المأمون الشنقيطي

المرأة السعودية تخطو نحو نمط حياة أكثر صحة

الخميس - 21 مارس 2019

Thu - 21 Mar 2019

لم تعد الرياضة نشاطا ترفيهيا يقتصر على أشخاص دون آخرين، بل هي نشاط بدني ضروري للجميع للمحافظة على الصحة بشكل عام، فالإنسان كائن حركي، وطاقته بلا حدود، ولا يكتفي بالأنشطة الحياتية الحركية التقليدية، بل يحتاج لأنشطة تجعله يفرغ طاقاته، ويشعره ذلك بالإنجاز والمتعة. ونظرا لأهمية الرياضة وفوائدها الصحية الكثيرة، فقد أصبح تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع هدفا من أهداف أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، والذي يعنى بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن.

ومع تسارع الخطى لتحقيق رؤية 2030، زاد تفاؤل المرأة السعودية في إمكانية تحقيق تطور في المجال الرياضي مع تزايد الدعم الذي تقدمه القيادة ممثلة بالهيئة العامة للرياضة، فقد اتخذ اتحاد الرياضة المجتمعية بقيادة الأميرة ريما بنت بندر خطوات سريعة في تفعيل ذلك من خلال الفعاليات الرياضية التي شرعت في تنظيمها لتتيح للنساء تطوير مهاراتهن في هذا المجال أسوة بالمجتمعات الأخرى. وتلاقي هذه الفعاليات استحسانا من جميع شرائح المجتمع، ولا سيما السيدات اللائي وجدن في هذا فرصة لإبراز مواهبهن وتحقيق طموحاتهن في مجال لطالما كان غير متاح لهن.

وقد بات كثيرون في مجتمعنا مدركين لأهمية ممارسة الأنشطة الرياضية، فالرياضة هي الطريقة المثلى لملء أوقات الفراغ فيما هو نافع ومفيد. كما أنها بمثابة علاج للقلق والضغوطات النفسية التي نعاني منها في حياتنا العصرية. ومن المعروف أن الرياضة تعزز الثقة بالنفس وتحسن علاقاتنا مع الآخرين. وللرياضة فوائد جمة على الصحة، نذكر منها:

تقوية عضلات الجسم، إنقاص الوزن، تنشيط الدورة الدموية والتمثيل الغذائي للجسم، استهلاك السعرات الزائدة في الجسم وتسريع عملية حرق الدهون، الوقاية من الإصابة بكثير من الأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب، السكري، السمنة، الوقاية من الجلطات، والحماية من الإصابة بأمراض المفاصل والعظام، وزيادة قوة العظام، وتخليص الجسم من السموم والفضلات بطريقة أفضل، وتأخير ظهور علامات الشيخوخة والتقدم في العمر، والحماية من الإصابة بالزهايمر والخرف. هذا إلى جانب الكثير من الفوائد للذهن، نذكر منها: زيادة معدل الذكاء وتنشيط العقل، وتنشيط الذاكرة وتقويتها، وتحسين سرعة البديهة، وزيادة قوة الملاحظة، والقدرة على التركيز.

ومع ذلك، نجد في أحيان كثيرة أن البعض منا يفضل مشاهدة فيلم على قضاء وقت قصير في ممارسة التمارين الرياضة، ولكن العقل السليم في الجسم السليم، وللجسد على الإنسان حق، وقد يكون الجسد اليوم في أوج نشاطه وقوته، ولكن الكسل سيضعفه ويعرضه لكثير من المشاكل الصحية والنفسية. لذا على الإنسان أن يهتم بنفسه ويتحدى الكسل، ويباشر في ممارسة التمارين مهما قصرت مدتها، فهو حتما سيعتادها، وسيلمس التأثيرات الإيجابية لها على صحته الجسدية والنفسية، وسوف ينعم بإحساس مفعم بالحيوية والنشاط والطاقة الإيجابية والتفاؤل، ففي الرياضة حياة.

ومع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة اتباع نمط صحي وأهمية ممارسة الرياضة وفوائدها الجمة على صحة الفرد والمجتمع، لا بد لنا من تنمية حب الرياضة في مجتمعاتنا منذ الطفولة، ونشر الوعي لدى الجميع وخاصة الأمهات والفتيات الصغيرات، على وجه التحديد، بضرورة ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية وزرع تلك الثقافة لتصبح أسلوب حياة تتناقله الأجيال القادمة في مجتمعنا.

وفي هذا الإطار، سيكون للقدية دور كبير في دعم النساء وتشجيعهن على اتباع أسلوب حياة صحي. فمن خلال ركن الرياضة والصحة، سوف يتم تأسيس نواد رياضية صحية متكاملة خاصة بالنساء، ومجهزة بأحدث التقنيات وتوفر برامج تدريبية متطورة ومصممة بأسلوب دقيق ومدروس، وذلك في بيئة ملهمة ومواتية تحترم خصوصية المرأة وتساعدها على صقل مهاراتها وتحقيق طموحاتها في المجالات الرياضية. وسوف تعمل القدية على تطوير برامج توعوية خاصة وإطلاق حملات في المدارس كافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تعزيز

الوعي لدى الأسر والمجتمع السعودي، بجميع فئاته، بأهمية ممارسة الأنشطة الرياضة التي تنعكس إيجابيا على صحة الأفراد وحياتهم.

وبهذا سوف تعمل القدية على دفع عجلة الرياضة النسوية وتطوير إمكانات المرأة السعودية ومشاركتها خطواتها نحو مستقبل واعد ومشرق، وذلك بهدف الارتقاء بمجتمعاتنا والمساهمة في تحسين نمط حياة الأفراد والأسر وبناء مجتمع حيوي ينعم جميع أفراده بأسلوب حياة متوازن، بما يحقق أهداف رؤية 2030.