أحمد صالح حلبي

استراحات للحجاج على الطرق!

الخميس - 18 أبريل 2019

Thu - 18 Apr 2019

خلال فعاليات الملتقى العلمي الـ 19 لأبحاث الحج والعمرة والزيارة الذي نظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، في المدينة المنورة خلال الفترة من 29 - 30 جمادى الآخرة الماضي، بالتعاون والشراكة مع جامعة طيبة، طرح الدكتور نادر أبوطالب من وزارة الحج والعمرة دراسة لإنشاء وتطوير استراحات ذكية لخدمة ضيوف الرحمن في الطرق البرية السريعة المؤدية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، معتبرا دراسته واحدة من مبادرات التحول الوطني في مجال نقل الحجاج التي تتبناها وزارة الحج والعمرة، مستعرضا إياها بعرض فيديو مرئي.

وما قدمه الدكتور نادر كدراسة وفكرة يصعب تطبيقها واقعيا، فالرحلة التي يقطعها الحاج من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة خلال الفترة الحالية بوجود مراكز التفويج بمخارج مكة المكرمة ومراكز التوجيه بمداخل المدينة المنورة، تستغرق ما بين 12 و14 ساعة، وهي فترة زمنية طويلة ومرهقة للحجاج، إذا ما قورنت بنظيراتها من الرحلات.

وكنت آمل من الدكتور أبوطالب كواحد من مسؤولي وزارة الحج والعمرة، أن يعمل على إعداد دراسة تتضمن تقليص الفترة الزمنية التي يقضيها الحاج بين مكة المكرمة والمدينة المنورة والعكس، ويعمل على إعداد دراسة تتضمن إلغاء مراكز التفويج بمخارج مكة المكرمة التي لم يعد ثمة حاجة لاستمرارها في ظل تطور نظام إصدار اعتمادات حافلات نقل الحجاج بالنقابة العامة للسيارات، والذي أصبح مرتبطا بإدخال رقم عقد الإسكان بالمدينة المنورة، وهو ما يعني عدم خروج أي حاج من مكة المكرمة ليس له عقد إسكان بالمدينة المنورة.

فما جدوى استمرار عمل مراكز التفويج؟

لكن ثمة حاجة لبقاء مراكز التوجيه بمداخل المدينة المنورة، لضمان وصول الحجاج لمقار سكنهم مباشرة، على غرار مراكز التوجيه بمداخل مكة المكرمة.

إن ما نريده من وزارة الحج والعمرة أن يوضح وكيل الوزارة للنقل والمشاريع والمشاعر المقدسة الخطط والبرامج التي ستعمل الوزارة على تطبيقها قبل موسم الحج، خاصة أن المشرف العام على قطاع نقل الحجاج والمعتمرين الدكتور بسام غلمان قدم في ورشة عمل مبادرات تطوير النظم الإدارية والتشغيلية لدى الجهات المشرفة والشركات المشغلة العامة في خدمات نقل الحجاج والمعتمرين، والتي نظمتها الوزارة في أوائل محرم الماضي، تعريفا بأعمال وكالة النقل واستعرض المشاريع العاجلة التي نفذت لموسم حج 1439هـ، إضافة إلى مبادرة التحول الوطني لوكالة النقل وما انبثق منها من عمليات.

وأملنا أن يوضح وكيل الوزارة للنقل والمشاريع والمشاعر المقدسة، تطور عمليات نقل الحجاج متضمنة العمل على تيسير الأمور والقضاء على الإجراءات التقليدية المتبعة في مغادرة الحجاج لمكة المكرمة بعد أدائهم فريضة الحج، ومشاريع الوزارة في المشاعر المقدسة، خاصة أننا أصبحنا نرى ونسمع عن قيام الوزارة بتنفيذ طرق وتشييد جسور، في أعمال تعد من اختصاص وزارة النقل.

إن هناك العديد من الأسئلة التي تطرح حول نقل الحجاج بين مدن الحج الثلاث والمشاعر المقدسة، وتبقى إجاباتها لدى وكيل الوزارة المساعد لشؤون النقل، فهو خير من يوضح تلك الإجابات، ويبرز الجهود التي تقوم بها الوزارة لخدمة قاصدي البيت الحرام وزوار مسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهل سيوضحها مع قادم الأيام؟

[email protected]