عبدالله العولقي

المملكة ووجهها المشرق في العراق

الثلاثاء - 09 أبريل 2019

Tue - 09 Apr 2019

على الرغم من الحملات الضارية التي تبديها بعض وسائل الإعلام في الشرق والغرب ضد المملكة العربية السعودية اليوم، إلا أن الرياض لا تزال على نهجها التاريخي القويم الذي ابتدأه الملك عبدالعزيز، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان من قضية الوقوف الإنساني النبيل مع الشعوب العربية في محنها ومآسيها والتصدي لكل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضدها.

وعلى الرغم من العدائية المغرضة التي ينتهجها نظام الولي الفقيه في طهران ضد عروبة العراق وهويته التاريخية من عبث ديموغرافي واجتماعي، إلا أن كل أمواجه التخريبية قد تكسرت اليوم أمام صخرة العروبة التي يعض العراقيون عليها بنواجذهم للخلاص من القبضة الفارسية المهيمنة على وطنهم وثرواتهم. وها هي وسائل الإعلام العراقية اليوم تنقل فرحة العراقيين العارمة بزيارة الحكومة السعودية التاريخية إلى وطنهم، ولا سيما أنها تحمل معنى الترسيخ العميق لهذه العلاقة المتجذرة في أعماق التاريخ بين الشعبين الشقيقين.

لقد أسفرت هذه الزيارة التاريخية عن مشاريع تنموية عملاقة في بغداد وبقية الأقاليم العراقية دون أي تفرقة طائفية أو نظرة إثنية بين شرائح ومناطق المجتمع العراقي، وفي ذلك رسالة واضحة لأهداف المملكة الإنسانية ورسالتها العالمية التي تترجم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وأصالتها العربية المعهودة، على نقيض المشروع الإيراني في العراق والذي يتمنهج على توسيع جغرافيا المد الثوري في المنطقة، وإحكام السيطرة على موارد النفط والمعادن ولو على حساب مستقبل الشعب العراقي وآماله وتطلعاته.

وعلى الرغم من كل ما اعترى العلاقات السعودية العراقية من فتور دبلوماسي منذ الغزو العراقي للكويت، إلا أن ذلك الفتور تفاقمت أبعاده وتنافرت زواياه بعد الاجتياح الأمريكي لبغداد عام 2003، وسقوط نظام صدام حسين واعتلاء الأحزاب الطائفية المرتبطة بطهران سدة الحكم العراقي، لكن المملكة في واقعها السياسي كانت تتسامى على كل هذه الخلافات من أجل وحدة الشعب العراقي الشقيق وانطلاقا من حرصها التام على وحدة الصف العربي وحتى تبقى حبال الود متصلة بين الشعبين الشقيقين.

أخيرا، الكل يدرك أن ميدان العراق السياسي اليوم يعج بمتناقضات الأيديولوجيا الفكرية، وقد شرع العراقيون اليوم يدركون تماما ما يقترفه تنظيم الحمدين القطري من دعم مالي وإعلامي للكتائب الإرهابية المسلحة والجماعات الدينية المتطرفة التي تسهم في نخر النسيج الاجتماعي العراقي، كما أنهم يدركون أيضا صنائع طهران المخزية في عروبة وطنهم وتلاعبها في ديموغرافية العراق عندما تذكي لهيب الفتنة وتغذي مشاعل الطائفية بين العراقيين حتى يتسنى لحرسها الثوري تمرير أجندتها الثورية.

وعلى الوجه الآخر، يدرك العراقيون ما تقدمه المملكة من مشاريع تنموية عملاقة تمتد على كافة الخارطة العراقية، ويعون ما تمنحه لشباب العراق من منح دراسية وتعليمية عليا في جامعاتها المختلفة، إضافة إلى تكفلها ببناء مدينة رياضية متكاملة، وتعهدها بتقديم منح وهبات تقدر بمليار دولار تعين الحكومة العراقية على تحسين البنى التحتية ورفع كفاءة الصناعة والموارد الاقتصادية، باختصار، هذه هي السعودية ووجهها المشرق في العراق.

albakry1814@