أرامكو تشتري 70% من سابك مقابل 259 مليارا

الأربعاء - 27 مارس 2019

Wed - 27 Mar 2019

وقعت أرامكو السعودية أمس رسميا اتفاقية شراء أسهم للاستحواذ على حصة أغلبية تبلغ 70% في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) من صندوق الاستثمارات العامة، في صفقة خاصة بلغت قيمتها 259.12 مليار ريال، (69.1 مليار دولار)، وبسعر يعادل 123.39 ريالا للسهم الواحد.

وتهدف الخطوة إلى تعزيز الاستثمار في التكرير والبتروكيماويات، من قبل أرامكو السعودية من خلال الاستحواذ على حصة في رابع أكبر شركة كيماويات في العالم.

وتعد الأسهم المتبقية، البالغة 30% والمتداولة في «سابك» ليست جزءاً من الصفقة، إذ أعلنت أرامكو السعودية عدم نيتها الاستحواذ على الحصة المتبقية. وقالت أرامكو إنها لا تخطط للاستحواذ على أي من أسهم «سابك» مباشرة من السوق المالية السعودية «تداول» وإنما من خلال صفقة شراء خاصة. ويخضع استكمال الصفقة لشروط إغلاق معينة، بما في ذلك الموافقات التنظيمية.

وكانت أرامكو السعودية أعلنت في 28 يوليو الماضي أنها أجرت تقييم عدد من فرص الاستحواذ المحلية والعالمية، مؤكدة أنها تشارك في مناقشات مبكرة مع صندوق الاستثمارات العامة فيما يتعلق بالحصول على حصة استراتيجية في سابك عن طريق صفقة شراء خاصة لأسهم يملكها صندوق الاستثمارات العامة في سابك.

شريك استراتيجي

وتُسهم الاتفاقية في تطوير الأعمال المتكاملة للصناعات التكريرية والبتروكيميائيات لدى أرامكو السعودية كما تقدم لشركة سابك شريكا استراتيجيا في قطاع الطاقة وفرص نمو أوسع.

رفع القيمة السوقية

وتسعى أرامكو من خلال هذه الصفقة إلى تعزيز قيمتها السوقية قبل طرحها العام الأولي المرتقب، وإلى تنويع استثماراتها في قطاعي التكرير والبتروكيماويات، ما يفتح أسواقا جديدة لخامها، النمو في مجال الكيماويات تعده أرامكو أمرا محوريا لاستراتيجيتها الخاصة بأنشطة المصب، حيث تعمل على مشروع ضخم تبلغ قيمته 20 مليار دولار تشيده في المملكة مع سابك سيتضمن بناء مجمع لتحويل النفط الخام إلى كيماويات مباشرة دون الحاجة للمرور بمرحلة التكرير.

تعزيز محفظة الأعمال

وتتماشى الاتفاقية مع استراتيجية أرامكو السعودية بعيدة المدى لدفع عجلة النمو عبر تطوير وتعزيز محفظة أعمالها في قطاع التكرير والكيميائيات، وذلك من خلال زيادة إجمالي حصتها من الطاقة التكريرية العالمية من 4.9 ملايين إلى ما بين 8 إلى 10 ملايين برميل في اليوم بحلول عام 2030، على أن يتم تحويل 2 إلى 3 ملايين برميل في اليوم من هذه الكمية إلى منتجات بتروكيميائية. وسيستهلك هذا الجزء من الأعمال كميات كبيرة من النفط الخام في التكرير والبتروكيميائيات.

أعمال في 50 دولة

وتدير شركة سابك والتي يقع مقرها الرئيسي في الرياض، أعمالاً في أكثر من 50 دولة على مستوى العالم ويعمل بها 33 ألف موظف وموظفة. وقد بلغ في عام 2018 إنتاج الشركة الإجمالي في مختلف وحدات الأعمال التابعة لها 75 مليون طن متري، وسجلت صافي دخل بلغ 5.7 مليارات دولار، ومبيعات سنوية بقيمة 45 مليار دولار، وإجمالي أصول بلغت قيمتها 85 مليار دولار.

وتوحّد الاتفاقية نقاط القوة والتوجهات لشركتين عالميتين لتعزيز المنافسة في قطاع البتروكيميائيات وصنع قوة عالمية في هذا القطاع المتنامي. وتنتج أرامكو السعودية حالياً 17 مليون طن من البتروكيميائيات و»سابك« 62 مليون طن سنويا.

فائدة مشتركة

«تمثل هذه الصفقة فائدة مشتركة لجميع الأطراف، ونقلة نوعية لثلاث من أهم المؤسسات الاقتصادية في المملكة. وستوفر الاتفاقية رأس مال ضخما لتعزيز استراتيجية الاستثمار طويلة الأمد لصندوق الاستثمارات العامة، مما سيسهم في تنوع القطاعات، ومصادر الدخل في المملكة. كما ستقدم الصفقة مالكا استراتيجيا قادرا على إضافة قيمة كبيرة لشركة سابك ومساهميها، مع الاستفادة في الوقت نفسه من القدرات القوية التي تتمتع بها سابك لفتح الآفاق أمام فرص النمو التي تستطيع أرامكو السعودية أن توفّرها باعتبارها أحد اللاعبين البارزين في أسواق الطاقة عالميا».

ياسر الرميان - المشرف على صندوق الاستثمارات العامة

تعزيز التنافسية

«يُعد هذا الاستحواذ قفزة نوعية لدفع استراتيجية النمو التحويلية بأرامكو السعودية في مجال التكرير والبتروكيميائيات المتكاملة. سابك شركة عالمية تتمتع بقدرات متميزة سواء في قوتها العاملة أو قطاع البتروكيميائيات. وكجزء من مجموعة شركات أرامكو السعودية، سنعمل معاً على إنشاء منصة أقوى لتعزيز القدرة التنافسية، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة والمنتجات الكيميائية التي يحتاج إليها عملاؤنا في جميع أنحاء العالم».

المهندس أمين الناصر - رئيس أرامكو السعودية وكبير الإداريين التنفيذيين

تكوين شراكات

«ترتكز استراتيجية أرامكو السعودية في قطاع التكرير والبتروكيميائيات على تلبية احتياجات عملائنا حول العالم من خلال تأمين منافذ للنفط الخام، والتوسع في صناعاتنا التكريرية، وترسيخ تكاملها مع إنتاج البتروكيميائيات. ونتطلع إلى الاستحواذات وتكوين الشراكات لتحقيق قيمة طويلة الأجل، والارتقاء بالتقنيات من أجل تحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية. وتمثّل سابك شريكا استراتيجيا، ومنصة قوية لدعم استثماراتنا المستمرة الرامية لتحقيق النمو المستقبلي في قطاع البتروكيميائيات الذي يعد الأسرع نموا من حيث الطلب على النفط».

المهندس عبدالعزيز القديمي - النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية