حنان درويش عابد

ما الذي يستفيده العالم من قوة الاقتصاد السعودي؟

الخميس - 04 أبريل 2019

Thu - 04 Apr 2019

الجميع يتحدثون عن رؤية 2030، وخبراء المال والاقتصاد في العالم قد تحدثوا كثيرا عن الخطط والمشاريع الواعدة في المملكة، والحكومة بدأت بتنفيذ وأنجزت الكثير في إطار الخطة الزمنية لتحقيق مستهدفات هذه الرؤية، والمجتمع السعودي بات أكثر مشاركة عبر مؤسساته الحكومية والخاصة لتحقيق أهداف رؤية 2030، فما الذي أطلق هذا الحراك؟ ولماذا اهتم عالم الاقتصاد به وبالاستثمار في المملكة؟ والجواب في كثير من الأحيان سيبدو سهلا وسطحيا، فقد يقول البعض بأن الموقع الاستراتيجي للمملكة، وقوة اقتصادها المعروفة والقائمة على النفط يمثلان جزءا من أهم أسباب اهتمام العالم بالاستثمار في السعودية.

ولكن لا يمكننا أن نرجع الأسباب فقط إلى موقع المملكة الاستراتيجي، وقوة اقتصادها، فالعالم ينظر إلى المملكة وفق أبعاد مختلفة، تتداخل فيها السياسة والأمن العالمي والاقتصاد لتشكل وحدة هدف مشترك، فالمملكة كانت وستظل ضامنة للسلم العالمي لأنها محط أفئدة مليار و700 مليون مسلم حول العالم، وهي تمثل مركز الديني والثقافي لدى المسلمين، وهذا يجعل قوة اقتصادها مطلبا عالميا لتعزيز الاستقرار العالمي.

وعلى صعيد السياسة فإن المملكة مستفيدة من مكانتها الدينية، ومن قوة السلعة الاستراتيجية - النفط - التي تصدرها، وتستطيع أن تؤثر بكل عميق على القرار السياسي العالمي. وربما هذا لا يعني كثيرا الشركات الخاصة التي تأخذ قرارا بالاستثمار في المملكة، إلا أنه يمثل أهمية بالغة لدى حكومات العالم التي من الممكن أن تسهل تدفق الاستثمار من قبل قطاعها الخاص وصولا إلى المملكة.

أما القطاع الخاص القادم من خلف الحدود للاستثمار في المملكة، فهو يدرك القيمة الاستراتيجية للموقع الجغرافي للملكلة العربية السعودية، ويدرك أيضا قيمة السلعة الأكبر على الصعيد الاستراتيجي العالمي التي تقوم المملكة بتصديرها، وهو يدرك معنى وجود أيد عاملة مجهزة وقادرة على العمل في المصانع، ويدرك أيضا هذا القطاع الخاص الأجنبي مدى وقوم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كداعم حقيقي وفاعل لاستمرار برامج التأهيل المهني لشباب المملكة، وجعلهم مستعدين لتلبية احتياجات قطاع الصناعة والاستثمار فيه حتى عام 2030 وما بعد 2030.

hananabid10@