قطر تستعين بمرتزقة لشراء مقربي إدارة ترمب

مايكل والر: قدم رشاوى لقنوات تلفزيونية و45 حسابا على تويتر ودفع رواتب للسيناتور كروز
مايكل والر: قدم رشاوى لقنوات تلفزيونية و45 حسابا على تويتر ودفع رواتب للسيناتور كروز

السبت - 30 مارس 2019

Sat - 30 Mar 2019

كشف فيلم وثائقي أمريكي جديد الدور الذي لعبته قطر في تمويل المؤسسات الفكرية والمنافذ الإعلامية ومراكز البحوث، لتعزيز أجندتها في واشنطن، على حساب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.

واستعرض فيلم الدية »Blood Money«، الصادر عن مجموعة الدراسات الأمنية المتخصصة في الدفاع عن القوة الأمريكية ضد تهديدات الأمن القومي تأثير التدخلات الخارجية في صنع القرارات بالولايات المتحدة، وتغلغل نظام الحمدين داخل دوائر صنع القرار في العاصمة واشنطن، عبر دفع رشاوى لمرتزقة وعملاء مأجورين، وأشار إلى تاريخ قطر في دعم الإرهاب وكيف استخدم نظامها المتشددين والمتطرفين قناة الجزيرة كمنصة لهم.

مؤامرات النظام

وأظهر المستشار السابق في الأمن القومي وصانع الفيلم ديفيد ريبوي، الحرب السياسية التي يخوضها النظام القطري في الخفاء على مدار أكثر من 10 أعوام، والمؤامرات التي تحاك لصالحه في الولايات المتحدة، عبر تحقيقات صحفية عدة، مؤكدا إدراكه للخطر المحيط به نتيجة ذلك.

وتعاون ريبوي في إنتاج الفيلم مع زميله أستاذ الحرب السياسية وأحد خبراء عمليات المعلومات والتأثير الدكتور جيه مايكل والر، وجمع معلومات ومادة الفيلم عبر مجموعة من التقارير الصحفية العالمية من مصادر متعددة.

التدخلات الخارجية

بدأ الفيلم الوثائقي بالتأكيد على أن عددا من المراكز البحثية في واشنطن تلقت عشرات الملايين من الدولارات من الحكومات الأجنبية في السنوات الأخيرة، وأن واشنطن أصبحت ملعبا للمصالح الأجنبية مما أضاع مصلحة المواطن الأمريكي، مشيرا إلى أن «التمويل الأجنبي لصنع القرار في الحكومة الأمريكية يفسد الديموقراطية، فيما أثرت التدخلات الروسية في حملة الانتخابات الرئاسية على أساليب حماية الانتخابات، حيث وجهت الولايات المتحدة اتهامات لإعلاميين عدة بكونهم إرهابيين إعلاميين ويمثلون قوى خارجية».

تمويل الدوحة

احترفت قطر «وفقا للفيلم» لعبة تمويل مؤسسات الفكر والرأي لإبراز أوراق السياسات التي تدعم ما تريد، ثم تمويل شركات المحاماة لمقاضاة أشخاص لا يحبون دفع أموالهم في لعبة الصحافة، فهناك كم هائل من الأخبار والتعليقات الممولة من الخارج، والتي يتم التعامل معها على أنها الأفكار الحقيقية، والأخبار الصحيحة القادمة من مواطنين أمريكيين حقيقيين، وبعد اندلاع أزمة المقاطعة، أنفقت قطر أموالا طائلة لتمويل العمليات الإعلامية في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وأكد مايكل والر أن نظام الحمدين استهدف قنوات وبرامج تلفزيونية ونحو 45 حسابا على تويتر يهتم بهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إلى جانب استهداف السياسيين المقربين من الرئيس بصرف رواتب وتنظيم رحلات لهم للتأثير على الإدارة الأمريكية وتوجيهها، وأضاف «تقرب القطريين من السيناتور تيد كروز وهو من أكثر المؤيدين لإسرائيل، ولكن كيف أمكن لمثل هذا السيناتور البارز أن ينتهي به الأمر أن يحصل على المال من قطر، التي خدعت الرجل ودعته إلى الدوحة ليقابل الأمير القطري، مدعية كذبا أن قطر محبة للسلام وهي أكبر راع للسلام في الشرق الأوسط، وفي أثناء الحديث عن الإنجازات القطرية في مجالات غير موجودة تجد المال الذي يدفع من تحت الطاولة أو دعم المشاريع الخاصة، لينتهي الأمر بدعم اليهود الأمريكيين الفكر المتطرف في قطر».

احتضان الإخوان

وأشار إلى أن قطر تمتلك تاريخا طويلا في تمويل الإرهاب، يمتد لعقود من الزمن، حيث أصبحت الراعي والمحتضن لجماعة الإخوان المصنفة على قائمة الإرهاب، وقدمت الدعم المالي للحركات الإرهابية المتطرفة، كحركة حماس وتنظيم القاعدة. وذكر ديفيد ريبوي أن دعم قطر للجماعات المتطرفة تجاوز الدعم المادي ليشمل إيواءهم في الدوحة مما دفع بدول عربية مقاطعتها إلى جانب تحالفها مع إيران وتدخلاتها السياسية.

منصة الإرهاب

ووفقا للفيلم، استخدمت قناة الجزيزة القطرية كمنصة للمتشددين والمتطرفين ليظهروا رغبتهم في الإطاحة بالأنظمة التي تدعم الولايات المتحدة وحلفاءها، ونقل الوثائقي عن ديفيج باتريوس المدير السابق للاستخبارات الأمريكية قوله «إن الجزيرة يتم استخدامها كمنبر من قبل المتطرفين»، وقال ريابوي: لقد كانوا يتابعون الجزيرة والتي ترغب في أن يشاهد العالم انهيار جميع الأنظمة التي كانت تدعم الولايات المتحدة، وبالتالي فإن إدارة الرئيس السابق أوباما اعتقدت أننا إذا دعمنا هذه الاضطرابات في العالم العربي فإنهم يعجبون بنا، وكان ذلك رهانا سيئا، لقد وقعت مصر في براثن الإخوان، كما هو الحال في تونس، كما انهارت ليبيا.

لقاء جيتس

وعرض الفيلم لقاء مع وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس أكد فيه أن قطر لطالما كانت مكانا يرحب بتنظيم الإخوان، لافتا إلى أنه لا يعتقد أن تكون هناك دول أخرى قد ترحب بالإخوان مثلما فعلت قطر.

وقال مايكل والر «إن تنظيم الإخوان يعتبر تنظيما متطرفا يستخدم العنف، وحركة سياسية واجتماعية ودينية تسعى للحكم، مضيفا أنهم يسعون إلى السيطرة السياسية على دول بأكملها، مشددا على أنه كلما ترى إرهابا أو أموالا تجمع له أو حملة دعائية داعمة له فإنك ستجد تنظيم الإخوان حاضرا».

خطاب ترمب

واستعرض توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى العاصمة السعودية الرياض التي تعد قلب العالم الإسلامي في مايو 2017، في أول زيارة خارجية له بعد توليه الرئاسة، فألقى خطابا وصف بالتاريخي، حيث تحدث بقسوة ضد التطرف الإرهابي، وحث جميع الدول الإسلامية على طردهم من دولهم ومجتمعاتهم ومواجهة أزمة التطرف والإرهاب في العالم الإسلامي والعالم أجمع بشتى الطرق.

وقال «بصراحة اعتقدت أن الطريقة التي وضعها الرئيس في تصريحاته في الرياض كانت جيدة جدا بالنسبة لك، الآن دعنا ننسى كل التفاصيل الأكاديمية، هذا أمر جيد مقابل الشر وأنت تعرف من هم هؤلاء الناس الذين ينبغي طردهم».

استهداف المملكة

تساءل الوثائقي عن السبب في اهتمام وسائل الإعلام بشكل مفاجئ بجهود السعودية للتأثير في الشؤون السياسية الأمريكية، رغم أنها لم تتحدث من قبل نهائيا عن هذا الأمر، وقال «إن ما يحدث يجعلنا نتساءل لماذا أصبحت المملكة العربية السعودية فجأة هدفا لوسائل الإعلام الرئيسة ومؤسسة واشنطن العاصمة، ما الذي تغير؟ لماذا الآن»؟، وعرض الفيلم الوثائقي المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس ترمب العام الماضي، والذي أقر فيه بأن قطر كانت ممولا للإرهاب بشكل تاريخي.

بذرة الإرهاب

أشار رؤساء الولايات المتحدة السابقين باراك أوباما وجورج بوش الابن إلى أن الإرهاب هو بذرة نمت بشكل طبيعي نتيجة للدكتاتورية وانعدام الحرية السياسية، وأضاف ديفيد ريبوي نائب رئيس الشركة التي صنعت الفيلم «الإرهاب يعد مرتبطا بالقيم وينمو بكونه معارضا لطبيعة هذه المجتمعات المغلقة».

أموال بروكينغز

وكشف الوثائقي أن مؤسسة بروكينغز الفكرية الأمريكية بواشنطن تحصل على مبالغ مالية ضخمة من مصادر أجنبية منها نحو 24 مليون دولار من قطر، وتمتلك المؤسسة فرعا بالولايات المتحدة يخضع للمالية الأمريكية وقوانين التبرع، وفرعا آخر في قطر باسم «مؤسسة بروكينغز الدوحة»، والذي يتسم بانعدام الشفافية حول المبالغ المالية المتدفقة عليه.

وأوضح ريبوي أن تسريبات «ويكيليكس» كشفت أن مسؤولي قطر أكدوا أن مؤسسة بروكينغز تمثل قيمة كبيرة للقطريين، مشيرا إلى أن المال يغير من مواقف المعهد، وأن هناك اتفاقية تم توقيعها بأن لا يتم انتقاد النظام القطري أبدا وعدم السماح لأي فرد داخل المعهد بانتقاد هذا النظام.

تهكير وقرصنة

ووفقا للفيلم الوثائقي، تشير التقديرات إلى اختراق أكثر من 1500 شخص هم ضحايا القرصنة والتهكير من قبل قطر، بينهم العشرات من الصحفيين السابقين في DNC ومجلس الشيوخ، ومسؤولي حقوق الإنسان الأوروبيين السابقين في أجهزة الاستخبارات والدفاع، بل وحتى لاعبي كرة القدم وكبار ممثلات هوليوود في العاصمة واشنطن، حيث ظهر تهديد القرصنة من قبل قطر، الأمر الذي جعل الصحفيين يخشون تغطية أحداث أو فعاليات تنتقد النظام القطري.