الميركاتو الرمضاني!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 25 أبريل 2019
Thu - 25 Apr 2019
في هذه الأيام لا صوت يعلو فوق صوت البحث عن عاملة منزلية، ليس لدي عاملة في المنزل ولا نية لحدوث هذا الأمر حتى نصبح عاجزين عن الحركة، وأرجو أن يكون ذلك اليوم بعيدا، فلا زلت ـ مثلكم جميعا ـ متشبثا بالحياة لأسباب لا أعلمها.
لكن والدتي تريد عاملة، وقد بدأ مسلسل البحث في مكاتب الاستقدام قبل شهور «عددا»، وفي كل مرة يتأجل الأمر لسبب لا أعلمه أحيانا ولا أفهمه فيما تبقى من أحايين. ما فهمته أنه يوجد مشكلة عامة، وأن هذه المشكلة ـ التي لا أعلمها ـ خلقت سوقا سوداء لترويج العاملات غير النظاميات يرقى إلى أن يكون اتجارا بالبشر، وإن الأمر لو استمر على نفس الوتيرة فيصبح التعاقد مع ميسي ورونالدو في رمضان أسهل وأقل تكلفة من التعاقد مع عاملة منزلية.
الذي أفهمه أن أي إجراءات جديدة تتعلق بأي موضوع يكون هدفها الرئيسي هو معالجة أوجه القصور في الإجراءات القديمة، والتيسير على الناس من جانب وسد منافذ الاستغلال غير النظامي لهذا الموضوع أو ذاك.
لكن حين تتسبب الإجراءات الجديدة ـ أي إجراءات ـ في التضييق على الناس وزيادة اللجوء للطرق غير النظامية فإن الأمر لا يحتاج إلى عبقرية ولا إلى فطنة مبالغ فيها للقول بأن تلك الإجراءات خاطئة. ليس في الأمر خيارات أخرى.
وقلت مرارا ـ فأنا أتكلم كثيرا كما تعلمون ـ بأن النوايا الطيبة لا تكفي، والرغبة في الحلول تظل مجرد رغبة إذا لم يكن هناك فهم حقيقي للمشكلة.
صحيح أني لم أفهم المشكلة لكني لست الوزارة المسؤولة عن الحلول، وعدم فهي أمر لا يتجاوز ضرره أحد غيري. لكن حين لا يفهم المسؤول المشكلة فإن حلوله غالبا تكون مؤذية وتزيد الأمر تعقيدا وتخلق مشكلات جديدة، مع أن غايته ـ في الغالب ـ هي الحل، وهدفه أن تكون الأمور أسهل.
في مشكلة الاستقدام تبدو المشكلة بين الشركات الكبرى التي تريد الاستحواذ على السوق وبين مكاتب الاستقدام، والجهة المشرعة في هذا الموضوع ليست حيادية بما يكفي في هذه القضية وتميل إلى طرف دون آخر بطريقة قد يبدو فيها «تضارب مصالح». هكذا أتصور وقد يكون تصورا حقيقيا وقد لا يكون، لكن الوزارة لديها الخبر اليقين أو على الأقل لديها الأدوات التي تمكنها من معرفة الخبر اليقين إن هي أرادت أن تعرفه، لأن المشكلة موجودة بالفعل ولن تختفي بمجرد الادعاء بأنها غير موجودة.
وعلى أي حال..
أتوقع أننا قريبا سنسمع بمدراء أعمال للعاملات المنزليات، وربما تكون هناك فترات انتقال صيفية وشتوية، وأتمنى بعد ذلك أن أقتنص فرصة دخول إحدى العاملات فترة الانتقال الحر والظفر بالتوقيع معها للعمل لدى والدتي، أو العثور على أخرى على سبيل الإعارة مع أحقية التوقيع.
agrni@
لكن والدتي تريد عاملة، وقد بدأ مسلسل البحث في مكاتب الاستقدام قبل شهور «عددا»، وفي كل مرة يتأجل الأمر لسبب لا أعلمه أحيانا ولا أفهمه فيما تبقى من أحايين. ما فهمته أنه يوجد مشكلة عامة، وأن هذه المشكلة ـ التي لا أعلمها ـ خلقت سوقا سوداء لترويج العاملات غير النظاميات يرقى إلى أن يكون اتجارا بالبشر، وإن الأمر لو استمر على نفس الوتيرة فيصبح التعاقد مع ميسي ورونالدو في رمضان أسهل وأقل تكلفة من التعاقد مع عاملة منزلية.
الذي أفهمه أن أي إجراءات جديدة تتعلق بأي موضوع يكون هدفها الرئيسي هو معالجة أوجه القصور في الإجراءات القديمة، والتيسير على الناس من جانب وسد منافذ الاستغلال غير النظامي لهذا الموضوع أو ذاك.
لكن حين تتسبب الإجراءات الجديدة ـ أي إجراءات ـ في التضييق على الناس وزيادة اللجوء للطرق غير النظامية فإن الأمر لا يحتاج إلى عبقرية ولا إلى فطنة مبالغ فيها للقول بأن تلك الإجراءات خاطئة. ليس في الأمر خيارات أخرى.
وقلت مرارا ـ فأنا أتكلم كثيرا كما تعلمون ـ بأن النوايا الطيبة لا تكفي، والرغبة في الحلول تظل مجرد رغبة إذا لم يكن هناك فهم حقيقي للمشكلة.
صحيح أني لم أفهم المشكلة لكني لست الوزارة المسؤولة عن الحلول، وعدم فهي أمر لا يتجاوز ضرره أحد غيري. لكن حين لا يفهم المسؤول المشكلة فإن حلوله غالبا تكون مؤذية وتزيد الأمر تعقيدا وتخلق مشكلات جديدة، مع أن غايته ـ في الغالب ـ هي الحل، وهدفه أن تكون الأمور أسهل.
في مشكلة الاستقدام تبدو المشكلة بين الشركات الكبرى التي تريد الاستحواذ على السوق وبين مكاتب الاستقدام، والجهة المشرعة في هذا الموضوع ليست حيادية بما يكفي في هذه القضية وتميل إلى طرف دون آخر بطريقة قد يبدو فيها «تضارب مصالح». هكذا أتصور وقد يكون تصورا حقيقيا وقد لا يكون، لكن الوزارة لديها الخبر اليقين أو على الأقل لديها الأدوات التي تمكنها من معرفة الخبر اليقين إن هي أرادت أن تعرفه، لأن المشكلة موجودة بالفعل ولن تختفي بمجرد الادعاء بأنها غير موجودة.
وعلى أي حال..
أتوقع أننا قريبا سنسمع بمدراء أعمال للعاملات المنزليات، وربما تكون هناك فترات انتقال صيفية وشتوية، وأتمنى بعد ذلك أن أقتنص فرصة دخول إحدى العاملات فترة الانتقال الحر والظفر بالتوقيع معها للعمل لدى والدتي، أو العثور على أخرى على سبيل الإعارة مع أحقية التوقيع.
agrni@
