أحمد صالح حلبي

متى تتغير خطط الأمانة والمرور؟

الخميس - 09 مايو 2019

Thu - 09 May 2019

اعتدنا مع قدوم شهر رمضان المبارك من كل عام قراءة وسماع أخبار وضع القطاعات الحكومية الخدمية بمكة المكرمة خططا خاصة تتوافق والشهر الكريم وأعداد القادمين للعاصمة المقدسة من معتمرين، وأعداد المصلين بالمسجد الحرام.

وتعمل أمانة العاصمة المقدسة من جانبها على وضع خطتها وبرامجها الخاصة، واضعة عبارة «الحرص على تقديم أفضل الخدمات» كواحدة من أبرز أولوياتها، ورغم أن خطة الأمانة عادة ما تكون متضمنة «زيادة ساعات العمل، خاصة بالمنطقة المركزية بالحرم المكي وتوفير فرق دعم إضافية من العمالة والمعدات خلال العشر الأواخر»، إلا أننا لا زلنا نرى كثيرا من المعاناة فيما يتعلق بالباعة الجائلين الذين يحتلون الأرصفة، وهذا ما يستدعي أن تكون الأمانة حازمة منذ بداية الشهر، كما أن مشاكل مسالخ الأهالي لا زالت قائمة، وستبقى قائمة طالما بقيت الأمور خارج سيطرة الأمانة، وكنا نأمل من الأمانة أن تعمل على وضع ضوابط تلزم بموجبها المستثمر لمسلخ الأهالي بالكعكية بتوفير جزارين للعمل به، ولكن ذاك أمل يصعب تحقيقه.

أما خطة مرور العاصمة المقدسة والمعتمدة على «وضع خطة لتنظيم الحركة خلال شهر رمضان، وتخصيص عدد من المواقف للمركبات، والتي يتم دعمها بعدد كاف من حافلات النقل العام، لنقل المعتمرين والمصلين القادمين من داخل حدود العاصمة المقدسة وخارجها، وذلك لعدم وصول مركباتهم الخاصة إلى داخل حدود مكة والمنطقة المركزية بها»، فقد ألفنا سماعها منذ سنوات، وأذكر أن فكرة حجز سيارات المعتمرين بدأت منذ عقود مضت يوم كان اللواء متقاعد يحيى سرور الزايدي مديرا لمرور العاصمة المقدسة، حيث تم تخصيص مواقف حجز سيارات حجاج البر بكدي لحجز سيارات المعتمرين، ووفرت حينها حافلات نقل الحجاج لنقل المعتمرين من المواقف إلى المسجد الحرام والعكس.

والاستمرار في تطبيق هذه الخطة مع إضافة بسيطة تتمثل في استخدام مواقف حجز السيارات بمداخل مكة المكرمة يعني أن المرور لم يعمل على تطوير خطته خلال شهر رمضان المبارك، وقد تكون هناك عوائق حالت دون تمكنه من ذلك.

وتبقى مشكلة منع المركبات من دخول المنطقة المركزية قبل الصلاة وبعدها بساعة واحدة من المعوقات التي تواجه المرور، ولا يملك المرور وحده القدرة على حلها، لأن الشوارع والطرقات لم تشهد أي توسعة تذكر، وأعداد المعتمرين والمصلين في تزايد، والمباني القديمة تحولت إلى أبراح يقطنها المئات بدل العشرات.

ولا يمكننا أن نلوم أمانة العاصمة المقدسة والمرور وحدهما في بقاء خططهما الرمضانية بأسلوب تقليدي منذ عقود مضت، لكننا نسأل عن اللجان التي شكلت والاجتماعات التي عقدت ما هي ثمارها؟ وأين هي دراساتها؟

الواضح أنها لم تنظر نحو الشوارع والطرقات، وانحصر دورها في إزالة المباني، دون أن تعمل على وضع دراسة تتضمن توسعة الشوارع والطرقات المؤدية للمسجد الحرام، أو تحديد أدوار المباني بشكل يتوافق مع قدرة الشارع على استيعاب المركبات والمشاة.

وأملنا أن تسعى الأمانة ممثلة في إدارة النظافة للاستفادة من تجربة الأمانات والبلديات الأخرى في إنشاء مخازن نفايات تحت الأرض، وأن يمنح مرور العاصمة المقدسة الحق في المشاركة بدراسات تطوير الشوارع والطرقات، وتطرح الخطط التشغيلية نهاية رمضان على طاولة النقاش الصريح بعيدا عن كلمات المديح والثناء وعبارة «نجاح لا نظير له».

[email protected]