الحقوق والابتزاز والحريات وأشياء أخرى!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الأربعاء - 24 أبريل 2019
Wed - 24 Apr 2019
الحقيقة ـ وأرجو أن يكون هذا قابلا للنشر ـ أني مؤمن بفكرة وجود منظمات حقوقية محلية عالمية ودولية تراقب الحكومات، وتكبح جماحها. فالحكومة ـ أي حكومة ـ مهما كان شكلها ومرجعها تكون فكرتها الرئيسة هي السيطرة، وتهمها الغايات أكثر من الوسائل، والوسائل النبيلة ليست ضمن أولويات الحكومات. ربما تفرق حكومة سيئة عن أخرى جيدة في الغايات، فواحدة غاياتها نبيلة وأخرى غاياتها قذرة وأخرى دون غايات من الأساس.
حين كنت أكثر شبابا مني الآن كنت مغرما بكل شيء يتعلق بالحقوق، وأجد أن هذه المنظمات الحقوقية العالمية أعظم اختراعات البشرية بعد مكيفات الهواء والشاهي والانترنت والدخان. كنت سعيدا أني أنتمي للفصيلة الحيوانية ـ أعني الإنسان ـ التي اخترعت هذه الأشياء، لكني وجدت بعد أن كبرت قليلا أني مجرد حالم غبي، فلا الأسماء تدل على المسميات، ولا الأشياء تبدو في عيني على حقيقتها، وهذه المنظمات برمتها ليست إلا واحدة من وسائل عديدة اخترعتها الفصيلة الحيوانية التي أنتمي إليها ـ أعني الإنسان ـ لتكون أداة يسيطر بها الأقوياء على الأقل قوة.
منظمة العفو الدولية ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ واحدة من هذه المنظمات التي تحمل أسماء كبيرة لكنها في حقيقة الأمر ليست سوى وسيلة ابتزاز. هي تخلط الغث بالسمين، وتحول كل مجرم ـ أيا كان جرمه ـ إلى مناضل، وتمرر الكثير مما تريد من خلال دسه في ثنايا قليل مما لا تريد.
وليس سرا أني أتعاطف مع كل المطالبين بحقوقهم في كل مكان في هذا الكوكب البائس، وأني مؤمن أن حرية التعبير حق أساسي للإنسان مثل الماء والهواء واشتراك الانترنت، وأن نقد الحكومات وعملها وأدائها والاعتراض على سياساتها حق مشروع لكل مواطن في مجرة درب التبانة، لأن الفكرة الأساسية من وجود الحكومة هي خدمة الناس، ومن أبسط حقوق هؤلاء الناس أن يعترضوا ويحتجوا ويبدوا عدم رضاهم عن الخدمات التي تقدم لهم أو عن الطريقة التي تدار بها « شؤونهم». من حقهم أن يفهموا وإن يكون تأييدهم عن قناعة ومعارضتهم عن قناعة.
لكن القتل ليس حرية تعبير، والإرهاب ليس احتجاجا، وترويع الآمنين ليس حقا مشروعا، ولا أعلم ماذا كان يفترض بالسعودية أن تفعله حيال القتلة الذين روعوا الآمنين، وقتلوا بوحشية حتى أقرب الناس إليهم، هل كان يفترض أن توزع عليهم أوسمة الشجاعة؟ هل يفترض أن يقام مهرجان سنوي لاختيار الإرهابي المبدع الذي كان خلاقا في ابتكار طرق جديدة للقتل والترويع، أم إن الواجب هو أن تعينهم في مناصب عليا حتى يصبح الأمر معقولا ومقبولا في نظر منظمة العفو الدولية ومشتقاتها وتوابعها وأشكالها وأشباهها؟
وعلى أي حال..
تبدو الأمور أكثر وضوحا حين يقوم مراسلو تلك المنظمات بمهمتهم من الضاحية الجنوبية في بيروت، حتى إنسانيتهم المدعاة كانت طائفية بغباء مذهل حين نص بيانهم على أن الإعدامات لم تكن سوى «أداة سياسية لسحق المعارضة من الأقلية الشيعية في البلاد».
agrni@
حين كنت أكثر شبابا مني الآن كنت مغرما بكل شيء يتعلق بالحقوق، وأجد أن هذه المنظمات الحقوقية العالمية أعظم اختراعات البشرية بعد مكيفات الهواء والشاهي والانترنت والدخان. كنت سعيدا أني أنتمي للفصيلة الحيوانية ـ أعني الإنسان ـ التي اخترعت هذه الأشياء، لكني وجدت بعد أن كبرت قليلا أني مجرد حالم غبي، فلا الأسماء تدل على المسميات، ولا الأشياء تبدو في عيني على حقيقتها، وهذه المنظمات برمتها ليست إلا واحدة من وسائل عديدة اخترعتها الفصيلة الحيوانية التي أنتمي إليها ـ أعني الإنسان ـ لتكون أداة يسيطر بها الأقوياء على الأقل قوة.
منظمة العفو الدولية ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ واحدة من هذه المنظمات التي تحمل أسماء كبيرة لكنها في حقيقة الأمر ليست سوى وسيلة ابتزاز. هي تخلط الغث بالسمين، وتحول كل مجرم ـ أيا كان جرمه ـ إلى مناضل، وتمرر الكثير مما تريد من خلال دسه في ثنايا قليل مما لا تريد.
وليس سرا أني أتعاطف مع كل المطالبين بحقوقهم في كل مكان في هذا الكوكب البائس، وأني مؤمن أن حرية التعبير حق أساسي للإنسان مثل الماء والهواء واشتراك الانترنت، وأن نقد الحكومات وعملها وأدائها والاعتراض على سياساتها حق مشروع لكل مواطن في مجرة درب التبانة، لأن الفكرة الأساسية من وجود الحكومة هي خدمة الناس، ومن أبسط حقوق هؤلاء الناس أن يعترضوا ويحتجوا ويبدوا عدم رضاهم عن الخدمات التي تقدم لهم أو عن الطريقة التي تدار بها « شؤونهم». من حقهم أن يفهموا وإن يكون تأييدهم عن قناعة ومعارضتهم عن قناعة.
لكن القتل ليس حرية تعبير، والإرهاب ليس احتجاجا، وترويع الآمنين ليس حقا مشروعا، ولا أعلم ماذا كان يفترض بالسعودية أن تفعله حيال القتلة الذين روعوا الآمنين، وقتلوا بوحشية حتى أقرب الناس إليهم، هل كان يفترض أن توزع عليهم أوسمة الشجاعة؟ هل يفترض أن يقام مهرجان سنوي لاختيار الإرهابي المبدع الذي كان خلاقا في ابتكار طرق جديدة للقتل والترويع، أم إن الواجب هو أن تعينهم في مناصب عليا حتى يصبح الأمر معقولا ومقبولا في نظر منظمة العفو الدولية ومشتقاتها وتوابعها وأشكالها وأشباهها؟
وعلى أي حال..
تبدو الأمور أكثر وضوحا حين يقوم مراسلو تلك المنظمات بمهمتهم من الضاحية الجنوبية في بيروت، حتى إنسانيتهم المدعاة كانت طائفية بغباء مذهل حين نص بيانهم على أن الإعدامات لم تكن سوى «أداة سياسية لسحق المعارضة من الأقلية الشيعية في البلاد».
agrni@