مانع اليامي

جهيّر المساعد تتساءل

الجمعة - 12 أبريل 2019

Fri - 12 Apr 2019

الكلمات المخلصة المتكئة على المعرفة والحكمة المدفوعة في الأصل بسلامة المقاصد تفعل فعلها حتى وإن كانت قليلة. للإنصاف في تاريخ الوطن أسماء كثيرة استطاعت مصافحة النور بما سطرت من آراء تعزز الدافعية نحو المسير إلى المستقبل من أجل رفعة الوطن وأهله، وبما طرحت من تساؤلات مشروعة وفي الغالب جوهرية تهدف إلى التفكير والمراجعة لتوسيع المنافذ على مصارحة الذات.

عموما ما تقدم توطئة لتحريك سؤال الكاتبة الأنيقة جهيّر المساعد، السؤال المحمول على ظهر تغريدتها في مقر بوحها المحتشم في ساحة الإعلام الاجتماعي. السؤال هو «ما الإغراء في المنصب الإداري الذي يجعل طبيبا مختصا يستسلم إليه تاركا مهنته الطبية التي حصل على شهادتها بكفاح مرير ليعمل مديرا وعلمه الذي تعب في الحصول على شهادته يطويه في ثنايا بشت الإدارة؟»، وتزيد: لماذا حب المناصب يعلو عندنا فوق حب المهن وحب الإدارة يعلو على حب الخدمة في المهنة؟

تتوالد الأسئلة والسؤال القديم الجديد العاري من الإجابة المهنية على مر ثلاثة عقود بحسب علمي هو: من يدير المستشفى طبيب أم إداري متخصص؟ الإجابة المبنية على البراهين غائبة حتى اللحظة، وعندي أن السلطة المهنية في معظم الأنظمة الصحية العربية كانت بيد الأطباء بداية وأحايين كثيرة بيد بعض المسارات الفنية المساعدة وما زالت، مما وولد ثقافة إدارية أساسها الانحياز للطبيب لإدارة المنشأة الصحية، المصيبة أن هذه الثقافة سيطرت على سياسات وإجراءات العمل وخفضت من مستوى الاعتراف بالإداري المتخصص في إدارة الرعاية الصحية وحدت من نموه الوظيفي إلى ذلك ما زال صوت التذمر من مستوى الخدمات الصحية مرتفعا هنا وهناك، والحقيقة أن المشكلة إدارية لا مالية على الإطلاق على الأقل في دول الخليج.

ختاما، ماذا يمكن أن نقول في إطار العجز في الأطباء وكثير منهم بعيدون عن تخصصاتهم الطبية منشغلون بالأعمال الإدارية؟ وماذا سنفهم إذا كان واقع الحال يقول إن هيئة التخصصات الصحية خاضعة لوزارة الصحة؟ والحقيقة في كل الأحوال تقول إن فيها أكثر من 50 برنامجا تدريبيا متقدما في المجالات الصحية وقد خلت تماما من أي برنامج زمالة للإدارة الصحية! بصراحة لا أستطيع الإجابة عن سؤال «جهيّر» ولدواعي السلامة أنتهي هنا. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]