سعد الجلعود

البحث العلمي ورؤية 2030

الاثنين - 25 مارس 2019

Mon - 25 Mar 2019

إن رؤية المملكة 2030 تمثل إطارا للتحول والتغير إلى مجتمع قائم على المعرفة. والتحول هنا في هذه الرؤية مختلف تماما عن أي تحول يمكن أن يحدث في كثير من الدول، حيث إنه تحول من الاعتماد الأساسي في الشريان الاقتصادي وهو النفط، إلى موارد حيوية رئيسية أخرى، كما أنه يعد تحولا يتجه إلى الاعتماد على أبناء الوطن. وهذا التحول الوطني الهام يستدعي مشاركة التعليم العالي في هذه الرؤية الطموحة، عبر جامعاتنا الغالية ومراكزها البحثية التي تستثمر عقول أبناء الوطن.

وقد أوضحت الرؤية 2030 السعي إلى سد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل. وهناك هدفان واضحان يخصان التعليم العالي. الهدف الأول: إمكانية أن تصبح 5 جامعات سعودية على الأقل من ضمن أفضل 200 جامعة عالمية بحلول عام. والهدف الثاني: الارتقاء من المركز الحالي وفقا لتصنيف 2015 لنصبح من ضمن 10 بلدان في مؤشر العالمية التنافسية. ويبرز دور الجامعات في تحقيق كلا الهدفين الرائدين من خلال دعم عضو هيئة التدريس في مجال

البحث العلمي. وعند تتبع مصادر تمويل ودعم البحث العلمي نجد أن منها:

1 المراكز البحثية (وفي إحصائية مجلة Foreign Policy Research يوجد ما يقارب 100 مركز بحثي في الجامعات السعودية).

2 الكراسي البحثية.

3 عمادات البحث العلمي.

وهناك خارج أسوار الجامعات مراكز بحثية تساهم في تعزيز البحث العلمي، مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومكتب البحث والتطوير في وزارة التعليم، وبعض مؤسسات الأوقاف الخيرية.

وعند استقراء لائحة أعضاء هيئة التدريس نجد أن الفرص لعضو هيئة التدريس في مجال البحث العلمي في جامعته من خلال:

1 التفرغ العلمي (المادة 61) 2 - المهمة العلمية (المادة 76) 3 - إجراء بحوث في فترة الصيف (المادة 78).

4 حضور المؤتمرات والندوات (المادة 67).

ولعله قد يخفى على بعض الزملاء من أصحاب المهنة كيفية إجراءات الحصول على (مهمة علمية - إجراء بحوث في فترة الصيف)، وتتم هذه من خلال تواصل عضو هيئة التدريس مع أستاذ في جامعة أخرى تتوافق اهتماماته البحثية معه ويبدي له رغبته في مشاركته البحثية والتعاون لعمل بحثي قد يكون مشاركا أو مساعدا له، فإذا تمت الموافقة يتقدم بطلبه إلى مجلس القسم ومن ثم مجلس الكلية والمجلس العلمي.

وتتفاوت الجامعات في وضع قواعدها التنفيذية وتفسيرها للائحة، إلا أن الذي يقف حجر عثرة هي تكلفة السفر والعبء المادي، خاصة عند حصوله على فرصة إجراء بحوث في فترة الصيف، فمثلا لو حصل عضو هيئة التدريس على اتصال علمي (إجراء بحوث في فترة العطلة الصيفية) لمدة شهر في جامعة عريقة كإحدى جامعات النخبة بحسب تصنيف وزارة التعليم، فإن عضو هيئة التدريس لا يستحق ماليا إلا تذكرة سفر فقط، وبعض الجامعات لم تغفل هذا الأمر وعالجت هذه الإشكالية ونصت على أن تذكرة السفر لا تزيد على مبلغ مالي وجعلته يغطي تكاليف السكن. ثم المهم في هذه الزيارة العلمية والتي من أهدافها الاستراتيجية تكوين شراكة علمية في نشر بحثه أو الورقة العلمية مع الأستاذ المستضيف في إحدى المجلات العلمية، ومن الجميل بعد زيارته وعودته أن يعرض أبرز إيجابيات تلك الزيارة على زملائه أعضاء القسم.

@SAADALJLOUD