العالم للطاقة.

تحركات مشبوهة

بدوره أكد أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن علي، أن الاعتداءات التخريبية التي تستهدف ناقلات النفط ويشتبه بتعطيلها إمدادات الطاقة تؤثر على أسعار البترول في السوق العالمية، وهذا لن تتحمله الدول المستهلكة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أرسلت قبل أيام حاملة طائرات لمياه الخليج ونشرت صواريخ «باتريوت»، مما يؤشر لوجود معلومات سابقة بوجود تحركات مشبوهة تستهدف إمدادات النفط في الخليج.

وأشار إلى أن دول الخليج والمجتمع الدولي حريصون على سلامة إمدادات الطاقة للأسواق العالمية، مضيفا «الولايات المتحدة لن تسمح بتعطيل إمدادات النفط عبر مياه الخليج»، لافتا إلى أن العمليات التخريبية التي استهدفت ناقلات النفط في ميناء الفجيرة الإماراتي ساهمت في زيادة الأسعار بنسبة 1%، مبينا أن الأمور في طريقها للعودة لسابق عهدها بمجرد اتضاح الأمور فيما يتعلق بنوعية الأعمال التخريبية التي طالت ناقلات النفط السعودية.

موثوقية الإمداد

ولفت المختص في الطاقة محمد الزاكي إلى أن المملكة لديها خط لنقل النفط عبر البحر الأحمر، عبر ينبع يمكن اللجوء إليه ضمن الخيارات المتاحة، كما أن لديها خططا لمواجهة الاعتداءات التي تطال خطوط نقل النفط، مستبعدا أن يتجرأ أحد بالأقدام على اعتداء سافر ومباشر على المنشآت النفطية، ولكن أعمال التخريب يمكن أن تحدث بين فينة وأخرى، ولا بد من وجود استعدادات أكبر لكشفها ومواجهتها.

حماية دولية

وأكد المختص النفطي فؤاد الزاير أن الاعتداء وإن أحدث أضرارا للناقلتين، فإنه لن يؤثر على إمدادات النفط من أكبر دولة منتجة للنفط إلى دول العالم بأي حال، وخاصة أنه حدث بعيدا عن سواحل المملكة، والمملكة لها عدة خيارات متعددة للتصدير، منوها إلى أن استمرار مثل هذه الاعتداءات يؤثر حتما في ارتفاعات الأسعار التي تؤثر سلبا على الدول المستهلكة، ولذلك كان القرار بمواجهة هذه الاعتداءات والتصدي لها من المجتمع.