محمد الحربي

2030 رؤية الوطن.. ومسؤولية المواطن

السبت - 06 أبريل 2019

Sat - 06 Apr 2019

يدخل وطننا المعطاء المرحلة الرابعة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2016، حيث شكلت منعطفا مهما ومنجزا حضاريا اتضحت معالمه منذ الوهلة الأولى، وأسست لمرحلة جديدة في ازدهار الوطن والمواطن، ونقلة نوعية للارتقاء بالمجتمع للمشاركة الفعالة في خططها ومشاريعها الطموحة لقيادة الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة تعليميا واقتصاديا وتأثيرا إيجابيا.

أكدت رؤية 2030 على الدور المحوري للمواطن في المشاركة لتحقيق أهدافها وغايتها، وذلك من منطلق أن الوطن الذي ننشده لا يكتمل إلا بتكامل أدوارنا، فلدينا جميعا أدوار نؤديها وهناك مسؤوليات عديدة تجاه وطننا ومجتمعنا وأسرنا وتجاه أنفسنا، كما أن تحقيق المنجزات والمكتسبات لن يتأتى إلا بتحمل كل منا مسؤولياته، والوفاء بها بكل أمانة وإخلاص.

إن تأكيد الرؤية على تكامل أدوارها مع الدور المنوط بالمواطن، يلقي بمسؤولية كبيرة على كل فرد للإسهام بفعالية في تحقيق التطلعات والتواؤم مع توجهات الرؤية وبرامجها الطموحة، وهي بذلك تعمل لترسيخ الشعور بالمسؤولية لدى المواطن والالتزام بها.

أولت الدول المتقدمة المشاركة المجتمعية اهتماما بالغا وعدتها عاملا رئيسا لتحقيق التنمية المستدامة، وظهرت دراسات علمية ركزت على نظريات ومفاهيم العمل الجماعي، وتمكين المجتمعات، والشراكة المجتمعية.

وفي هذا السياق، أشارت دراسة نشرتها مجلة BMJ journals في يناير 2019 إلى أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب مستويات عالية من المشاركة الإيجابية لأفراده، ودونها فإن الاتكالية وتخلي الفرد عن واجباته سيخلقان كثيرا من المعضلات ويعطلان مشاريع تنمية المجتمع.

وقد حظي التعليم بنصيب وافر ضمن رؤية 2030 التي أكدت التزامها بتعليم يسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، وسد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، وتطوير التعليم العام، والسعي لأن تصبح خمس جامعات سعودية ضمن أفضل 200 جامعة.

وهذه الرؤية الطموحة لتطوير التعليم تتطلب مشاركة إيجابية تبدأ من الأسرة التي يقع عليها الدور الرئيس لتنشئة أجيال ذات إيمان راسخ وعقيدة وسطية لا غلو فيها ولا تطرف، وولاء للوطن والمحافظة على مكتسباته، وأن تتكامل مسؤولياتها مع المدرسة التي تتولى مسؤولية غرس القيم الإيجابية لدى الطلبة وتزويدهم بالمعارف المتقدمة والمهارات العالية والخبرات المتجددة، ثم توجيهم إلى الجامعات المتخصصة لإكمال أدوار الأسرة والمدرسة في تجويد معارف الطلبة في مختلف المجالات العلمية وصقل مواهبهم ومهاراتهم، والإسهام في تخريج المواطن الصالح الذي يتحلى بأخلاق الإسلام الكريمة، الملتزم بالولاء لدينه ووطنه ومليكه، ولديه مهارات مهنية عالية وقدرة على الحوار والتعايش مع الآخرين.

ومما يؤكد نجاح مشاريع ورؤية 2030 ما نراه من تحولات إيجابية في مختلف المجالات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية، لعل من أهمها إيجاد مصادر اقتصادية بديلة للنفط وتدشين مشاريع رائدة، كمشروع الطاقة الشمسية، ومشروع (نيوم)، ومشروع (القدية)، وغيرها من المشاريع غير المسبوقة التي أسهمت بترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية ودورها في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وزيادة نسب توطين الصناعات والوظائف، وانخفاض معدلات البطالة، وانتقال المواطن من مرحلة الاقتصار على الاستهلاك إلى مرحلة الإنتاج، فضلا عن ارتفاع الميزانية المخصصة للتعليم والتدريب عن الأعوام السابقة، وهي في مجملها مكتسبات تحفز لاستمرار المشاركة الإيجابية للمواطنين والتكامل مع أدوار رؤية 2030، والإسهام بفعالية في تحقيق طموحات وإنجازات كانت إلى وقت قريب أشبه بالمستحيل.

إضاءة: الوطن أمانة، فالله الله أن يؤتى الوطن من قبلك.

الأكثر قراءة