وثائق سرية تكشف انفجارات موقع بارشين الإيراني

معهد العلوم والأمن الدولي: لا يوجد دليل على تخلي طهران عن صنع أسلحة نووية
معهد العلوم والأمن الدولي: لا يوجد دليل على تخلي طهران عن صنع أسلحة نووية

السبت - 30 مارس 2019

Sat - 30 Mar 2019

أظهرت وثائق معهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي، معلومات جديدة مهمة عن الانفجارات التي شهدها موقع بارشين الإيراني تتعلق بتطوير أسلحة نووية، والتي كشفت عن كثير من النوايا العدوانية لنظام الملالي في طهران، ودللت على تورطه خلال العقدين الأخيرين في التجهيز لأعمال دموية بعيدا عن أعين العالم.

وذكر تقرير المعهد أن إيران كانت تدير برنامج أسلحة نووية، أطلق عليه اسم «خطة عماد»، تهدف إلى بناء خمسة أسلحة نووية وإعداد موقع التجارب النووية تحت الأرض. ووفر الأرشيف أول نظرة داخل منشأة بارشين لتطوير الأسلحة النووية ونوع الأنشطة المتعلقة التي حدثت في الموقع.

وربط التقرير للمرة الأولى بصور من داخل المبنى الرئيس، وأشار إلى أن إيران أجرت اختبارات تفجير عالية في الموقع أكثر مما هو معروف في السابق، وأنها قد تحتفظ ببعض المعدات لاستخدامها لاحقا، واستأنفت تلك الأنشطة المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية في موقع آخر مع هيكل تنظيمي جديد يسيطر عليه الجيش الإيراني.

الخوف من ضربة عسكرية

في غياب تقييمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يحلل هذا التقرير المعلومات عن الأحداث التي يزعم أنها حدثت في الماضي بموقع بارشين، وعلى الرغم من أن إيران أوقفت العمل في برنامج عماد بحلول 2004، وأعادت هيكلته لتفادي اكتشاف الوكالة والمخابرات الغربية له، لكنها استمرت في إحراز تقدم سري والاحتفاظ بالخبرة.

في ذلك الوقت، كان حسن روحاني مستشار الأمن القومي للبلاد، قلقا بشأن الاكتشاف الوشيك لهذا البرنامج، والذي اعتقد أنه كان سيؤدي إلى فرض عقوبات دولية قاسية وربما إلى عمل عسكري من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.

يشار إلى أن تصميم هذا الموقع ليس عشوائيا، ولكنه يتبع منطقا واضحا في مجال هندسة التشغيل والأمان للاختبار التشغيلي، وصمم الموقع بشكل جيد لأداء التجارب الواردة مع المتفجرات العالية التي تم تشخيصها بشكل جيد في بيئة يسيطر عليها. جميع المباني والمخابئ على مقربة من مبنيي الحجرة المتفجرة محمية من السور، بعضها يحتوي على حواجز على الجوانب التي تواجه مبنى الغرفة المتفجرة الرئيس.

المبنى المتفجر

يقع مبنى الغرفة المتفجرة، الذي يطلق عليه «طالقان1»، مع وجود فتحتين ظاهرتين في بعض الصور، بجوار جدار مائي متميز مع انحراف التربة الأرضية الملموسة، حيث يقع الطرف الجنوبي للمبنى مقابل الوجه المسطح الرأسي للجدار، وتظهر الصور غرفة المتفجرات والجزء الداخلي للمبنى ولا سيما الغرفة الكبيرة، وكتلة خرسانية كبيرة.

تظهر السمات المشتركة المتعددة أن الصورة الأرضية للمبنى تطابق المبنى الموجود في صور القمر الصناعي لموقع بارشين، علاوة على ذلك، فإن الخصائص المرئية للمبنى المبينة في الصور الداخلية للمبنى مع الغرفة شديدة الانفجار تتطابق مع تلك الموجودة في الصورة الأرضية لخارج المبنى، ويوضح هذا التحليل الفوتوجرافي أن إعلان إيران عن عدم وجود غرفة داخل هذا المبنى إعلان خاطئ وغير صحيح.

تفاصيل الغرفة النووية

إن المعلومات المرئية الوحيدة المتاحة للجمهور في الغرفة في «طالقان1» عبارة عن رسم تخطيطي نشره جورج جان في مقالة مع وكالة أسوشيتد برس في عام 2012، أثبتت أن الصور الجديدة للغرفة تشكل دليلا أقوى بكثير على الغرفة من التخطيطي.

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها العلني أن:

  • الغرفة الأسطوانية استخدمت لإجراء اختبارات ضغط شديدة الانفجار تتعلق بتطوير الأسلحة النووية.

  • تطابقت مع معايير غرفة إطلاق المتفجرات التي ظهرت في منشورات الخبير الأجنبي الذي زعم أنه ساعد إيران في تصميم وربما إنشاء الغرفة، والذي حدده المعهد فيما بعد بأنه خبير الأسلحة النووية السوفيتي السابق فياتشيسلاف دانيلينكو.


خبرات روسية

طورت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أدلة على أن خبير الأسلحة النووية السوفيتي السابق لم يساعد فقط في تطوير غرفة الاختبارات شديدة الانفجار في بارشين، بل ربما قدم أيضا المساعدة في استخدام معدات تشخيصية متطورة لاختبار التماثل الكروي لشحنات شديدة الانفجار، ويجب أن يكون على علم بإمكانية قيام إيران بتطبيق خبرته في تطوير الأسلحة النووية. ظاهريا، ادعى دانيلنكو أنه كان يعمل فقط لصنع الماسات النانوية مع المتفجرات العالية في هذه الأنواع من الغرف.

ووفقا لما قاله دانيلنكو نفسه، عند مناقشة عمله بشأن الألماس النانوي في الاتحاد السوفيتي «في ذلك الوقت، كانت التجارب التي تهدف إلى طرق تصنيع الماس مصنفة بدرجة عالية لأنها تعتمد على معرفة كبيرة تنطبق على تصميم الأسلحة النووية. ولأسباب أمنية، تم تضمين الأساليب في البداية فقط في تقارير سرية عام 1987، فقد تم إرسال أجزاء من تلك التقارير إلى أعضاء آخرين في نادي الماس». من المحتمل أن يكون دانيلنكو ساهم بشكل كبير في برنامج الأسلحة النووي الإيراني.

تشغيل الغرفة

توضح إحدى الوثائق مستوى التلوث الناجم عن «المواد الخام» المستخدمة في تجربة الغرفة التي أجريت في 15 فبراير 2003، ويبدو أن القصد من ذلك هو اختبار الغرفة قبل التشغيل الروتيني للتأكد من أن الغرفة تعمل كمادة مصممة ومشعة صدر في شماعات عقد الغرفة.

في نقطة ما من الوثيقة، يشار إلى هذه المواد الخام باسم «U»، مما يشير بقوة إلى أنها كانت يورانيوم، ولا شك أن استخدام المصطلح «مصدر النيوترون» في الوثيقة يعني أيضا أن الكائن الذي تم اختباره كان مدفوعا بشكل متفجر، وعند الضغط، أنتج طفرة من النيوترونات، المرشح الأكثر احتمالا لهذا الكائن هو مصدر النيوترونات (UD3) لليورانيوم (UD3). وهذا يتفق أيضا مع تقرير جان لعام 2012 الذي يفيد بأن الغرفة الكبيرة كانت تستخدم لاختبار «جهاز نيوتروني صغير أولي يستخدم لإشعال انفجار نووي»، وهو طريقة للشخص العادي لوصف بادئ النيوترون.

وفقا للوثيقة، وصلت المواد الخام إلى موقع بارشين مع غطاء ولم يلاحظ أي تلوث، ونتيجة لذلك، لم يتم اتخاذ أي احتياطات خاصة أثناء تجميع «الجزء»، والذي لم يتم تحديده مرة أخرى، على الأرجح لأسباب تتعلق بأمان المعلومات، وبالمثل، لم يتم تحديد موقع التجميع في هذا المستند. لكن الوثيقة توضح أن هذا الجزء تم اختباره في التجربة.

معمل متفجر آخر

يوجد مبنى إضافي، كبير نسبيا، مستطيل الشكل يقع في الطرف الشمالي من الموقع تم بناؤه على جانب التل ولم تتناوله الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها، لم تقم الوكالة بزيارة هذا المبنى الذي يطلق عليه «طالقان2»، والذي ييلغ طوله 40 مترا تقريبا، تم تعديل هذا المبنى على نطاق واسع بعد عام 2012، بما في ذلك التعديلات التي تمت في قماش القنب الشفاف الوردي «البلاستيك».

يتكون المبنى من قاعة طويلة موجهة نحو التلال المفرغة، والتي تعمل بشكل منطقي كخلفية طبيعية في حالة وقوع حادث، يبدو أن الطرف المتلقي قد شمل إنشاءات مختلفة، وعلى الطرف الآخر يوجد باب وصول الموظفين.

ويحتوي الأرشيف النووي الإيراني على معلومات حول هذا المبنى، وقام المعهد بتقييمه على أنه بمثابة قاعة اختبار للأبحاث والتطوير مرتبطة بتطوير الأسلحة النووية، وربما تجربة فيزياء الصدمات، ويظهر الأرشيف أن هذا المبنى يحتوي على غرفة متفجرة أصغر حجما وأطول أمدا ونظام أشعة سينية لفحص الاختبارات التفجيرية الصغيرة عالية النطاق، ولا سيما لتقييم انفجارات مكونات نصف الكرة الغربي في «برنامج عماد»، وتظهر أجزاء من أشعة الفلاشفي في إحدى الصور، مما يعني أن المولد أنتج نبضة عالية الجهد.

الخداع الإيراني

تؤكد الأدلة أن إيران كانت تنتهك معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في أوائل العقد الأول من القرن العشرين بطريقة أكثر مما كان مفهوما في السابق، وقصدت بالكامل في ذلك الوقت مواصلة العمل نحو امتلاك خيار لصنع أسلحة نووية وخداع الوكالة في هذا المسعى.

لا يوجد دليل على أن إيران تخلت عن هدفها المتمثل في صنع أسلحة نووية، إلا أنها قبلت وضع مشاريعها وخططها على الرف، فهل تخفي الأنشطة الجارية والتقدم، وإن كانت تعمل على نطاق منخفض مقارنة بالبرنامج الذي كان موجودا قبل 2004؟ ألا ينبغي لإيران أن تدمر جميع وثائقها ومعداتها النووية بشكل يمكن التحقق منه؟ لا توجد وسيلة لمعرفة ذلك دون المزيد من عمليات التفتيش الفعالة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

نظرا لطول هذا الجدل، وخداعات إيران الواضحة بشأن أنشطتها في هذا الموقع، والمستوى المتقدم لأعمال تطوير الأسلحة النووية المنجزة هناك، والتحديات التي يطرحها إرث الموقع، يتحمل مجلس المحافظين نصيبه من مسؤولية عدم وجود التفتيش الكافي لهذا الموقع والفشل في إدخال معلومات جديدة في التحدي الأوسع للوكالة الدولية للطاقة الذرية المتمثل في ضمان أن يكون البرنامج النووي الإيراني سلميا بالفعل.

أين معداتهم؟

السؤال المهم هو:

أين هذا النظام النووي الآن؟


ما لم تتمكن إيران من إثبات أنها دمرت جميع المعدات أو لا تستخدمها، فإن هذا الدليل الفوتوجرافي يجب أن يكون كافيا لبدء إجراء من قبل اللجنة المشتركة لإخضاع هذه المعدات للمراقبة.

وبصورة أعم، يبقى الخلاف حول ما إذا كانت إيران تحافظ على قدراتها في مجال الأسلحة النووية وتحسنها، في انتظار قرار لإعادة تشكيل برنامج أسلحة نووية شامل في وقت لاحق، فالمعدات المستخدمة في هذه الأنشطة، لا تتماشى مع التزامها بموجب اتفاقية التسوية النووية الشاملة، التي تقول إنه «تحت أي ظرف من الظروف، لن تسعى إيران مطلقا إلى تطوير أو امتلاك أسلحة نووية».

سمات كشفتها الأقمار الصناعية


  • يظهر الجدار الرملي الخرساني المجاور للمبنى الرئيسي في كل من الصور الأرضية والأقمار الصناعية

  • يمكن رؤية باب الوصول الرمادي على الجانب الشرقي من المبنى

  • يمكن رؤية صف من خمس نوافذ سفلية من خمسة أجزاء

  • يمكن رؤية خزان أسطواني مع غطاء

  • كدسات تنفيس مرئية

  • فتحة وممر مع قيود واضحة

  • يظهر أنبوب تهوية بجوار باب الوصول الرمادي

  • أبواب الوصول الرمادية على الجانب الشرقي والشمالي من المبنى

  • الخط المركزي للغرفة خارج قليلا عن الخط الأوسط للمبنى، ويظهر هذا التهيئة نفسها في صورة أقمار صناعية لعام 2000 أثناء الإنشاء المبكر لهذا المبنى


ماذا كشفت الوثائق؟


  • موقع بارشين يضم غرفا شديدة الانفجار يمكن استخدامها في البحث والتطوير في مجال الأسلحة النووية

  • تشير الأدلة الإضافية بالتحديد إلى الانفجارات والنشاط الإشعاعي في موقع بارشين

  • تثبت هذه المعلومات بوضوح أكبر الأنشطة الإيرانية المتعلقة بالأسلحة النووية هناك

  • أجرت إيران في بارشين تجارب تفجيرية عالية تتعلق بتطوير الأسلحة النووية أكثر مما كان يعتقد سابقا

  • العمل تضمن أكثر مما وصفته الوكالة بالجدوى والدراسات العلمية، كما أكدت الوكالة في تقريرها الصادر 2015


المطلوب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية


  • الوصول إلى موقع بارشين والمرافق المرتبطة به، والشركات التي تم فيها تصنيع الغرف شديدة الانفجار، فضلا عن الأفراد الذين عملوا خلال هذه الفترة الزمنية في الموقع

  • أخذ العينات البيئية من جميع المباني في الموقع

  • يحتاج المفتشون إلى رؤية غرف القطع والمعدات المرتبطة بها ولأن يكونوا قادرين على أخذ عينات بيئية من هناك أيضا

  • يجب أن تضع إيران كل هذه الأشياء في مكان ما

  • عدم الوصول إلى بارشين والمواقع العسكرية الأخرى يقوض مصداقية واستقلالية ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتحقق من خطة العمل المشتركة

الأكثر قراءة