فواز عزيز

صورة سعادة المدير الوداعية

السبت - 27 أبريل 2019

Sat - 27 Apr 2019

• بعض المسؤولين يعيش سنوات على كرسي الإدارة ثم يخرج منها كما جاء مخلفا بعض السنوات من الضياع أو التعثر في عمر تلك الإدارة.

• يتولى - بعض المسؤولين - الإدارة فتحتفل به تلك الإدارة، ويطلق تصريحات التطوير والعمل الجاد واستقطاب الكفاءات والكثير من التصريحات الجميلة المتفائلة، ثم يمضي في الإدارة عمرا من الوجاهة برفقة مشلحه، والمكاسب الشخصية حتى لو كان لا يطلبها لكنها تقدم له بحكم منصبه. ثم يغادر متقاعدا ويخرج من الباب الخلفي ناسيا كل تصريحاته ووعوده، ويترك الإدارة حتى بلا صف ثان من القيادات، فتبقى جامدة تنتظر مسؤولا جديدا ربما يكون مثل سابقه.

• الدولة تختار بعض المسؤولين لإدارة مؤسساتها، لكن بعضهم يعتقد أن اختياره مكافأة له ويعمل بناء على ذلك دون أن يصنع شيئا لدولته، هو فقط يسير العمل ويوقع على المعاملات أو يحيل كل معاملة إلى الجهة المعنية، وهذا الأمر يستطيع أي شخص القيام به دون عدد كبير من المساعدين والمستشارين كما يفعل بعض المسؤولين الذين يتعاملون مع المناصب كمكاسب شخصية.

• بعض المسؤولين يتولى المنصب ولا يخطط لشيء في مستقبل مؤسسته إلا بناء قسم «العلاقات العامة» ليكون حصنا له من انتقاد الإعلام، فيبحث عمن يقدر على التأثير على الإعلام ليتولى المسؤولية بالرد على الانتقادات باسم العلاقات العامة أو المتحدث الرسمي، بينما التصريحات الجيدة والجميلة تنشر باسم سعادة المدير.

• في بعض مؤسسات الدولة تحول عمل أقسام «العلاقات العامة» إلى «مصور» لسعادة المدير، ولتتأكد من ذلك زر حساب تلك المؤسسة على وسائل التواصل الاجتماعي أو افتح مواقعها الالكترونية وحاول أن تحصي عدد صور سعادة المدير!

• بعض المسؤولين يمتلك من المستشارين الكثير، لكنهم بلا عمل سوى المدح لسعادة المسؤول والتصفيق لقراراته دون إبداء أي رأي فيها، سواء كان في الاجتماعات أو في الإعلام، وربما تصلح لهم تسمية «المشجعين» أكثر من تسمية «المستشارين»، وأعتقد أن سعادة المدير يدرك ذلك ولو كان لديه مسمى وظيفي بذلك لمنحهم إياه!

• ولا زلت عند رأيي

بأن بعض المستشارين تحول إلى «مصفق» لأفكار وقرارات وتصريحات سعادة المدير، وإذا منحوا فرصة سيصفقون مستقبلا لسعادة المدير «اللاحق» الذي يرمي عيب وأخطاء إدارته على سياسات الإدارة السابقة، رغم أنهم كانوا مستشارين للسابق أو مقربين منه ومشجعين لسياساته وطريقة إدارته للعمل!

• الإعلام على استعداد للتصفيق لكل مسؤول ينجح أو يقدم عملا جميلا، وأجزم بأن الأمثلة كثيرة على صفحات الصحف أو في التقارير التلفزيونية، العمل الجميل سيلفت النظر وسيجد حظا من الثناء.

• بعض المدراء يشتكي من الإعلام، لأنه فقط ينتقد ويطالب الإعلاميين بالإشادة - ولو كان بشكل غير مباشر - لكنه لا يعلم أن جل إنجازاته احتفالات وزيارات لا تسمن ولا تغني عن عمل.

• بعض المسؤولين لو سألته بنفسه عن إنجازاته خلال السنوات التي قضاها على كرسي الإدارة لما استطاع تجاوز عدد أصابع إحدى يديه، ولو سألته عن المناسبات التي حضرها لسرد لك المئات منها واعتذر عن نسيان البقية!

(بين قوسين)

• في كل مسؤولية يتولاها موظف كبير لا يخرج منها إلا بأحد أمرين: الذكر الطيب لقاء عمل طيب، أو النسيان بعد حالة الفرح بوداعه.

@fwz14