مواقف متناقضة تكشف نفاق السلطان العثماني

الاحد - 05 مايو 2019

Sun - 05 May 2019

ينظر عدد من المحللين السياسيين إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على أنه «كتلة من التناقضات»، ومزيج من القلق والإرباك والترقب، ويراه مثقفون خليجيون «ثعلب المشروع الأمريكي في المنطقة»، فيما يصفه المصريون بـ«الحنجوري» أو «تاجر الكلام»، ويؤكدون على أنه رجل بـ100 وجه.

الرجل الذي تولى سدة المسؤولية في 14 مارس 2003 رئيسا للوزراء، ثم رئيسا للبلاد ومدافعا عن التاج العثماني من 28 أغسطس 2014، تجاوز مرحلة بيع كلام، وبات متناقضا في أغلب أفعاله وتصرفاته.

يمني النفس بعودة الخلافة الإسلامية، ويتعهد في الوقت نفسه بالدفاع عن المثليين الجنسيين، يدافع عن العفة والشريعة ويصدر قوانين رسمية تقنن الدعارة، يعادي إسرائيل علنا، ويقيم علاقات قوية معها في السر، يدعم المشروع الفارسي التوسعي لكنه يقيم علاقات قوية مع دول الخليج. يعيش بين التمدد والاحتواء، يرعى الإخوان المسلمين ويعتبر نفسه مرجعهم الروحي عالميا، ويدعم الكثير من الحركات الإرهابية، لكنه جاهز أيضا لأن يبيعهم وينقلب عليهم جميعا، مثلما انقلب على أمريكا وتعهد بعدم عودة القس برانسون ثم عاد وأطلق صراحه، واعتبرها الحليف القوي.

100 ألف بائعة هوى يتوزعن في 55 مدينة في تركيا، بحسب صحيفة الوحدة التركية.

15 ألف بيت دعارة مرخص، وفقا للمصدر نفسه.

3 أضعاف زادت تجارة الجنس في تركيا خلال الـ10 سنوات الأخيرة.

3 ملايبن مثلي يعيشون في تركيا، وفقا لما نشرته آخر التقارير الخاصة بالمثليين.

300 ألف شخص يعملون في تجارة الجنس، وفق منظمة «دير سفكات» المدنية المتخصصة في مساعدة الشرائح المهمشة بتركيا.

1 خليفة المسلمين يقنن الدعارة

  • يرتدي الرئيس التركي عباءة رجل الدين المحافظ، المدافع عن الخلافة الإسلامية، ويقدم نفسه للعالم على أنه السلطان الجديد الذي يعمل على استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، ويلتف حوله من يطلقون على أنفسهم «الإخوان المسلمون».

  • حول بلاده لأكبر سوق لتجارة الجنس. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد النساء اللاتي يمارسن الدعارة زاد بنسبة 1680% خلال حكم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، وتحولت تجارة الجنس إلى مهنة مقننة، وفقا للمادة 227 من قانون رقم 5237، الذي يبيح فتح بيوت الرذيلة.

  • قننت حكومة العدالة والتنمية المهنة المحرمة شرعا، صدق عليها البرلمان في 26 سبتمبر 2004، ودخل القانون حيز التنفيذ في الأول من يونيو 2005. وتدر تجارة الجنس 4 مليارات دولار سنويا، وتحتل المرتبة العاشرة حول العالم في هذه التجارة.


2 حامي العفة يتعهد بحماية المثليين


  • يدعو رجب طيب إردوغان إلى العفة ويشدد على الشريعة الإسلامية، ويعطي إشارات عدة بأنه الأب الروحي للمسلمين في شتى بقاع الأرض.

  • شعار المثلية الجنسية يرفع في أرجاء تركيا بصورة غير مسبوقة، وتشهد إسطنبول «مسيرة فخر» للمثليين، والرئيس المؤمن يتعهد خلال حملته الانتخابية بحماية حقوق المثليين جنسيا، ويدعو لمشاركتهم في الحياة العامة. وشهدت البلاد خلال فترة رئاسته مسابقة اختيار ملكة جمال المثليين جنسيا، كما تم إصدار أول مجلة للمثليين، وعقد أول حفل قران لزواج أول شابين مثليين، في تاريخ تركيا.

  • حديثا أصدرت المحكمة الدستورية التركية قرارا يسمح للمثليين بالبحث عن زبائن في الشوارع والطرقات، وحكما آخر بأن أي إشارة للمثليين بأنهم «منحرفون» تمثل خطاب كراهية.


3 قتل وتعذيب ودفاع عن الحريات


  • تاجر بقضية المواطن السعودي جمال خاشقجي، وتحدث كثيرا عن الحريات وحقوق الإنسان وغيرها من الكلمات التي لا تطبقها على أرض الواقع.

  • جاءت جريمة مقتل الفلسطيني زكي مبارك داخل سجن سيليفري التركي قبل أيام، بعد تعذيبه حتى الموت وتلفيق تهمة التجسس له، لتزيل جزءا من حالة التعتيم التي يفرضها إردوغان، وتنامي ظاهرة التعذيب والقتل المشبوه التي زادت حدتها.

  • تشهد تركيا الكثير من الانتهاكات التي ترتكبها السلطات، حيت تتخذ من حالة الطوارئ ذريعة للتضييق على الحقوق والحريات، وكشف تقرير للأمم المتحدة أن الانتهاكات شملت القتل والتعذيب.

  • أعلن حالة الطوارئ بعد محاولة «الانقلاب الفاشلة» في يوليو 2016، حيث أصدر أكثر من 20 مرسوما لتجديدها أدت في أحيان كثيرة إلى تعذيب المعتقلين.


4 أعداء الأمس أصدقاء اليوم


  • أصر الرئيس التركي على اتهام القس الأمريكي أندرو برانسون بالتجسس والتعاون مع معارضيه، واتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالتعنت في قطع علاقات الشراكة الاستراتيجية، مؤكدا أن بلاده سترد على الحرب التجارية التي أطلقتها واشنطن ضده بالتحول إلى أسواق جديدة.

  • فجأة أفرج إردوغان عن برانسون، وبعث رسالة عبر تويتر مليئة بكلمات الغزل لأمريكا العدوة السابقة، معبرا عن أمله في تعاون تركي أمريكي يليق بـ «بلدين حليفين».


5 يحارب داعش ويدعمه


  • ظهر الرئيس التركي في مرات عدة داعما لتنظيم داعش الإرهابي وأفرج عن العشرات من أعضائه بلا مقابل، لدرجة أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت عائلة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالضلوع بشكل مباشر في تجارة النفط مع جماعة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

  • شاركت تركيا علانية في الحرب على داعش من خلال التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في كل من العراق وسوريا.


6 إسرائيل.. عدو أم حبيب؟


  • قال الرئيس التركي إن إسرائيل «دولة احتلال وإرهاب»، وأشار في كلمة أمام القمة الإسلامية التي استضافتها بلاده إلى أن القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة للاحتلال «مكافأة أمريكية» على أعمالها الإرهابية.

  • الرئيس التركي أول من اعترف بالقدس عاصمة إسرائيل، قبل الرئيس الأمريكي ترمب، بحسب وسائل إعلام تركية نشرت «اتفاق أنقرة والقدس»، لتطبيع العلاقات بين البلدين، حيث لم تبد الحكومة التركية أي اعتراض على ذكر القدس بصفتها عاصمة الاحتلال ضمن بنود الاتفاق منذ يونيو 2016، وحمل الاتفاق تبادل السفراء.

  • افتتحت في إسرائيل سوقا لبيع المنتجات التركية.


7 الشرق الأوسط الكبير


  • كرر إردوغان تصريحاته عامي 2004 و2006، بأن تركيا جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي وضعت معالمه الولايات المتحدة في عهد إدارة بوش الابن، وكان يملؤه الزهو أن الولايات المتحدة ترى في تركيا النموذج الأفضل لمنطقة الشرق الأوسط.

  • في أبريل 2013، بعد أن اشتعلت ثورات الربيع العربي وتبعها تهديدات للجيوش العربية وانهيار للبنية التحتية، وردا على أحد الصحفيين الذين وجهوا له سؤالا عن تورط تركيا في المشروع الذي تسبب في كل هذا الدمار والخراب، انفعل إردوغان بشدة على الاتهام موضحا أن لا أساس له من الصحة ولا يوجد ما يثبت تلك التصريحات.


8 حادث مرمرة


  • في عام 2010، بادرت منظمات للمجتمع المدني لفك الحصار عن غزة وإرسال أسطول بحري أطلقوا عليه اسم «أسطول الحرية» يحمل كميات كبيرة من المواد الغذائية والطبية تساهم في تخفيف المعاناة، وعقدوا العزم للتوجه إلى غزة، كانت تقودهم سفينة تركية سميت «مافي مرمرة»، وبعد هجوم إسرائيل على الأسطول ومقتل عشرة مواطنين أتراك تضررت العلاقات التركية الإسرائيلية جدا، لدرجة سحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية.

  • في 2013 عادت العلاقات التركية الإسرائيلية قوية، لدرجة أثارت استياء أسر الضحايا، بعدها صرح إردوغان بأن تلك الحادثة لم تكن لتحدث لو أن السفينة حصلت على الإذن قبل الانطلاق، ليؤكد بسهولة تخليه عن القضية ومطالبه بفك الحصار وفتح ميناء غزة.




9 التمرد على إرث أتاتورك


  • دائما ما يتعهد إردوغان بالحفاظ على إرث الزعيم أتاتورك والدولة التي بناها تقوم على العلمانية والقانون، كان آخرها في ذكرى وفاة كمال أتاتورك في نوفمبر 2017.

  • قرار رئاسي بهدم «مركز كمال أتاتورك الثقافي، وقرارات وتصرفات يعتبرها الجميع انقلابا على أتاتورك، وأبرزها قانون الزواج الديني الذي يساوى بينه وبين الزواج المدني الذي تتبعه تركيا.


10 قصر وحيد الدين وفيلاتين


  • أكد إردوغان في اجتماع منظمة التنمية والتعاون الإسلامية أن الله سوف يحاسب الدول الإسلامية على الفجوة في الدخل الموجودة بها، وأن الرسول «صلى الله عليه وسلم» كان يسد جوعه ببضع تمرات ويحذرنا من عقاب من بات شبعانا وجاره جائعا.

  • نشرت صحيفة ميللت التركية أن الرئيس أمر بإعادة ترميم قصر وحيد الدين المكون من ألف غرفة وتحويله إلى مكتب خاص به، بتكلفة مليار و460 مليون ليرة تركية، بما يعادل 600 مليون دولار تركي، وهو يمثل ضغطا على الموازنة التركية، وأنه أمر ببناء فيلاتين إحداهما في إسطنبول والأخرى في إزمير.


أربكان: تلميذي إردوغان رئيس مشروع إسرائيل الكبرى

أكد أستاذ إردوغان ومؤسس حركة الرؤية الوطنية الإسلامية، نجم الدين أربكان، أن الرئيس التركي الحالي حصل في عام 2002 على منصب رئاسة مشروع إسرائيل الكبرى، ورئاسة مشروع الشرق الأوسط الكبير من الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن وميدالية الشجاعة اليهودية من اللوبي اليهودي في أمريكا.

وقال أربكان قبل رحيله عبر فيديو متداول بمواقع التواصل «قبل الانتخابات كان إردوغان يردد نحن طلاب الأستاذ أربكان، وزعموا أن الحزب تأسس بأمري، وأنهم يريدون تعيين أربكان رئيسا للبلاد، وقالوا نحن كذلك من تيار الرؤية الوطنية «ملي جوروش»، هكذا حصلوا على أصوات الناخبين في 2002، وبعد وصولهم للحكم بدلوا قميصهم على الفور.

وأضاف «توجه إردوغان إلى أمريكا والتقى بالرئيس بوش، وتسلم منصب رئاسة مشروع إسرائيل الكبرى، ورئاسة مشروع الشرق الأوسط الكبير فأصبح مساعدا لبوش، وحصل على قلادة الشجاعة اليهودية، يا له من شرف عظيم، كما حصل على دكتوراة فخرية من جامعة جون، وهنا ألبسوه قميصه الجديد، انظروا إلى القميص، ففيه رموز وإشارات على الصدر، لو فسرت لكم دلالاتها ومعانيها لبكيتم كثيرا».