طلال الحربي

كوتا إعاقة.. مجلس جمعية الأطفال المعاقين بلا معاقين!

الاحد - 14 أبريل 2019

Sun - 14 Apr 2019

قبل أيام أجريت انتخابات مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين، والاسم يحتاج إلى تغيير، فهم ليسوا معاقين، لكنهم ذوو إعاقة، وننتهز الفرصة بالمباركة لمن نجح والشد على يد من لم ينجح، لأن بوابات العمل لشؤون ذوي الإعاقة، خاصة الأطفال منهم بوابات كثيرة وعديدة، لكن الملاحظة المسجلة على هذه الانتخابات أن المجلس الجديد المنتخب لا يوجد فيه أي شخصية ذات إعاقة أساسا! شخصية من واقع الحال ويعرف كيف سيكون المستقبل والوضع الذي يواجه الأطفال ذوي الإعاقة حين يكبرون بإذن الله.

نعم الأطفال ذوو الإعاقة العمل من أجلهم في المجلس أمر هام للغاية، ويحتاج إلى كل قادر راغب متمكن، ولو أضفنا على القدرة والرغبة والإمكانات عاملا مهما جدا وهو عامل الخبرة في الإعاقة لكان الأمر أفضل وأكثر منطقية، لأن ذوي الإعاقة لديهم من التجارب والمواجهات السابقة الكثير، والتي تلزمهم أن يمرروها وهم يعلمون كيف يتعاملون معها وكيف يتجاوزونها أو يسخرونها لتمكين ذي الإعاقة، سواء كان طفلا أو كبيرا.

نحترم الانتخابات ونحترم نتائجها ولا اعتراض لي على أي من الناجحين وفقهم الله، رغم أن بعضهم لديه من المشاغل والمهام ما الله به عليم، والهدف في المجلس ليس وجاهة ولكن عمل ولجان وأمانة، لكني أؤكد أن الأمر والقضية نفسها تحتاج إلى تواجد ذوي إعاقة حقيقيين في المجلس، ومن الجنسين لإثراء وتقوية كل قرارات عمل المجلس وخدمة الأطفال ذوي الإعاقة بشكل مناسب يساعدهم على تمكين أنفسهم والمساهمة في خدمة أنفسهم وتأمين مستقبلهم وخدمة وطنهم، فذوو الإعاقة لديهم بعد نظر في كيفية إدارة الأفكار والمقترحات وما ينفع منها وما لا ينفع.

في كثير من الجهات هنالك دائما توازن في عملية فرز نتائج الانتخابات، إذ من صلاحية الوزير بعد انتهاء الانتخابات أن يعين عددا من المختصين الخبراء أو ذوي العلاقة، والفكرة إضافات متميزة وذات خبرة أكبر وإنتاجية فعالة، غير أنه من لم ينجح من هكذا نوعية متميزة يتم تعيينهم لاحقا بنسب متوافقة ومناسبة.

لماذا لا يكون لمجالس الجمعيات كلها - ومنها مجلس جمعية الأطفال المعاقين - نفس النظرية والتطبيق، إضافة عدد من المقاعد للمجلس بحيث تكون كوتا أو تعيين، وإن كنت أحبذ الكوتا أكثر من التعيين لأنها تظهر المعادن وتلزم المتأهل أو الناجحين بما طرحوه وما وعدوا به، وبكل سهولة يضاف مقعدان إلى المجلس، رجل وسيدة، وهؤلاء يتنافسون انتخابيا بينهم، ولو نجح أحدهم بأصوات تنافسية خارج الكوتا فإنه ينجح ويحصل غيره من المعاقين المشاركين بالانتخابات على مقاعد الكوتا بفرز الأصوات لتبيان الفائزين بأعلى الأصوات بين المتنافسين ذوي العلاقة أنفسهم.

في حال تطبيق نظام (الكوتا إعاقة) سنضمن على الأقل حدا أدنى من مشاركة ذوي العلاقة في المجلس كأعضاء منتخبين، وقد يدخل المجلس عدد من ذوي الإعاقة أكثر من أعضاء الكوتا في حال نجح أحدهم على مقاعد التنافس العامة بين المترشحين لانتخاب أعضاء المجلس، حقيقة نراها أكثر عدالة وأكثر نجاعة وأكثر قربا من واقع ذوي الإعاقة.

ذوو الإعاقة، سواء كانوا أطفالا أم شبابا أم كبارا كلهم في الهم شرق، من هذا الباب اقترحنا كوتا إعاقة لضمان ترشيد القرارات وتفعيل دور المجلس بشكل يتناسب وحجم التغيرات الإيجابية الذاهبين إليها بإذن الله في عهد الرؤية 2030.