فواز عزيز

لماذا غضب أمير الرياض مرتين؟

السبت - 23 مارس 2019

Sat - 23 Mar 2019

• كثير من المسؤولين يحبون أن يحتفلوا بإنجازات أو مناسبات إداراتهم، لكن كثيرا منهم يلغي كل أو بعض مهام إدارته وقت المناسبة أو الاحتفالية، في تجن على حق المستفيدين من خدماتها.

• بعض المسؤولين يحاولون عزل أمير المنطقة أو الوزير الذي يرعى الحفل أو المناسبة عن المواطنين والموظفين، رغبة منهم بألا يسمع أو يرى إلا ما يريدون له أن يراه أو يسمعه، ربما لأنهم يؤمنون بأن بعض الأمور يجب ألا يراها أو يسمعها، وربما لأن بعض المسؤولين المرافقين للمسؤول الكبير - سواء الأمير أو الوزير - يلزمونهم بهذه الإجراءات، رغبة منهم بأن تنتهي المناسبة والمسؤول الكبير راض وسعيد بما يرى ويسمع، وكثير من المناسبات تسير بهذا الشكل.

• بعض المسؤولين الكبار لا يرضى بأن يعزل عن المواطنين والموظفين، ولا يرضى بأن تكون زيارته سبب ضرر أو تضييق على غيره، ومنهم أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر الذي غضب الأسبوع الماضي مرتين في مناسبتين مختلفتين، واحدة في جامعة الملك سعود والأخرى في بلدية محافظة الخرج، لأن المناسبة الأولى حرمت الطلاب الوصول إلى كليتهم بسياراتهم بسبب إغلاق الطرق من أجل المناسبة، ولأنه لم يشاهد الموظفين في مكاتبهم في المناسبة الثانية، وقدم اعتذاره للطلاب في الأولى، وطلب محاسبة المتسبب بعدم وجود الموظفين في مكاتبهم في الثانية.

• السؤال المهم: كيف عرف الأمير فيصل بن بندر بحرمان الطلاب الوصول إلى كليتهم بسياراتهم؟ وكيف عرف بعدم وجود الموظفين في مكاتبهم؟

• في «الأولى» عرف عن طريق تغريدة «طالب» لأنه حريص على معرفة كل شيء يقع تحت مسؤوليته، وهذا ما لا يفهمه ولا يعمل به بعض المسؤولين.

• وفي «الثانية» عرف بعد تفقده مكاتب الموظفين رغبة منه بالاستماع إليهم، لأنه يعتبر الاستماع إلى الموظف والمراجع جزءا من زيارته والمناسبة التي يحضرها، وهذا الأمر لا يدركه بعض المسؤولين في الجهات الحكومية.

• شفافية الأمير فيصل بن بندر ليست جديدة، فأذكر أني كتبت مقالا عام 2012 بعنوان «شفافية الأمير» عن حدث مشابه حين كان الأمير فيصل بن بندر أميرا لمنطقة القصيم، حين كسر البروتوكولات الرسمية والخطابية وانتقد بعض المسؤولين علانية، ومما قلت في المقال «قطع الأمير قول كل مسؤول». وقال ما يردده الصحفيون أمام الإدارات الحكومية، وكان محامي المواطنين أمام المسؤولين حين تحدث بلسان حالهم، وانتقد حالة بعض المسؤولين الذين لا يعرفون الميدان، ولا يريدون سوى ترديد كلمة «كله تمام»!

• المسؤول الواعي الناجح

هو الذي يحضر كما يريد هو لا كما يريد له غيره الحضور. المسؤول الحقيقي هو الذي لا تبهره المناسبات والاحتفالات عن واقع الحال رغم المغريات التي تقدمها تلك الاحتفالات، لأنها لا تظهر الحقيقة الكاملة.

• يستطيع كل مسؤول أن يكون مطلعا على واقع الخدمات المقدمة من إدارته أو ما تحت مسؤوليته، دون انتظار التقارير الرسمية التي تكتب بحبر بارد، ويستطيع أن يكون حاضرا في الميدان ومدركا لواقع الحال، قبل الاستماع إلى آراء المستشارين والوكلاء.

(بين قوسين)

• صحيح أن بعض المسؤولين الكبار يتفاعل مع ما يكون حديث الناس «ويوجه ويصرح» كردة فعل، لكن ما يريده المواطن هو أن يكون «المسؤول» أول من يلاحظ الملاحظات والأخطاء، وأول من يتفاعل معها، كما فعل أمير الرياض في الحادثتين، حين أثبت أن حضوره المناسبات لا يعني تغييبه عن الواقع، لذلك لم يرض بما سببته المناسبتان، وأعلن ذلك صراحة وبشفافية.

@fwz14