(لا يمكن توقع الكثير من الإنجازات من مؤسسة لا تملك ميزانيات كافية).. فرضية بديهية بالمعنى الاقتصادي، وسبب كاف؛ لرفع العتب عن الدكتور عمر السيف لو أنه آثر الاستمرار خلال السنتين الماضيتين في تقديم الحد المعقول من الأنشطة وفقا للموارد المالية المتاحة حينما تولى رئاسة مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، ولكن الرجل عوضا عن ذلك قاد مع فريقه عملية تحول أقامت فيها الجمعية أكبر منظومة من الفعاليات والمبادرات في تاريخها، فيما استحالت مساحات مقرها المهملة حتى وقت قريب إلى مراكز تدريب وورش ومقاه وقاعات ومسارح، وبعد أن درج الفنانون والمثقفون على تفهم الضائقة الاقتصادية للجمعية لسنوات، وجدوا أنفسهم فجأة يتعاملون مع إدارة جديدة تتصرف كمن عثر على كنز للتو.
في أول أيام مهمته الثقافية الرسمية الأولى مع مطلع 2017، كان السيف واقعيا في فهم صعوبة العمل الذي تتطلبه إعادة الشباب إلى مؤسسة عانت الكثير من الصعوبات طيلة 45 عاما، لكنه آثر ألا يخوض مواجهة مباشرة في تفكيك هذا الإرث الإشكالي المعقد بطرق تقليدية ذات طابع مادي، مفضلا على ذلك العمل على تغيير الذهنية التي عملت بها الجمعية، وعوضا عن استنزاف الوقت في بحث مشكلة قلة الموارد، وجد الرجل الحل في المورد الثقافي نفسه لإنتاج أفكار قابلة للتحول إلى نجاحات صغيرة، والتي سيكون عليها فيما بعد ألا تبقى صغيرة، لم تكن الأولوية للقيام بعمل عظيم محدد بقدر ما اتجهت نحو إتاحة الأسباب لذلك، وهذا ما قاله في أول تصريح له «سنتبنى أسلوب العمل المؤسسي لخلق بيئة مناسبة للإبداع».
الأفكار البسيطة الجيدة يجب ألا تبقى كذلك، هذه هي القناعة التي جعلت ولادة مشروع جديد أو اعتماد مبادرة مبتكرة أمرا يحدث بسهولة في الجمعية التي غيرت صورتها الذهنية بالفعل، كان السيف الذي يملك قدرة تحفيزية فطرية يتولى بشكل شخصي تطوير الفكرة ثم يمنحها فريقا من المختصين في مجالها لإكمالها كمشروع خاص بهم، ليبدأ على الفور في إطلاق غيرها ومنحها لفريق آخر، ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تحركت العجلة بشكل متسارع متزامن بين كل الفروع تقريبا.
لقد تحول المستهدفون أنفسهم إلى منظمين، بعد أن وجدوا قيمة كبيرة في توظيف شغفهم؛ لصقل الموهوبين وتشكيل مجتمعاتهم الفنية الصغيرة، بل وإقامة فعالياتهم تحت مظلة رسمية، عمل الشباب والخبراء معا، وبهذه الطريقة استبدلت الجمعية صورة المؤسسة التي تقدم المحتوى الثقافي إلى تلك التي تتيح للجميع تقديمه من خلالها، كما أطلقت (معهد ثقف) لتتجاوز به مجرد تنظيم الأنشطة إلى تدريب وتأهيل مبدعين جدد؛ ليكونوا جزءا منها.
قبل أسبوع من الآن، استقال عمر السيف معلنا الاكتفاء بالفترة التي حددها مسبقا عند تعيينه في بادرة استوقفت تقدير من فاجأتهم مغادرته بقدر ما سرهم النموذج الذي حدثت به، لم يعد الرجل رئيسا للجمعية الآن، ولكنه سيظل الأستاذ الجامعي المهتم باللغة والنقد والبحث والتأليف في تاريخ التراث الأدبي، والذي قدم في أثناء ذلك درسا في ثقافة الإدارة وفنونها حتى استطاع أن يفرض حقائق جديدة على جدلية (المثقف/الإداري)، إنه الشخص الذي يمكنه المنافسة حاليا على جائزة أكثر شخص يملك أصدقاء في الوسط الثقافي، والذي حصيلة فترته 2075 نشاطا متنوعا ومجموعة من البرامج والمبادرات في كافة فروع الجمعية، كان تنفيذ هذا العدد بموارد محدودة يبدو أمرا من الاستحالة بمكان، ولكن اتضح أن هذا «الباحث» قد عثر على كنز بالفعل، كنز كتب على ورقة الطريق إليه (أشرك الجميع، اشكر الجميع).
في أول أيام مهمته الثقافية الرسمية الأولى مع مطلع 2017، كان السيف واقعيا في فهم صعوبة العمل الذي تتطلبه إعادة الشباب إلى مؤسسة عانت الكثير من الصعوبات طيلة 45 عاما، لكنه آثر ألا يخوض مواجهة مباشرة في تفكيك هذا الإرث الإشكالي المعقد بطرق تقليدية ذات طابع مادي، مفضلا على ذلك العمل على تغيير الذهنية التي عملت بها الجمعية، وعوضا عن استنزاف الوقت في بحث مشكلة قلة الموارد، وجد الرجل الحل في المورد الثقافي نفسه لإنتاج أفكار قابلة للتحول إلى نجاحات صغيرة، والتي سيكون عليها فيما بعد ألا تبقى صغيرة، لم تكن الأولوية للقيام بعمل عظيم محدد بقدر ما اتجهت نحو إتاحة الأسباب لذلك، وهذا ما قاله في أول تصريح له «سنتبنى أسلوب العمل المؤسسي لخلق بيئة مناسبة للإبداع».
الأفكار البسيطة الجيدة يجب ألا تبقى كذلك، هذه هي القناعة التي جعلت ولادة مشروع جديد أو اعتماد مبادرة مبتكرة أمرا يحدث بسهولة في الجمعية التي غيرت صورتها الذهنية بالفعل، كان السيف الذي يملك قدرة تحفيزية فطرية يتولى بشكل شخصي تطوير الفكرة ثم يمنحها فريقا من المختصين في مجالها لإكمالها كمشروع خاص بهم، ليبدأ على الفور في إطلاق غيرها ومنحها لفريق آخر، ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تحركت العجلة بشكل متسارع متزامن بين كل الفروع تقريبا.
لقد تحول المستهدفون أنفسهم إلى منظمين، بعد أن وجدوا قيمة كبيرة في توظيف شغفهم؛ لصقل الموهوبين وتشكيل مجتمعاتهم الفنية الصغيرة، بل وإقامة فعالياتهم تحت مظلة رسمية، عمل الشباب والخبراء معا، وبهذه الطريقة استبدلت الجمعية صورة المؤسسة التي تقدم المحتوى الثقافي إلى تلك التي تتيح للجميع تقديمه من خلالها، كما أطلقت (معهد ثقف) لتتجاوز به مجرد تنظيم الأنشطة إلى تدريب وتأهيل مبدعين جدد؛ ليكونوا جزءا منها.
قبل أسبوع من الآن، استقال عمر السيف معلنا الاكتفاء بالفترة التي حددها مسبقا عند تعيينه في بادرة استوقفت تقدير من فاجأتهم مغادرته بقدر ما سرهم النموذج الذي حدثت به، لم يعد الرجل رئيسا للجمعية الآن، ولكنه سيظل الأستاذ الجامعي المهتم باللغة والنقد والبحث والتأليف في تاريخ التراث الأدبي، والذي قدم في أثناء ذلك درسا في ثقافة الإدارة وفنونها حتى استطاع أن يفرض حقائق جديدة على جدلية (المثقف/الإداري)، إنه الشخص الذي يمكنه المنافسة حاليا على جائزة أكثر شخص يملك أصدقاء في الوسط الثقافي، والذي حصيلة فترته 2075 نشاطا متنوعا ومجموعة من البرامج والمبادرات في كافة فروع الجمعية، كان تنفيذ هذا العدد بموارد محدودة يبدو أمرا من الاستحالة بمكان، ولكن اتضح أن هذا «الباحث» قد عثر على كنز بالفعل، كنز كتب على ورقة الطريق إليه (أشرك الجميع، اشكر الجميع).