الربح الخاسر
الأربعاء - 24 أبريل 2019
Wed - 24 Apr 2019
من البدهي أن يمتلك أي شخص ألهمه الله هداية النجدين فلسفة خاصة في التعاملات الإنسانية والمقايضات الحياتية لتعزيز مبادئ الثوابت القيمية للوصول إلى المكارم الأخلاقية، والنفس البشرية خلقها البارئ المصور على الفطرة السليمة بلا تمثيل ولا تشويه، قال عز وجل «صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون» البقرة آية 138، المهم أن لا يحيد عن حدود الصواب بفعله ولا يشذ عن الفكر الوسيط بقوله، والإنسان في طبعه وتركيبته الشخصية لديه خبرات متراكمة تصاحبها سمات وأنماط وانفعالات تتأرجح بين مصلحتين رئيستين، إما جلب المنفعة أو دفع المضرة، فتارة يحكمها الهوى وتأمر صاحبها بالسوء، وتارة تجلدها ذاتها فترجع عن شطحاتها بزيادة اللوم، وتارة تهدأ فرائصها لتطمئن وتستقر برجوعها إلى بارئها لتتأدب وتعتدل، وفي أثناء ذلك التذبذب الثلاثي يخالج النفس وساوس شيطانها ويضعف بالإلحاح إيمانها باتباع الهوى وتسويد الشوى، فتميل هذه النفس الزكية عن جادتها وتنحرف بالكسب الزائف المعنوي والمادي وتشبع جوعها الدنيوي.
ما أعنيه في سلوك الربح الخاسر هو اللهث البشري والنهم المندفع غير المدروس عند البعض بالابتعاد عن تقدير العواقب الشرعية والعرفية دينيا ومجتمعيا في الحرام والعيب لتحقيق المصالح الذاتية التي تتركز في المنافع الشخصية، وبالتالي ينظرون إلى أن الربح المراد تحقيقه في عصر السرعة يتطلب أن يكون الشخص متمرسا على المكر والدهاء مع القدرة على الاستحواذ والانتفاع واقتناص الفرص لتحقيق المكاسب وتجميعها كيفما اتفق، وبأي طريقة ارتضاها لهم الشيطان وزينها لدروبهم بخطوات يتبعونها ويتم تبريرها لأنفسهم على أنها حق مكتسب وذكاء مجتمعي مشروع، وينالون تأييدا لفعلهم من بعض المخادعين لتعزيز ذلك الكسب الفاسد. فإذا تبلدت النفس عن لوم ذاتها ازدادت في خطئها واستحلت ذلك وأصبح الإنسان يتعدى على حقوق الله وخلقه بأساليب نفسية واجتماعية ملتوية، قال تعالى «وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون» النمل آية 24.
والربح الوهمي يعتري الشخص ويطمس فطرته ويدفعه للفعل الخاسر في مواقف عدة، مثل المكسب الوظيفي لمنصب عال أو ترقية لدرجة وظيفية فيطغى ويتجبر ويركز على هدف الوصول لمبتغاه، فربما يظلم الموظفين ويتعدى على حقوقهم الوظيفية لمجرد الوعد بهذا المنصب الرفيع، أو أنه يتجرد من مبادئه وأخلاقه فينافسهم بغير شرف لكسب الود والقرب من المدير بأساليب غير أخلاقية، وقد يأتي الربح الخاسر في الحصول على الرشاوى العينية أو المادية وتحسينها بمبرر الهدية، أو أنه يأتي على شكل الاحتكار التجاري للبضائع واستغلال حاجة الناس الماسة برفع أسعار بعض المنتجات لتحقيق الربح العالي، وقد يتمثل في الغش والتدليس للقول والعمل في مصالح الناس وأمور دنياهم للوصول إلى الغاية الخاسرة المبررة بوسيلة شيطانية خادعة، وقد يكون في شهادة الزور أو كشف ما هو مستور أو الكذب والتبلي المتعمد على الغير وتغيير الحقائق، وقد يكون الربح الخاسر في التعلم المكذوب للحصول على شهادة علمية مزورة لزيادة الدخل المالي أو لتحقيق الجاه المجتمعي. «قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين» الزمر آية 15.
@Yos123Omar
ما أعنيه في سلوك الربح الخاسر هو اللهث البشري والنهم المندفع غير المدروس عند البعض بالابتعاد عن تقدير العواقب الشرعية والعرفية دينيا ومجتمعيا في الحرام والعيب لتحقيق المصالح الذاتية التي تتركز في المنافع الشخصية، وبالتالي ينظرون إلى أن الربح المراد تحقيقه في عصر السرعة يتطلب أن يكون الشخص متمرسا على المكر والدهاء مع القدرة على الاستحواذ والانتفاع واقتناص الفرص لتحقيق المكاسب وتجميعها كيفما اتفق، وبأي طريقة ارتضاها لهم الشيطان وزينها لدروبهم بخطوات يتبعونها ويتم تبريرها لأنفسهم على أنها حق مكتسب وذكاء مجتمعي مشروع، وينالون تأييدا لفعلهم من بعض المخادعين لتعزيز ذلك الكسب الفاسد. فإذا تبلدت النفس عن لوم ذاتها ازدادت في خطئها واستحلت ذلك وأصبح الإنسان يتعدى على حقوق الله وخلقه بأساليب نفسية واجتماعية ملتوية، قال تعالى «وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون» النمل آية 24.
والربح الوهمي يعتري الشخص ويطمس فطرته ويدفعه للفعل الخاسر في مواقف عدة، مثل المكسب الوظيفي لمنصب عال أو ترقية لدرجة وظيفية فيطغى ويتجبر ويركز على هدف الوصول لمبتغاه، فربما يظلم الموظفين ويتعدى على حقوقهم الوظيفية لمجرد الوعد بهذا المنصب الرفيع، أو أنه يتجرد من مبادئه وأخلاقه فينافسهم بغير شرف لكسب الود والقرب من المدير بأساليب غير أخلاقية، وقد يأتي الربح الخاسر في الحصول على الرشاوى العينية أو المادية وتحسينها بمبرر الهدية، أو أنه يأتي على شكل الاحتكار التجاري للبضائع واستغلال حاجة الناس الماسة برفع أسعار بعض المنتجات لتحقيق الربح العالي، وقد يتمثل في الغش والتدليس للقول والعمل في مصالح الناس وأمور دنياهم للوصول إلى الغاية الخاسرة المبررة بوسيلة شيطانية خادعة، وقد يكون في شهادة الزور أو كشف ما هو مستور أو الكذب والتبلي المتعمد على الغير وتغيير الحقائق، وقد يكون الربح الخاسر في التعلم المكذوب للحصول على شهادة علمية مزورة لزيادة الدخل المالي أو لتحقيق الجاه المجتمعي. «قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين» الزمر آية 15.
@Yos123Omar