عبدالعزيز الرميحي

المرأة السعودية شريك أساسي في بناء الوطن

الأربعاء - 01 مايو 2019

Wed - 01 May 2019

لطالما تناول الإعلام موضوع عمل المرأة ودورها الفعال في النهضة والتقدم. ويكثر الحديث مؤخرا عن عمل المرأة السعودية ومدى تأثيره على المجتمع والاقتصاد بشكل عام. وعلى الرغم من بعض الآراء غير المؤيدة لعمل المرأة بسبب العادات والتقاليد التي ربما باتت لا تتلاءم مع التغيرات التي تطرأ على حياتنا العصرية، إلا أن المرأة السعودية استطاعت إثبات وجودها وتحقيق إنجازات كبيرة على الصعيدين المحلي والعالمي، وذلك نتيجة للانفتاح الذي شهدته المملكة في السنوات الأخيرة، وموقف القيادة الحكيمة من إتاحة فرص العمل للمرأة التي تمكنها من القيام بدورها وخدمة وطنها على الوجه الأمثل الذي ترتضيه الشريعة الإسلامية.

المرأة جزء من كيان المجتمع الكلي، وهي الأهم بين كل المكونات، لأنها هي الأم قبل كل شيء، وللأم الدور الأساسي في نقل ثقافة المجتمع إلى أطفالها وتربية الأجيال وتنشئتهم على الأخلاق الحميدة والقيم السليمة، ولذا فإن النهوض بتعليم المرأة وتحريرها ضمن القيم الدينية والثقافية والحضارية وتغيير النظرة النمطية إلى مكانتها ومستوى مساهمتها تعد من الشروط الأساسية لازدهار فكر المجتمعات وتطورها ونموها.

و للمرأة دور كبير في إعلاء النهضة العلمية في المجتمعات، فالمرأة شريكة للرجل في الحياة وبناء المستقبل، ولذا فإن دورها لا يقل أهمية عن دوره. وقد أثبتت التجربة أن المرأة قادرة على أن تكون عضوا منتجا في مختلف الميادين، وقد نجحت في التوفيق بين العمل خارج المنزل وبين رعايتها لأسرتها وبيتها.

واليوم أصبح عمل المرأة تلبية لضرورة اقتصادية، فالبلدان التي لا توظف قدرات النصف الآخر في مجتمعاتها (أي النساء)، فإنها بذلك تهدر مواردها البشرية وتضعف احتمالات تنافسيتها الاقتصادية، حيث إن أخذ قدرات المرأة بعين الاعتبار وتوظيفها بالشكل المناسب يعدان إحدى الركائز الأساسية للسياسات الاقتصادية والتنموية في المجتمعات الأكثر تطورا اقتصاديا. فالتطور الاقتصادي قد حول الإنتاج التقليدي ذا الطابع المنزلي إلى إنتاج موسع ومتطور تكنولوجيا، وبات يفرض على عمل النساء الخروج من إطاراته التقليدية إلى إطاراته الحديثة في سوق العمل.

وكشفت الأبحاث التي تجريها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عن أنه يمكن ضخ مليارات الدولارات للاقتصاد العالمي عبر خلق بيئة مواتية لتمكين للمرأة، وزيادة أعداد النساء في قوة العمل وفي ملكية الشركات، إضافة إلى تطوير إنتاجيتها. وهذه الجهود لا بد أن تسهم في انتعاش الاقتصاد الوطني وترفع القدرات التنافسية للدول.

تظهر إيجابيات عمل المرأة جلية، سواء أكان على الصعيد الشخصي أو العام، فمن المعروف أنه على الصعيد الشخصي تتعزز ثقتها بنفسها من خلال صقل مهاراتها والمساهمة في تحسين الدخل الشهري للعائلة، مما يؤدي إلى تحسين القدرة الشرائية ورفع المستوى الاقتصادي. أما على الصعيد العام فإن عمل المرأة ينعكس إيجابيا في زيادة الإنتاجية في المؤسسات وازدهار الاقتصاد ككل. فالمرأة تمتلك إمكانات كبيرة لدعم الاقتصاد وتعزيز مستوى المعيشة، لذا يجب الحرص على تعليمها وتمكينها اقتصاديا.

بدأت الشركات السعودية تستقطب الكفاءات من السيدات السعوديات المتعلمات اللائي يمثلن أنموذجا مشرفا يحتذى به، ففي شركة القدية مثلا، باتت المرأة تشكل 21% من عدد الموظفين، وستزداد هذه النسبة مع تقدم وتطور المشروع، حيث تشغل السيدات مناصب متعددة ويقمن بدورهن على أكمل وجه، ويساهمن في بناء هذا المشروع الوطني الضخم الذي سيعود بالخير والفائدة على أبناء وبنات الوطن كافة.

وخلاصة القول، إذا أردنا أن ننهض بمجتمعنا أسوة بالآخرين، ونواكب تطورات العصر، بل ونكون السباقين لصناعة مستقبل أقوى وأكثر إشراقا، لا بد لنا من إتاحة مجالات أوسع أمام تعليم المرأة والعمل على تمكينها بصورة أفضل لتكون أكثر فاعلية ومساهمة في بناء مستقبل هذا الوطن المعطاء.