أحمد صالح حلبي

أين توصيات الملتقى العلمي الـ 19؟

الخميس - 11 أبريل 2019

Thu - 11 Apr 2019

سعدت بحضور فعاليات الملتقى العلمي الـ 19 لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، الذي نظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، في المدينة المنورة خلال الفترة من 29 ــ 30 جمادى الآخرة الماضي، في القاعة الكبرى بجامعة طيبة، بالتعاون والشراكة مع جامعة طيبة.

وأوقفتني عدة بحوث ودراسات طرحت ونوقشت، وتوصيات خرجت تدعو لتفعيلها، لكن التفعيل بعيد عنها، ولا أعتقد أنه سيصلها.

ومن أبرز التوصيات التي طرحت توصية «إثراء التجربة»، والتي دعت إلى تنظيم «رحلات لضيوف الرحمن للتعرف على تاريخ الحرمين الشريفين وعمارتهما وتراث المملكة، وإنشاء متاحف وأفلام وثائقية، واستخدام النماذج التفاعلية والتقنيات الحديثة في ذلك، وتصميم تذكارات وهدايا متنوعة، وإجراء دراسات اقتصادية عن رغبات وأوجه الإنفاق للجنسيات المختلفة من ضيوف الرحمن لتوفير متطلباتهم الشرائية والغذائية والسكنية والسياحية وإنعاش الاقتصاد المحلي».

وهذه التوصية وإن كانت تبرز الحج ومشقته عبر العصور التاريخية، فإنها توضح كيف غدت رحلة الحج والعمرة في الحاضر، وأملنا أن تسعى هيئة السياحة والتراث الوطني إلى التنسيق مع مؤسسات الطوافة بمكة المكرمة لوضع برامج خاصة تمكن الحاج من معرفة أبرز المعالم بمكة المكرمة، وألا ينحصر الدور على تنظيم رحلات للمزارات تقتصر على جبلي ثور وحراء والمشاعر المقدسة دون مرشدين مؤهلين، ومكة المكرمة غنية بالمواقع التاريخية المهمة والمتاحف التي تحكي مراحل تاريخية مهمة لأم القرى، كمتحف عمارة الحرمين الشريفين الذي يبرز عمارة الحرمين الشريفين عبر العصور التاريخية.

وفي مجال التوعية نجد أن الملتقى «أكد على أهمية توجيه الإعلام نحو التوسع في نشر مقاصد الحج وغاياته وثقافة المثالية فيه، وتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي، وضرورة التوعية بحرمة مكة المكرمة والمدينة المنورة ووجوب تعظيمهما، وإصدار أنظمة عقوبات لمن انتهك حرمتهما، وتوعية الشركات والمؤسسات العاملة في منظومة خدمة ضيوف الرحمن بالأنظمة واللوائح مع أهمية توضيحها للحجاج والمعتمرين والزوار».

وهنا أتوقف قليلا لأقول: إن إعلامنا بكل وسائله لم يصل إلى الدرجة التي تمكنه من مواجهة الإعلام المضاد، ففي الوقت الذي نجد قنوات فضائية أجنبية تخرج باللغة الإنجليزية منتقدة المملكة ومقللة من جهودها وخدماتها، نجد أن قناتنا باللغة الإنجليزية قد أغلقت!

فكيف يمكننا أن ننقل الحقيقة بلغة إنجليزية ونحن لا نملك قناة تتحدث بهذه اللغة؟

إن ما يحتاج إليه الإعلام في موسم الحج ليس نقل الأخبار وإعداد التقارير، فنحن بحاجة إلى إظهار الحقائق الغائبة عن أذهان الكثير من الحجاج.

ولا يتسع المجال للحديث عن توصيات الملتقى الأخرى، والتي تناولت أيضا التغذية، وأوصت بضرورة وضع معايير لجودة الأغذية المقدمة بموائد الإفطار بالحرمين الشريفين وساحاتهما، وتكثيف التوعية للجهات الرسمية والمؤسسات الخيرية القائمة على الإطعام الخيري بمعايير تقديم الوجبات، وتوفير وجبات مناسبة للمرضى ذوي الاحتياجات الغذائية الخاصة في حملات الحج.

لكني أتوقف أمام توصية «العمران وإدارة الحشود»، والتي دعت إلى وضع استراتيجية للحفاظ على التراث العمراني والهوية العمرانية بمكة المكرمة والمدينة المنورة، فالهوية العمرانية لمكة المكرمة فقدت نتيجة لعمليات الهدم والإزالة، فأصبحنا لا نرى الطابع العمراني لمكة المكرمة الذي ساد قرونا مضت.

وما نحتاجه اليوم أن يكون هناك تفعيل عملي لتوصيات ودراسات معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، والعمل على تطبيقها بأرض الواقع، فحتى الساعة لم نر من تلك الدراسات المنفذة سوى دراسة تطبيق النقل الترددي بالمشاعر المقدسة، ودراسة الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي، وبعض الدراسات المرتبطة بخدمات القطاعات الحكومية.

[email protected]