عبدالحليم البراك

المراحل التاريخية لقيادة المرأة للسيارة

الاثنين - 15 أبريل 2019

Mon - 15 Apr 2019

قيادة المرأة للسيارة أفق جديد من آفاق تمكين المرأة من أن تكون النصف الحقيقي للمجتمع، وليس النصف المعطل، وسأتنبأ للمراحل التاريخية للمرأة في قيادة السيارة، وأتمنى من كل قلبي أن أكون مخطئا.

المرحلة الأولى: سأتكلم عنها في آخر المقال.

المرحلة الثانية: مرحلة قبول المرأة لأي سيارة، في هذه المرحلة تريد المرأة أن تقود سيارة (سيارة كلمة نكرة، والنكرة تعني العموم فهذا يعني أي سيارة!) حتى تتمكن من الظفر بالأولوية وهي القيادة، فالأولوية مصدر فخر، بغض النظر عن الحاجة الحقيقية أو المظاهر، فأقوى المظاهر في نظرها هو أن تنزل من المقعد الأمامي الأيسر، وأن يتدلى (الريموت كونترول) من سلسلة المفاتيح التي تملكها بعد أن اقتحم مفتاح السيارة تلك السلسلة التي كانت لا تتجاوز مفتاح البيت ومفتاح مكتب المدرسة!

المرحلة الثالثة: هي مرحلة السيارة العائلية، فشعورها بالمسؤولية يجعلها لا تقبل أي سيارة، فهي تريد سيارة عملية عائلية؛ تقضي حاجتها وحاجة أبنائها، فقد رحلت مرحلة الزهو بأي سيارة (المرحلة المخلوطة بهاجس الحادث ومرحلة الحاجة الوحيدة وهي القيادة إلى مرحلة الحاجات المتعددة، وهي: المرأة الأم، المرأة والأولاد، المرأة والأسرة)، فالسيارة العملية هي السيارة الأنسب في تلك المرحلة!

المرحلة الرابعة: وهي مرحلة (سيارة مش أي سيارة)، وهي مرحلة العناية الشخصية بالحاجات الخاصة، وبالعودة للرفاهية فالسيارة الكبيرة صارت صعبة، فهي لا تلبي حاجات الزهو الفردية، وهي صعبة التنقل والحصول على موقف، وأخيرا وكل النساء (في تلك الفترة) لديهن سيارات، إذن هي تحتاج لسيارة (مش أي سيارة!).

المرحلة الخامسة: وهي المرحلة التي فيها تكاد تملك كل امرأة سيارة، ككل الشباب، كلهم يملكون سيارات، وتملك سيارة عائلية (مركونة) في مرآب السيارات ككل العائلات أيضا تلك السيارة (ثقيلة الدم) في المواقف والحركة والتي لا تنفع إلا في التنقلات الجماعية، إذن هي في حاجة لسيارة بسائق، هي تعرف كيف تقود السيارة وقادت كل السيارات، وتملك ما تريد، وتريد أن تتميز فتحتاج لسائق، وتريد أن تكون في المقعد الخلفي بعد أن ملت من المقعد الأمامي الأيسر وأرهقت لأنها سيدة رقيقة، وترجع المرأة تفتخر بأن لديها سائقا في وقت اختفى فيه السائق الأجنبي من السوق بسبب عدم الحاجة إليه من جهة، ومن جهة أخرى بسبب توفر اليد العاملة السعودية، بينما تتميز هي بأنها استطاعت توفير (تأشيرة) سائق منزلي أجنبي، وأنها تقبع في الخلف تقلب هاتفها المتنقل حتى تتصل فتستفيد من وقتها، ويقف سائقها أمام باب المول التجاري فلا تحتاج أن تبحث عن موقف وتبدو أكثر زهوا بهذه الحالة، وهي نفس الحالة الخليجية الشائعة الآن، وهو زهو الخليجيات بأنهن لا يقدن سياراتهن، بل لديهن (درويل)!

بالمناسبة المرحلة الخامسة هي المرحلة الأولى التي تجنبنا ذكرها، عادت المرأة للمربع الأول الذي هربت منه، كانت تنظر إليه من زاوية ضيقة وأنه تضييق للحرية، عادت لتكون هي الحرية وهي الرفاهية، وهي دلع الأنثى، كان الفرق بينها وبين المرحلة الخامسة فقط نظرتنا نحو هذه المرحلة، والفرق الآخر هو أن المنع هو من يجلب الضيق!