إبراهيم أحمد المسلم

تهميش دور الأطفال يؤدي إلى الانحراف

تفاعل
تفاعل

السبت - 06 أبريل 2019

Sat - 06 Apr 2019

يتعرض عدد كبير من الأطفال للإهمال عندما يكون الآباء غير متواجدين نفسيا مع الطفل، وانشغالهم بأنفسهم غافلين عنه، حيث يتمثل هذا الإهمال في مجالات أساسية تمثل الحاجة الرئيسية من حاجات الطفل، سواء تربوية أو عاطفية أو جسدية، فالطفل يحتاج إلى رعاية وحنان من الأشخاص المقربين له، فالأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه، بعدها يلتحق بالمؤسسة الثانية وهي المؤسسة الكاملة للمنزل، لذا من الضروري أن تلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحيحة والسليمة التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا واثقا من نفسه ذا شخصية قوية ومتفاعلة ومتكيفة مع المجتمع.

يعد الإهمال واحدا من المحاور الأساسية التي نصت عليها اتفاقية حقوق الطفل لتحديدها في أنواع الأضرار التي تعد خطوطا حمراء لا نقاش فيها لحماية الطفل وتوفير بيئة آمنة ومستقرة له، لينمو بعيدا عن الأذى بكل أشكاله، فقد يظهر الأطفال المهملون ضعفا في العلاقات الاجتماعية وتأخرا في التطور، وقد يتعرضون للحوادث بشكل متكرر، ويظهر لديهم انخفاض في تقدير الذات، والأفعال التخريبية، والتأثير على دراسة الطفل.

عدم رعاية الأبناء في الصغر يجعلهم عرضة للانحراف والفساد الفكري وسيدفع المجتمع ضريبة هذا الإهمال من الآباء عندما يتحول هؤلاء إلى عنصر هدم في المجتمع وصيد سهل لعصابات الإجرام أولئك المفسدين في الأرض من مروجي المخدرات والإرهاب والتطرف.

ومن أبرز سلبيات العصر الحالي أن هناك عوامل اجتماعية أثرت على التربية، منها أن آباء وأمهات لا يحسنون تربية أبنائهم بعد أن شغلتهم هموم الحياة ومشاغلها الدنيوية، وأهملوا العناية بأبنائهم وتربيتهم، ولهذا نجد كثيرا من أبناء اليوم بلا عاطفة تجاه والديهم، وهذه التربية هي السبب في انحراف الأبناء وفسادهم.

لكل طفل الحق في أن ينمو في بيئة تسودها الطمأنينة والرعاية، فالأطفال يعتمدون على الكبار لحمايتهم وتوجيههم، ولا بد من العناية بالأطفال لأن الإهمال من أشد الأخطار على الطفولة.

الأكثر قراءة