فواز عزيز

لماذا تخسر الشركات الحكومية؟

السبت - 04 مايو 2019

Sat - 04 May 2019

• حين قرأت قبل أيام خبرا عن خسائر الشركة السعودية للكهرباء بنحو مليار ونصف المليار ريال عن الربع الأول من 2019، تذكرت أني كتبت مقالا في 2017 بعنوان «لماذا تفشل الشركات الحكومية؟»، وكنت أتحدث فيه على سبيل المثال عن «الشركة السعودية للكهرباء» وخسائرها رغم أنها شركة تقدم خدمتها بمقابل!

• كنت وما زلت أعتبر الشركة السعودية للكهرباء شركة فاشلة، فرغم أنها تمتلك كل مقومات النجاح والكسب والربح، إلا أنها لا تزال شركة خاسرة وتسبب خسائر لعملائها أيضا!

• هي الشركة الوحيدة التي تقدم خدمة التيار الكهربائي لنحو 30 مليون نسمة يسكنون السعودية، ومئات الآلاف من المحال التجارية والشركات والمصانع، ومع ذلك تشكو الشركة الخسائر والعجز!

• إذا كانت «شركة الكهرباء»

خاسرة الآن وهي الوحيدة التي تقدم الخدمة، كيف يسكون حالها إذا أصبح بمقدور سكان المنازل في السعودية الحصول على خدمات أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة، بعدما أصدرت هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج وثيقة «تنظيمات أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة»؟

• كان بعض مسؤولي الشركة يعزون الخسائر إلى أن خدمة الكهرباء مدعومة من الدولة، تغير الحال ورفع الدعم عن المواطن ولم تتغير خسائر الشركة، ففي الربع الأول من 2019 خسائرها بلغت 1.48 مليار ريال، بينما في الربع المماثل من 2018 بلغت 1.2 مليار ريال، مما يعني أن الخسائر زادت ولم تنقص رغم أن الفواتير ارتفعت عن سابقتها كثيرا!

• الشركة تأخذ رسوما عالية للتركيب، وتجني رسوما شهرية حتى لو لم تستخدم الكهرباء، وتقبض مئات الملايين بلا مقابل سوى وجود عداد كهرباء على المنزل أو المحل. ومع ذلك تسجل خسائر!

• كنت أقول سابقا إن أكبر مشاكل «شركة الكهرباء» أنها «هجين» بين القطاعين الخاص والحكومي، فرغم أنها شركة إلا أنها تقدم خدماتها كجهة حكومية!

• الآن لا بد أن أتراجع عن ذلك، فالقطاع الحكومي تغير كثيرا بعد «رؤية المملكة 2030» وأصبح يتفوق على الشركات في الأداء، وأوقف الهدر المالي فيه، وارتفعت إيرادات الدولة وظهرت آثار ذلك على ميزانية الدولة، خاصة في الربع الأول من هذا العام.

• في عصر «رؤية المملكة 2030» لا بد من مراجعة شاملة للشركات التي تملك الدولة حصة فيها تفوق النصف، ويعاد ترتيبها لتكون شركات رابحة تستفيد منها الدولة ولا تبقى عالة عليها تطلب منها العون والدعم كما هو حال الشركة السعودية للكهرباء!

(بين قوسين)

• على الموقع الالكتروني للشركة السعودية للكهرباء خبر عن نتائج اجتماع الجمعية العامة العادية بتاريخ الأول من مايو الحالي، يؤكد نقاطا عدة، منها:

1. الموافقة على تقرير مجلس الإدارة عن السنة المالية 2018.

2. الموافقة على تقرير مراجع حسابات الشركة.

3. توزيع أرباح نقدية للمساهمين عن سنة 2018 بإجمالي 750 مليون ريال.

4. إبراء ذمة أعضاء مجلس الإدارة عن سنة 2018.

5. صرف 888462 ريالا كمكافأة لأعضاء مجلس الإدارة عن سنة 2018.

6. الموافقة على اتفاقية تمويل محلي مع بنوك عدة تحصل بموجبها الشركة على 3500 مليون ريال!

• والغريب أن الشركة توزع أرباحا ومكافآت وتعلن خسائر وتبحث عن تمويل بنكي!