كرة اللسان!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 28 مارس 2019
Thu - 28 Mar 2019
قد تقرأ هذا المقال قبل مباراة الهلال والنصر، وقد تقرأه بعد أن تكون قد انتهت أو شارفت على فعل ذلك، ولعلك ستلاحظ ـ بقليل من التركيز ـ أنه لن يتغير شيء في مسيرة الكون ولن تسقط الكواكب ولن تتغير سرعة دوران الأرض ـ إن كانت تدور ـ، وسيبقى هناك من يعتقد بأنها مسطحة، وأن الشكل الكروي الوحيد الذي يمكن الاعتراف به هو شكل الكرة التي ستلعب بها المباراة سالفة الذكر.
ومشكلتنا كهلاليين ـ صدقوني مؤقتا ـ نحن وأشقائنا النصراويين أننا نعتقد أن الله لم يخلق غيرنا من الخلق، وأن الحياة يجب أن تتوقف حين يهزم فريقنا، وأن خسارته لم تكن لتحدث لولا مؤامرة كونية، ثم يتحول تشجيع فريقنا إلى شيء لا علاقة له بكرة القدم ولا بالرياضة، كثيرون جدا لا يهمهم الفريق ولا اللعبة نفسها، جل اهتمامهم الآن منصب على الطريقة التي سيسخرون بها من الخصم حين يفوزون ومن سيهاجمون إن هم كانوا من الخاسرين، وهذه التبعات أصبحت هي الأساس وتوارت اللعبة نفسها من المشهد.
وكرة القدم «لعبة» والإثارة جزء من متعتها، لا شك في ذلك، ومناوشات المشجعين وتعليقاتهم هي أساس هذه الإثارة في كل مكان تلعب فيه كرة القدم، لكني أجد ـ والله أعلم ـ أن الإثارة في رياضتنا متكلفة ومتصنعة، ولذلك انتقلت من المشجعين إلى رؤساء الأندية الذين يبذلون جهدا لا يستهان به لخطف الأضواء من الملعب واللاعبين من خلال تصريحاتهم التي يبدو فيها التصنع واضحا بطريقة تثير الشفقة.
ما سبق عزيزي القارئ لم يكن سوى تنظير لا أكثر، لأني شخصيا لم أعد أتابع كرة القدم كما كنت أفعل سابقا، كنت أحب اللعبة نفسها، وأستمتع بالمباريات دون أن أعلم ماذا قيل قبلها ولا أهتم بما سيقال بعدها، كنت مقتنعا أن مشاهدة مباراة كرة قدم متعة لا تختلف عن مشاهدة مسرحية أو فيلم، تشاهدها ولا يبقى في ذاكرتك إلا لعبة جميلة، أو مهارة لاعب أو حتى لعبة غبية ولاعب لا تعلم كيف انتهى به المطاف في ملاعب كرة القدم. ولتلك الأسباب تعلق قلبي بأجمل من لعب كرة القدم (اتفاق وليفربول الثمانينات وشيء من ميلان التسعينات وبعض من برشلونة الألفية الجديدة)، اليوم أجدني لا أهتم بالمباراة كثيرا بقدر اهتمامي بما سيقال بعدها، وأحرص على معرفة تصريحات البلطان والسويلم أكثر من حرصي على مشاهدة أفضل لاعب في العالم ـ أعني بالطبع السنغالي ساديو ماني ـ. وهذا ما دفعني للبحث عن فرق توفر لي هذه المتعة بدلا عن تشجيع الاتفاق الذي يبدو محترما وطيبا ولا تجيد إدارته وجماهيره «الجلد» وهو المتعة الأكثر إثارة من كرة القدم. وقد يقول قائل إنهم لا يفعلون ذلك لأنهم لا يفوزون، ولكن الواقع أثبت أنه لا يفوز أصلا في بطولاتنا المحلية إلا من يفعل ذلك. يوجد تناسب طردي بين عدد مرات الفوز وارتفاع الصوت بمناسبة وبدونها.
وعلى أي حال..
لعلي أقترح أن يتم فصل كرة القدم عن الفعاليات الترفيهية للرؤساء والإعلاميين، فيقام دوري مستقل للتصريحات له لجنة تحكيم وفائزون ويسلم الفائز في نهاية الموسم كأسا للرئيس الأكثر تصريحا وآخر للإعلامي الأكثر تناقضا، وتترك مسابقات كرة القدم لكرة القدم نفسها (عج) التي يبدو أنها الغائب الوحيد في هذا المشهد العبثي.
agrni@
ومشكلتنا كهلاليين ـ صدقوني مؤقتا ـ نحن وأشقائنا النصراويين أننا نعتقد أن الله لم يخلق غيرنا من الخلق، وأن الحياة يجب أن تتوقف حين يهزم فريقنا، وأن خسارته لم تكن لتحدث لولا مؤامرة كونية، ثم يتحول تشجيع فريقنا إلى شيء لا علاقة له بكرة القدم ولا بالرياضة، كثيرون جدا لا يهمهم الفريق ولا اللعبة نفسها، جل اهتمامهم الآن منصب على الطريقة التي سيسخرون بها من الخصم حين يفوزون ومن سيهاجمون إن هم كانوا من الخاسرين، وهذه التبعات أصبحت هي الأساس وتوارت اللعبة نفسها من المشهد.
وكرة القدم «لعبة» والإثارة جزء من متعتها، لا شك في ذلك، ومناوشات المشجعين وتعليقاتهم هي أساس هذه الإثارة في كل مكان تلعب فيه كرة القدم، لكني أجد ـ والله أعلم ـ أن الإثارة في رياضتنا متكلفة ومتصنعة، ولذلك انتقلت من المشجعين إلى رؤساء الأندية الذين يبذلون جهدا لا يستهان به لخطف الأضواء من الملعب واللاعبين من خلال تصريحاتهم التي يبدو فيها التصنع واضحا بطريقة تثير الشفقة.
ما سبق عزيزي القارئ لم يكن سوى تنظير لا أكثر، لأني شخصيا لم أعد أتابع كرة القدم كما كنت أفعل سابقا، كنت أحب اللعبة نفسها، وأستمتع بالمباريات دون أن أعلم ماذا قيل قبلها ولا أهتم بما سيقال بعدها، كنت مقتنعا أن مشاهدة مباراة كرة قدم متعة لا تختلف عن مشاهدة مسرحية أو فيلم، تشاهدها ولا يبقى في ذاكرتك إلا لعبة جميلة، أو مهارة لاعب أو حتى لعبة غبية ولاعب لا تعلم كيف انتهى به المطاف في ملاعب كرة القدم. ولتلك الأسباب تعلق قلبي بأجمل من لعب كرة القدم (اتفاق وليفربول الثمانينات وشيء من ميلان التسعينات وبعض من برشلونة الألفية الجديدة)، اليوم أجدني لا أهتم بالمباراة كثيرا بقدر اهتمامي بما سيقال بعدها، وأحرص على معرفة تصريحات البلطان والسويلم أكثر من حرصي على مشاهدة أفضل لاعب في العالم ـ أعني بالطبع السنغالي ساديو ماني ـ. وهذا ما دفعني للبحث عن فرق توفر لي هذه المتعة بدلا عن تشجيع الاتفاق الذي يبدو محترما وطيبا ولا تجيد إدارته وجماهيره «الجلد» وهو المتعة الأكثر إثارة من كرة القدم. وقد يقول قائل إنهم لا يفعلون ذلك لأنهم لا يفوزون، ولكن الواقع أثبت أنه لا يفوز أصلا في بطولاتنا المحلية إلا من يفعل ذلك. يوجد تناسب طردي بين عدد مرات الفوز وارتفاع الصوت بمناسبة وبدونها.
وعلى أي حال..
لعلي أقترح أن يتم فصل كرة القدم عن الفعاليات الترفيهية للرؤساء والإعلاميين، فيقام دوري مستقل للتصريحات له لجنة تحكيم وفائزون ويسلم الفائز في نهاية الموسم كأسا للرئيس الأكثر تصريحا وآخر للإعلامي الأكثر تناقضا، وتترك مسابقات كرة القدم لكرة القدم نفسها (عج) التي يبدو أنها الغائب الوحيد في هذا المشهد العبثي.
agrni@