بعد 30 عاما.. السودان ينتصر

حاول السير على حبال النار.. وارتبط بعلاقات حميمة مع خامنئي وإردوغان والنظام القطري
حاول السير على حبال النار.. وارتبط بعلاقات حميمة مع خامنئي وإردوغان والنظام القطري

الخميس - 11 أبريل 2019

Thu - 11 Apr 2019

تنفس الشعب السوداني نسائم الحرية اليوم بعد سقوط نظام عمر البشير الذي استولى على مقاليد الحكم 30 عاما متواصلة، جمع خلالها كل المتناقضات الممكنة والمستحيلة، انتهت بانهيار الجنيه والاقتصاد والعملة الرسمية، قبل أن يلحق بها ويستسلم لإرادة الشعب وقبضة الجيش.

أعلن وزير الدفاع عوض بن عوف حقبة جديدة بعد الإطاحة بالرجل الذي صعد للحكم على أكتاف الزعيم الديني حسن الترابي ثم ما لبث أن أطاح به، واحتفظ بعلاقات حميمة مع آية الله خامنئي في إيران، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وتلقى الدعم من نظام الحمدين القطري، رغم تقاربه الكبير من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، حاول أن يجمع النقيضين، ويسير على حبال من نار دون أن يقع، لكنه سقط أخيرا بأيدي شعبه الذي اكتوى بنيران العزلة الاقتصادية التي فرضها عليه.

أصبح السودان في مفترق طرق بين الحرية والانطلاق والفوضى، ففي عز الأفراح التي سيطرت على شوارع الخرطوم، تخوف كثيرون من أن يأتي الوقت الذي يشعرون فيه بالندم على ديكتاتور حكم 3 عقود، مثلما حدث لكثير من الدول التي تجرعت شقاء «الربيع العربي»، ولم تتذوق من حلاوته سوى المزيد من الأزمات والانكسارات.

من أسقط البشير؟

سيتجاوز السودانيون السؤال الكبير: من أسقط البشير؟ هل هو الشعب أم الجيش؟ لكنهم قد يعودون إليه يوما ما، في ظل تخوف كثيرين من حدوث انقسامات داخل المؤسسة العسكرية، أو بين الجيش والأمن، مثلما جرى في الأيام الماضية في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة.

ورغم نفي مصدر عسكري اليوم حدوث أي اشتباكات في القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، والتأكيد على أن «ما تم كان ابتهاجا من جانب جماهير الشعب وانحيازا لقواتهم المسلحة»، بعد اعتقال البشير ووضعه قيد الإقامة الجبرية مع عدد من قيادات الصف الأول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إلا أن المخاوف لن تزول إلا مع الأيام، حيث ينتظر السودانيون أن يأتي إليهم «سوار الذهب» الجديد الذي يحافظ على البلاد ويسلم السلطة لرئيس منتخب.

علاقات مشبوهة

لن ينسى السودانيون أن عهد عمر البشير شهد الحدث الأبرز في تاريخهم، وهو انقسام السودان إلى بلدين، وأنه تنازل عن جزيرة «سواكن» للرئيس التركي رجب طيب إردوغان بثمن بخس، وفتح قلبه وبلاده للنظام القطري وتوالت الزيارات المتبادلة، كما أنه ارتبط بعلاقات قوية جدا ومشبوهة مع جماعة الإخوان المسلمين المصنفين على قائمة الإرهاب، رغم محاولاته المستمرة الحفاظ على علاقته بالمملكة العربية السعودية التي عملت على تخفيف العقوبات المفروضة عليه من الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، وجارته مصر التي تحالف مع إثيوبيا ضدها في قضية سد النهضة.

الرئيس المحتمل للسودان.. من هو؟

- الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف.

- شغل منصب وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس السودان.

- ابن الدفعة 23 مدفعية بالكلية الحربية.

- عمل معلما بكلية القادة والأركان، وتلقى تدريبه العسكري في مصر.

- عمل مديرا للمخابرات العسكرية والأمن الإيجابي، ثم نائبا لرئيس أركان القوات المسلحة.

- اختير لتولي منصب مدير إدارة الأزمات في وزارة الخارجية، ومنح لقب سفير بعد تقاعده من الجيش عام 2010.

- عين في منصب القنصل العام للسودان بمصر، ثم مثل دولته كسفير لدى سلطنة عمان.