حزب الله الإيراني يرفض اللبننة
بدأ عملياته الإرهابية بمهاجمة فرنسا وتدرب أفراده على أيدي 1000 من الحرس الثوري
بدأ عملياته الإرهابية بمهاجمة فرنسا وتدرب أفراده على أيدي 1000 من الحرس الثوري
الأربعاء - 08 مايو 2019
Wed - 08 May 2019
فيما يعمل حزب الله داخل الحكومة اللبنانية ويحتفظ بعدد من الحقائب الوزارية، يفاخر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأن ولاءه الأول لإيران وللمرشد علي خامنئي، ويقول بملء فيه «ما دامت هناك أموال في إيران، فسنحصل على أموال».
استعصى الحزب الإرهابي الموالي لإيران على «اللبننة»، وبات شوكة في قلب لبنان، وصارت مشاركته الحكومية هدفها حماية أسلحته ونشاطاته الإرهابية، ومهمته تتمثل في عرقلة الجمهورية اللبنانية ونزع الشرعية عنها، وتعزيز قدراته ليبقى المدافع الأول عن مصالح طهران خارج الحدود، وفق موقع «متحدون ضد إيران».
استعرض الموقع مستقبل حزب الله، متوقعا أن يواصل احتلاله للبنان من خلال مبادراته الاجتماعية والسياسية، لتصبح بيروت العاصمة الثانية لإيران، مما يمثل تهديدا إقليميا حقيقيا في ظل دأب إيران على تصدير الإرهاب ونشر ثقافة القتل والجريمة.
أيديولوجية الفقيه
حزب الله الذي يتخذ من لبنان مقرا له هو جماعة شيعية عابرة للحدود أسستها إيران عام 1982، بعد أيديولوجية الفقيه المطلق، كما أوضحها الزعيم الأعلى لطهران آية الله روح الله موسوي الخميني. فمنذ نشأته شارك حزب الله في أنشطة إرهابية، مستهدفا أعداءه وأعداء إيران، سواء في لبنان أو في الخارج. اكتسبت أنشطته المنظمة وعدد من أعضائه تسميات إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الخزانة، وكذلك من دول أخرى.
تدير المجموعة شبكة واسعة من الخدمات الاجتماعية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمؤسسات المهنية والجمعيات الخيرية في المناطق ذات الغالبية الشيعية في لبنان، مما أكسبها الامتنان والدعم من مجتمع مهمل تقليديا من قبل الدولة اللبنانية، ومن خلال «ولاء كتلة المقاومة»، يمسك حزب الله بتمثيل برلماني وزاري في الحكومة اللبنانية، وذلك بحسب موقع «متحدون ضد إيران».
صعود الحزب
استغلت إيران فوضى الحرب الأهلية في لبنان والغزو الإسرائيلي الذي تلا ذلك عام 1982 لتحفيز صعود حزب الله، وأنشأت تمردا داخل حزب أمل «حزب لبناني شيعي قومي أسسه الإمام موسى الصدر»، وقام بتقسيم فصيل عرف باسم أمل الإسلامي، أصبح فيما بعد نواة حزب الله، ثم وحدت طهران هذا الفرع مع طاقم متشابه أيديولوجيا من الميليشيات، وأرسلت 1000 من رجال الحرس الثوري ورجال الدين إلى وادي البقاع لتزويدهم بالتدريب العسكري والأيديولوجي.
تمشيا مع فلسفة الخميني في تصدير الثورة نظرت إيران إلى صعود حزب الله كفرصة لتوسيع نفوذها ليشمل لبنان والشام، ولذلك بدأت في تزويد المجموعة بتيار ثابت من الدعم المالي الذي استمر حتى يومنا هذا، وأثبتت رعاية الدولة هذه أهميتها بالنسبة لجودة قدرات حزب الله القتالية، وامتداده الإقليمي والعالمي.
مهاجمة فرنسا
وسرعان ما بدأ استثمار إيران يؤتي ثماره، فمنذ نشأته عمل حزب الله كرأس حربي للحرس الثوري الإيراني خارج حدود لبنان من أجل حماية مصالح طهران، وفي الثمانينات استهدف مسؤولي نظام الشاه في أوروبا، وهاجم فرنسا لدعمها صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية.
احتضن حزب الله أيضا الوكلاء الإيرانيين في جميع أنحاء المنطقة، وبناء على طلب طهران أنشأت المجموعة الوحدة 3800 في 2003 لتدريب ومساعدة الميليشيات الشيعية العراقية التي تقاتل القوات الأمريكية والقوات متعددة الجنسيات، وباستخدام التقنيات التي تعلموها من حزب الله قتلت هذه الميليشيات «مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله (KHA) في العراق» المئات من الجنود الأمريكيين في العراق.
دعم الحشد الشعبي
منذ صعود داعش في عام 2014 أنتجت هذه المجموعات قائمة لا نهاية لها على ما يبدو من الميليشيات العراقية الخمينية، التي انضم معظمها الآن إلى قوات الحشد الشعبي في العراق (PMF). ووفقا لنائب قائد الحشد، أبومهدي المهندس، فإن مقاتلي الحشد استفادوا كثيرا من دعم حزب الله الذي لا يزال يلعب دورا مركزيا ومهما للغاية في الاستعداد للمعركة.
ولاحظ المهندس أيضا أن حزب الله «عرض على الشهداء» في ساحة المعركة العراقية، بل وادعى أن وجود حزب الله في العراق يعود إلى الثمانينات، عندما جاء قائداه المرموقان عماد مغنية ومصطفى بدرالدين إلى العراق لتدريب الشيعة لمحاربة صدام حسين.
الحوثيون وبشار
منذ عام 2011 قاد حزب الله أيضا الجهود المبذولة للدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يشكل سقوطه تهديدا استراتيجيا لطهران، وليس أقله قطع رابطته البرية مع لبنان، بالإضافة إلى لعب دور حاسم في المعارك الحيوية لبقاء النظام، ولا سيما حملات القصير وقلامون وحلب وبدريات الشام والغوطة الشرقية. وقام حزب الله أيضا بتجنيد المقاتلين وغيرهم لدعم قوات الأسد، بما في ذلك قوات الدفاع الوطني.
كما سافر مستشارو حزب الله إلى اليمن لمساعدة وتدريب المتمردين الحوثيين في قتالهم ضد المملكة العربية السعودية وحلفائها. وعلى الرغم من أن الحوثيين لا يتشاركون في توجهات حزب الله الدينية، لكن حزب الله يساعد الحوثيين لأنهم يقاتلون منافسة طهران، وسيطرة الحوثيين على البحر الأحمر ومضيق باب المندب تعزز نفوذ إيران.
بناء قدرات الحزب
في أوائل 2017 ظهرت تقارير تفيد بأن الحرس الثوري الإيراني بنى مصانع أسلحة محلية تابعة لحزب الله في لبنان قادرة على إنتاج صواريخ أرض - أرض ومضادة للسفن وطوربيدات تطلق من مراكب الماء الخفيف، وتدرب متخصصي المجموعة على إنتاج الأسلحة في جامعة الإمام حسين، ومع ذلك لا يزال من غير الواضح كيف يكتسب حزب الله المواد وينتج محليا المكونات المتطورة اللازمة لتصنيع هذه الصواريخ المتقدمة، حيث يواجه الإيرانيون أنفسهم صعوبة في القيام بذلك في الداخل.
تقوم طهران أيضا بتدريب مقاتلي حزب الله وقادته في المعسكرات التي يديرها الحرس الثوري الإيراني في كل من لبنان وإيران، وقد قاتلوا إلى جانب المجموعة في ارتباطات متعددة، بما في ذلك في حرب لبنان الثانية ضد إسرائيل، وفي الحرب الأهلية السورية، بالإضافة إلى ذلك، قامت إيران ببناء قدرات حزب الله عبر الانترنت.
الأعداء والأصدقاء
اختيار حزب الله للأعداء والحلفاء تمليه العداوات والمصالح الإيرانية، وليس اللبنانية، فمعظم أعداء حزب الله الحاليين أو السابقين - بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية - هم شركاء بيروت وحلفاؤها، على النقيض من ذلك، فإن حلفاء حزب الله هم الصين وروسيا وسوريا، حيث احتلت الدولة الأخيرة لبنان عسكريا لمدة 35 عاما، وقمعت الميليشيات بعنف خلال الثمانينات.
مستقبل حزب الله
يرتبط حزب الله بجمهورية إيران. ولا يختلف اثنان على أنه ذراعها الأول خارجيا، وسيستمر في الوجود طالما استمر النظام الخميني في الحكم في طهران. في هذه الأثناء سوف يستمر حزب الله في قيادة طموحات إيران للهيمنة الإقليمية، كما فعلت خلال العقود الثلاثة الماضية من وجودها.
ينبغي استبعاد مفاهيم «لبننة» حزب الله، أي عملية اعتدال تحول حزب الله إلى حزب سياسي يتمتع بالولاء النهائي للبنان، كما لا ينبغي اعتبار مشاركته النشطة في السياسة اللبنانية مؤشرا على أنه قبل شرعية النظام الانتخابي اللبناني. كما أوضحت المجموعة مرارا وتكرارا، فإن المشاركة الحكومية وسيلة لتحقيق هدف حماية أسلحتها، وستستمر المنظمة في التصرف بشكل عملي بهذه الطرق وغيرها، ولكن فقط لتجنب الصراع أو التحديات التي قد تعوق أو تؤخر تنفيذ أوامر ومصالح إيران، فحزب الله، الذي يقع في مناطق ذات إجماع لبناني، سيستمر في محاولة تنمية قوته السياسية والعسكرية والاجتماعية.
ملايين طهران
لا يخفي حزب الله تلقي الدعم المالي من إيران، ففي خطاب ألقاه في منتصف عام 2016 تباهى الأمين العام للحزب حسن نصر الله بأن «ميزانيته ورواتبه ونفقاته ومصالحه وشربه وأسلحته وصواريخه تمولها جمهورية إيران، بقوله «ما دامت هناك أموال في إيران فسنحصل على أموال «. ومن الصعب معرفة مقدار ما تقدمه إيران لحزب الله سنويا، حيث تتراوح التقديرات بين 100 و200 مليون دولار سنويا في النفقات النقدية وحدها، ووفقا لتقديرات المخابرات الأمريكية تصل إلى 800 مليون دولار سنويا.
تزود إيران حزب الله بالأسلحة. كل شيء من الأسلحة الصغيرة وصواريخ الكاتيوشا إلى المنصات الأكثر تقدما، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ أرض ـ أرض بعيدة المدى، والصواريخ المضادة للسفن.
وبمساعدة إيران قام حزب الله بتطوير ترسانته الصاروخية من حوالي 12000 قذيفة في 2006 إلى تقدير حالي لأكثر من 150 ألف صاروخ، في حين أن الغالبية العظمى من هذه الكاتيوشا غير دقيقة وقصيرة المدى ومنخفضة الحمولة، فقد نمت ترسانة حزب الله من الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى من العشرات إلى الآلاف والمئات على التوالي.
عرقلة لبنان
على الرغم من اعتباره «المدافع عن لبنان»، إلا أن حزب الله سيواصل العمل من داخل الحكومة لعرقلة الجمهورية اللبنانية ونزع الشرعية عنها، وحماية نفسه من المبادرات الحكومية «الضارة». في هذه الأثناء ستواصل المجموعة توسيع نطاقها المثير للإعجاب بالفعل من الخدمات الاجتماعية، التي تعمل بمثابة دعوة لنموذجها للحكومة اللبنانية الشيعية وغير الشيعية على حد سواء. ما لم تتوقف هذه العملية فإن حزب الله سوف يستنزف حيوية لبنان، ويدعم تدريجيا دور البلاد كقاعدة أمامية لإيران على البحر المتوسط.
إذا سمح لحزب الله بتحقيق هدفه المتمثل في احتلال لبنان - إما عن طريق التخلي عن الغرب من بيروت، أو عن طريق السماح للتوسع التدريجي للمجموعة بالاستمرار بلا هوادة - فستصبح البلاد تهديدا جغرافيا إقليميا حقيقيا، حيث سيتمكن حزب الله بعد ذلك من إبراز الإرهاب المستوحى من إيران ضد حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة دون عقاب.
استعصى الحزب الإرهابي الموالي لإيران على «اللبننة»، وبات شوكة في قلب لبنان، وصارت مشاركته الحكومية هدفها حماية أسلحته ونشاطاته الإرهابية، ومهمته تتمثل في عرقلة الجمهورية اللبنانية ونزع الشرعية عنها، وتعزيز قدراته ليبقى المدافع الأول عن مصالح طهران خارج الحدود، وفق موقع «متحدون ضد إيران».
استعرض الموقع مستقبل حزب الله، متوقعا أن يواصل احتلاله للبنان من خلال مبادراته الاجتماعية والسياسية، لتصبح بيروت العاصمة الثانية لإيران، مما يمثل تهديدا إقليميا حقيقيا في ظل دأب إيران على تصدير الإرهاب ونشر ثقافة القتل والجريمة.
أيديولوجية الفقيه
حزب الله الذي يتخذ من لبنان مقرا له هو جماعة شيعية عابرة للحدود أسستها إيران عام 1982، بعد أيديولوجية الفقيه المطلق، كما أوضحها الزعيم الأعلى لطهران آية الله روح الله موسوي الخميني. فمنذ نشأته شارك حزب الله في أنشطة إرهابية، مستهدفا أعداءه وأعداء إيران، سواء في لبنان أو في الخارج. اكتسبت أنشطته المنظمة وعدد من أعضائه تسميات إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الخزانة، وكذلك من دول أخرى.
تدير المجموعة شبكة واسعة من الخدمات الاجتماعية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمؤسسات المهنية والجمعيات الخيرية في المناطق ذات الغالبية الشيعية في لبنان، مما أكسبها الامتنان والدعم من مجتمع مهمل تقليديا من قبل الدولة اللبنانية، ومن خلال «ولاء كتلة المقاومة»، يمسك حزب الله بتمثيل برلماني وزاري في الحكومة اللبنانية، وذلك بحسب موقع «متحدون ضد إيران».
صعود الحزب
استغلت إيران فوضى الحرب الأهلية في لبنان والغزو الإسرائيلي الذي تلا ذلك عام 1982 لتحفيز صعود حزب الله، وأنشأت تمردا داخل حزب أمل «حزب لبناني شيعي قومي أسسه الإمام موسى الصدر»، وقام بتقسيم فصيل عرف باسم أمل الإسلامي، أصبح فيما بعد نواة حزب الله، ثم وحدت طهران هذا الفرع مع طاقم متشابه أيديولوجيا من الميليشيات، وأرسلت 1000 من رجال الحرس الثوري ورجال الدين إلى وادي البقاع لتزويدهم بالتدريب العسكري والأيديولوجي.
تمشيا مع فلسفة الخميني في تصدير الثورة نظرت إيران إلى صعود حزب الله كفرصة لتوسيع نفوذها ليشمل لبنان والشام، ولذلك بدأت في تزويد المجموعة بتيار ثابت من الدعم المالي الذي استمر حتى يومنا هذا، وأثبتت رعاية الدولة هذه أهميتها بالنسبة لجودة قدرات حزب الله القتالية، وامتداده الإقليمي والعالمي.
مهاجمة فرنسا
وسرعان ما بدأ استثمار إيران يؤتي ثماره، فمنذ نشأته عمل حزب الله كرأس حربي للحرس الثوري الإيراني خارج حدود لبنان من أجل حماية مصالح طهران، وفي الثمانينات استهدف مسؤولي نظام الشاه في أوروبا، وهاجم فرنسا لدعمها صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية.
احتضن حزب الله أيضا الوكلاء الإيرانيين في جميع أنحاء المنطقة، وبناء على طلب طهران أنشأت المجموعة الوحدة 3800 في 2003 لتدريب ومساعدة الميليشيات الشيعية العراقية التي تقاتل القوات الأمريكية والقوات متعددة الجنسيات، وباستخدام التقنيات التي تعلموها من حزب الله قتلت هذه الميليشيات «مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله (KHA) في العراق» المئات من الجنود الأمريكيين في العراق.
دعم الحشد الشعبي
منذ صعود داعش في عام 2014 أنتجت هذه المجموعات قائمة لا نهاية لها على ما يبدو من الميليشيات العراقية الخمينية، التي انضم معظمها الآن إلى قوات الحشد الشعبي في العراق (PMF). ووفقا لنائب قائد الحشد، أبومهدي المهندس، فإن مقاتلي الحشد استفادوا كثيرا من دعم حزب الله الذي لا يزال يلعب دورا مركزيا ومهما للغاية في الاستعداد للمعركة.
ولاحظ المهندس أيضا أن حزب الله «عرض على الشهداء» في ساحة المعركة العراقية، بل وادعى أن وجود حزب الله في العراق يعود إلى الثمانينات، عندما جاء قائداه المرموقان عماد مغنية ومصطفى بدرالدين إلى العراق لتدريب الشيعة لمحاربة صدام حسين.
الحوثيون وبشار
منذ عام 2011 قاد حزب الله أيضا الجهود المبذولة للدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يشكل سقوطه تهديدا استراتيجيا لطهران، وليس أقله قطع رابطته البرية مع لبنان، بالإضافة إلى لعب دور حاسم في المعارك الحيوية لبقاء النظام، ولا سيما حملات القصير وقلامون وحلب وبدريات الشام والغوطة الشرقية. وقام حزب الله أيضا بتجنيد المقاتلين وغيرهم لدعم قوات الأسد، بما في ذلك قوات الدفاع الوطني.
كما سافر مستشارو حزب الله إلى اليمن لمساعدة وتدريب المتمردين الحوثيين في قتالهم ضد المملكة العربية السعودية وحلفائها. وعلى الرغم من أن الحوثيين لا يتشاركون في توجهات حزب الله الدينية، لكن حزب الله يساعد الحوثيين لأنهم يقاتلون منافسة طهران، وسيطرة الحوثيين على البحر الأحمر ومضيق باب المندب تعزز نفوذ إيران.
بناء قدرات الحزب
في أوائل 2017 ظهرت تقارير تفيد بأن الحرس الثوري الإيراني بنى مصانع أسلحة محلية تابعة لحزب الله في لبنان قادرة على إنتاج صواريخ أرض - أرض ومضادة للسفن وطوربيدات تطلق من مراكب الماء الخفيف، وتدرب متخصصي المجموعة على إنتاج الأسلحة في جامعة الإمام حسين، ومع ذلك لا يزال من غير الواضح كيف يكتسب حزب الله المواد وينتج محليا المكونات المتطورة اللازمة لتصنيع هذه الصواريخ المتقدمة، حيث يواجه الإيرانيون أنفسهم صعوبة في القيام بذلك في الداخل.
تقوم طهران أيضا بتدريب مقاتلي حزب الله وقادته في المعسكرات التي يديرها الحرس الثوري الإيراني في كل من لبنان وإيران، وقد قاتلوا إلى جانب المجموعة في ارتباطات متعددة، بما في ذلك في حرب لبنان الثانية ضد إسرائيل، وفي الحرب الأهلية السورية، بالإضافة إلى ذلك، قامت إيران ببناء قدرات حزب الله عبر الانترنت.
الأعداء والأصدقاء
اختيار حزب الله للأعداء والحلفاء تمليه العداوات والمصالح الإيرانية، وليس اللبنانية، فمعظم أعداء حزب الله الحاليين أو السابقين - بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية - هم شركاء بيروت وحلفاؤها، على النقيض من ذلك، فإن حلفاء حزب الله هم الصين وروسيا وسوريا، حيث احتلت الدولة الأخيرة لبنان عسكريا لمدة 35 عاما، وقمعت الميليشيات بعنف خلال الثمانينات.
مستقبل حزب الله
يرتبط حزب الله بجمهورية إيران. ولا يختلف اثنان على أنه ذراعها الأول خارجيا، وسيستمر في الوجود طالما استمر النظام الخميني في الحكم في طهران. في هذه الأثناء سوف يستمر حزب الله في قيادة طموحات إيران للهيمنة الإقليمية، كما فعلت خلال العقود الثلاثة الماضية من وجودها.
ينبغي استبعاد مفاهيم «لبننة» حزب الله، أي عملية اعتدال تحول حزب الله إلى حزب سياسي يتمتع بالولاء النهائي للبنان، كما لا ينبغي اعتبار مشاركته النشطة في السياسة اللبنانية مؤشرا على أنه قبل شرعية النظام الانتخابي اللبناني. كما أوضحت المجموعة مرارا وتكرارا، فإن المشاركة الحكومية وسيلة لتحقيق هدف حماية أسلحتها، وستستمر المنظمة في التصرف بشكل عملي بهذه الطرق وغيرها، ولكن فقط لتجنب الصراع أو التحديات التي قد تعوق أو تؤخر تنفيذ أوامر ومصالح إيران، فحزب الله، الذي يقع في مناطق ذات إجماع لبناني، سيستمر في محاولة تنمية قوته السياسية والعسكرية والاجتماعية.
ملايين طهران
لا يخفي حزب الله تلقي الدعم المالي من إيران، ففي خطاب ألقاه في منتصف عام 2016 تباهى الأمين العام للحزب حسن نصر الله بأن «ميزانيته ورواتبه ونفقاته ومصالحه وشربه وأسلحته وصواريخه تمولها جمهورية إيران، بقوله «ما دامت هناك أموال في إيران فسنحصل على أموال «. ومن الصعب معرفة مقدار ما تقدمه إيران لحزب الله سنويا، حيث تتراوح التقديرات بين 100 و200 مليون دولار سنويا في النفقات النقدية وحدها، ووفقا لتقديرات المخابرات الأمريكية تصل إلى 800 مليون دولار سنويا.
تزود إيران حزب الله بالأسلحة. كل شيء من الأسلحة الصغيرة وصواريخ الكاتيوشا إلى المنصات الأكثر تقدما، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ أرض ـ أرض بعيدة المدى، والصواريخ المضادة للسفن.
وبمساعدة إيران قام حزب الله بتطوير ترسانته الصاروخية من حوالي 12000 قذيفة في 2006 إلى تقدير حالي لأكثر من 150 ألف صاروخ، في حين أن الغالبية العظمى من هذه الكاتيوشا غير دقيقة وقصيرة المدى ومنخفضة الحمولة، فقد نمت ترسانة حزب الله من الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى من العشرات إلى الآلاف والمئات على التوالي.
عرقلة لبنان
على الرغم من اعتباره «المدافع عن لبنان»، إلا أن حزب الله سيواصل العمل من داخل الحكومة لعرقلة الجمهورية اللبنانية ونزع الشرعية عنها، وحماية نفسه من المبادرات الحكومية «الضارة». في هذه الأثناء ستواصل المجموعة توسيع نطاقها المثير للإعجاب بالفعل من الخدمات الاجتماعية، التي تعمل بمثابة دعوة لنموذجها للحكومة اللبنانية الشيعية وغير الشيعية على حد سواء. ما لم تتوقف هذه العملية فإن حزب الله سوف يستنزف حيوية لبنان، ويدعم تدريجيا دور البلاد كقاعدة أمامية لإيران على البحر المتوسط.
إذا سمح لحزب الله بتحقيق هدفه المتمثل في احتلال لبنان - إما عن طريق التخلي عن الغرب من بيروت، أو عن طريق السماح للتوسع التدريجي للمجموعة بالاستمرار بلا هوادة - فستصبح البلاد تهديدا جغرافيا إقليميا حقيقيا، حيث سيتمكن حزب الله بعد ذلك من إبراز الإرهاب المستوحى من إيران ضد حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة دون عقاب.