إيران تشعل الفتنة بين أكبر اقتصادين في العالم

اعتقال ابنة مؤسس هواوي في كندا بتهمة انتهاك العقوبات المفروضة على طهران
اعتقال ابنة مؤسس هواوي في كندا بتهمة انتهاك العقوبات المفروضة على طهران

الثلاثاء - 09 أبريل 2019

Tue - 09 Apr 2019

تطل إيران برأسها من وراء معظم الكوارث التي يشهدها العالم، وآخرها الأزمة المشتعلة حاليا بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، حيث يسهم نظام الملالي الإرهابي في إشعال فتيل الأزمة بصورة غير مباشرة.

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن الدور الإيراني المشبوه في الأزمة المثارة حاليا بين الولايات المتحدة الأمريكية وشركة هواوي الصينية الشهيرة، والتي أدت إلى اعتقال ابنة مؤسس الشركة والمديرة المالية منج وانزو، بداعي انتهاك العقوبات الأمريكية المطبقة ضد إيران.

قبض على منج في مطار فانكوفر أول ديسمبر بطلب من الولايات المتحدة، وكشفت التحقيقات أن هواوي متهمة بالعمل كشركة واجهة تسهم في تمرير العقوبات الأمريكية على طهران، ورغم إطلاق سراحها بكفالة بلغت 10 ملايين دولار كندي، احتجت الحكومة الصينية على الإجراء الكندي وحذرت الحكومة الكندية من «عواقب وخيمة» إذا لم تطلق سراح منج وانزو، واستدعت السفير الكندي في بكين لإبلاغ احتجاجها الشديد، لتتصاعد الأزمة بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.

تبادل المجرمين

قدمت الولايات المتحدة إلى كندا معلومات لاعتقال منج لحظة دخولها مطارا كنديا، وطلبت تسليمها بموجب معاهدة تبادل المجرمين، زعمت الشهادة الكندية أن رئيسة هواوي جزء من مؤامرة تقودها الشركة كواجهة لمعالجة المعاملات المالية لإيران.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنه بالإضافة إلى المعاملات الكبرى مع هواوي من قبل HSBC وستاندرد تشارترد وسيتي جروب ومجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية المحدودة ومجموعة دي بي إس هولدينجز المحدودة وبنك الصين، كانت هناك معاملات كبرى مع هواوي، وهذا يعني أنه إذا ثبت صحة هذه الادعاءات، فقد تكون أموالها قد انتهى بها الأمر في إيران.

أعلنت الحكومة الكندية، أنها ستمسح بالمضي قدما في قضية تسليم المديرة المالية لشركة هواوي تكنولوجيز الصينية، منج وانزو، وذكرت في بيان أنه بعد شهر من إصدار القضاء الأمريكي لائحة اتهام طويلة بحق المجموعة الصينية والمسؤولة فيها، «بدأ الموظفون في وزارة العدل الكندية رسميا آلية تسليم» منج وانزو، وأضافت وزارة العدل الكندية أن قرار البدء بآلية التسليم «يأتي بعد النظر في الأدلة المتصلة بهذه القضية في شكل معمق»، وتابعت: «ثمة ما يكفي من الأدلة التي يمكن تقديمها إلى قاضي تحقيق لاتخاذ قرار»، مشددة على أن «الجلسة للنظر في طلب التسليم ليست محاكمة».

صفقة غير مشروعة

حلل تحقيق لوكالة الأنباء الإنجليزية رويترز في 2013، سجلات الشركات، وكشف أن منج متورطة في صفقة غير مشروعة أخرى بين شركة هواوي، المعروفة أيضا باسم سكاي كوم، وإيران، وكشفت رويترز في البداية عن الطبيعة المزعومة لمعاملات سكاي كوم التجارية ودور هواوي.

في ذلك الوقت، كانت سكاي كوم متورطة في مخطط لبيع معدات إلى إيران، وكانت الوثائق المتعلقة بالصفقة تحمل شعار هواوي ومختومة بـ «سرية هواوي»، ووجدت رويترز أنه في ذلك الوقت، كانت منج تشغل منصب سكرتير رئيس مجلس الإدارة.

وقبل ذلك وبعده، كان مختلف الأفراد و»الشركات الخارجية» التي تربطها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بشركة هواوي من المساهمين الأغلبية، وعلى الرغم من علاقتها التجارية والمالية الواضحة المزعومة مع إيران، أخبرت هواوي رويترز أن «نشاطها التجاري في إيران يتوافق تماما مع جميع القوانين واللوائح المعمول بها بما في ذلك قوانين الأمم المتحدة».

نقل الأموال لإيران

تنص الإفادة الكندية على أن منج وهواوي كذبت مرارا وتكرارا حول طبيعة العلاقة بين هواوي وسكاي كوم، والحقيقة أن الأخيرة كانت تعمل كشركة تابعة لشركة هواوي ومقرها إيران من أجل الاستمرار في الحصول على الخدمات المصرفية من المؤسسات المالية متعددة الجنسيات.

وتشير المحكمة إلى أن إيداع الملفات وراءه دوافع من أجل إخفاء طبيعة سكاي كوم، وتجنب فرض عقوبات على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إيران والقدرة على معالجة معاملات المقاصة بالدولار أو اليورو.

ونتيجة لذلك، زعم أن كيانا يحمل اسم «المؤسسة المالية 1» في الإفادة الخطية، والتي كشف عنها محامي السيدة منج بأنه بنك HSBC، يزعم أنه عالج «أكثر من 100 مليون دولار في معاملات مالية متعلقة بشركة سكاي كوم عبر الولايات المتحدة بين عامي 2009 و 2014 تقريبا، وكان بنك HSBC قيد التحقيق بالفعل بسبب انتهاكاته للعقوبات الأمريكية، وأبرم اتفاقية محاكمات مؤجلة.

أدلة تورط منج

في أعقاب التحقيق الذي أجرته رويترز في سبتمبر 2013، سأل HSBC شركة هواوي عن محتوى الادعاءات الواردة في المقالات.

- نفت هواوي على نطاق واسع الروابط بين سكاي كوم وإيران.

- تأكدت رويترز أن منج ضالعة في هذه التحريفات وأن السلطات جمعت معلومات داعمة شفهية وخطية كبيرة تشير إلى ذلك.

- تشير الشهادة الخطية إلى أن لجان المخاطر في المؤسسة المالية [HSBC] اعتمدت جزئيا على تمثيلات منج لمواصلة العمل المصرفي لشركة هواوي.

تسهيل الأعمال المحظورة

أظهرت قضية هواوي، المدى الذي تذهب إليه الشركات والمؤسسات المالية الصينية لتسهيل الأعمال المحظورة في إيران، في انتهاك للأمم المتحدة، والعقوبات الإقليمية، فالحكومة الصينية لا تطبق قوانينها الخاصة ضد هذه الأنواع من الأنشطة المزعومة مع الدول.

هناك قضية بارزة أخرى، وهي شركة Limmt و Li Fang-we، وممولو الانتشار ومهربو السلع الاستراتيجيون المفصلة في تقرير منفصل لمعهد الأمن القومي حيث تظهر كيف تغض الصين الطرف عن الشركات والبنوك التي تقوم بأنشطة إجرامية لمجرد أنهم مؤثرون في الاقتصاد.

ونصح التقرير بضرورة التوقف عن معاملة رعايا بعض الدول كما لو كانوا فوق القانون، وقالت:»يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها مواجهة الحكومة الصينية بقوة وثبات مع أدلة على أنشطة خرق العقوبات ومعاقبة هؤلاء الأفراد والكيانات».

ملاحقة هونج كونج

توضح قضية هواوي أنه لا يمكن للمؤسسات المالية أن تتعامل مع ممثلي الشركات أو البنوك حول افتقارهم إلى التعامل مع إيران أو كوريا الشمالية، فهم بحاجة إلى التنسيق عن كثب مع سلطات الدولة واستخدام البيانات مفتوحة المصدر لدعم قراراتهم بأن أعمالهم مشروعة.

اختارت لجان المخاطر في HSBC مواصلة العمل مع هواوي حتى بعد أن أتاح تحقيق رويترز دليلا مفتوح المصدر واضحا على سلوكه المزعوم، لذا يجب التدقيق في دور هونج كونج، حيث إن لديها مشكلات متسلسلة مع عدم فرض ضوابط تمنع التجارة ذات الاستخدام المزدوج في السلع الإستراتيجية وهي مركز للتمويل غير المشروع . ومن غير الواضح ما إذا كانت المعاملات المالية المزعومة لإيران قد تمت معالجتها من خلال موقع سكاي كوم «هواوي» بهونج كونج، ولكن هذا الاحتمال يجب أن يتم التحقيق.

ترمب وكارثة أوباما

يتجلى المدى الطويل لتطبيق العقوبات الأمريكية في اعتقال المديرة المالية منج، حيث تواصل بنجاح استخدام الاعتقالات في دول الطرف الثالث وتسليمها إلى الولايات المتحدة لمحاسبة ومعاقبة منتهكي العقوبات المزعومين، فينبغي أن توسع نطاق استخدامها لهذا التكتيك حيثما أمكن ذلك.

صرح الرئيس دونالد ترمب أخيرا بأنه قد يتدخل في تسليم منج أو مقاضاتها، إذا استفادت من التوصل إلى صفقة تجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهذا سيكون خطأ فادحا. فيجب عليه أن يتعلم من كارثة تدخل إدارة الرئيس باراك أوباما لمنع أو الملاحقة القضائية للإيرانيين المحتجزين لدى الولايات المتحدة والذين اتهموا بانتهاك العقوبات من أجل حماية الصفقة النووية مع إيران.

ربط قضايا إنفاذ العقوبات بالأمن القومي أو المسائل الاقتصادية الأخرى يسمح لمرتكبي مخططات التهرب من العقوبات بالهروب من العقوبة، ومواصلة أنشطتهم غير المشروعة. إنه يرسل رسائل سلبية حول استعداد الولايات المتحدة لاستخدام مثل هذه الحالات المصممة بشق الأنفس، بالإضافة إلى ذلك، فإنه يلحق الضرر بتطبيق ضوابط وعقوبات تجارية راسخة للولايات المتحدة ويؤدي إلى تدهور أنظمة العقوبات ضد الدول المنتشرة.

كيف تحايلت الشركتان؟

- صرح الموظفون السابقون في سكاي كوم، أن الشركة لم تكن متميزة عن هواوي

- كانت قيادة سكاي كوم في إيران من موظفي هواوي

- وثائق سكاي كوم الرسمية، بما في ذلك عدة مذكرات تفاهم، تحمل شعار هواوي

- حسابات مصرفية متعددة من سكاي كوم يسيطر عليها موظفو هواوي، حيث كانت توقيعات موظفي هاووي على الحسابات بين عامي 2007 و 2013

- المديرون الإداريون لـ»سكاي كوم« كانوا في الواقع من موظفي هواوي

- في عام 2009، زعم أن سكاي كوم تم بيعها إلى كيان آخر، لكن المحققين وجدوا أن هذا الكيان كان يخضع فعليا لسيطرة هواوي حتى عام 2014 على الأقل

علاقة مشبوهة

وفقا للإفادة الكندية المعتمدة على المعلومات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، عملت المديرة المالية لهواوي، في مجلس إدارة شركة سكاي كوم من 2008 إلى 2009. ولكن الشهادة تفيد بأنه وفقا للبيانات المالية للشركة في عامي 2009 و 2010، ظهرت أنشطة متعددة في sic وهي شركة قابضة الاستثمار وتعمل كمقاول للعقود المتعهد بها في إيران، مما يؤكد أن هناك علاقة مشبوهة وغريبة.

من هي منج وانزو؟

أتى الاعتقال في وقت تدور فيه حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة ومخاوف من علاقات شركات التقنية الصينية بالمؤسسة العسكرية الصينية وتأثير ذلك على الأمن القومي للدول الغربية.

بعد جلسة استماع لثلاثة أيام، أطلقت السلطات الكندية سراحها بكفالة مالية بقيمة 10 ملايين دولار كندي واشترطت المحكمة تحديد مكان إقامتها وأن ترتدي سوارا للتتبع.

- تعرف أيضا باسم صابرينا منج وكاثي منج.

- مواليد 1972.

- المديرة المالية لشركة هواوي الصينية.

- ابنة مؤسس الشركة.

- أثناء تبديل طائرتها في مطار فانكوفر الكندي، ألقت السلطات الكندية القبض عليها.

- اتهمت باستخدام شركات واجهة للتعامل مع إيران.

الأكثر قراءة