لماذا كرمت إيران سفاح الدماء؟
خامنئي يكافئ سليماني على زيارة الأسد وعملياته السرية وهجومه على دول المنطقة
خامنئي يكافئ سليماني على زيارة الأسد وعملياته السرية وهجومه على دول المنطقة
الخميس - 21 مارس 2019
Thu - 21 Mar 2019
بعدما تحول سفاح الدماء قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى أضحوكة العالم عقب هجومه الغريب على السعودية وباكستان في الأيام الماضية، وبعد عملياته السرية التي أسفرت عن استضافة بشار الأسد في طهران، جاءته المكافأة من أعلى المستويات ونال تكريما رفيعا من رأس الشر وقائد الإرهاب آية الله علي خامنئي قبل يومين، حيث حصل على وسام «ذوالفقار» ليصبح أول عسكري في التاريخ الإيراني يحصل عليه منذ اندلاع الثورة عام 1979.
وعد المحلل السياسي في مجلة نيوزويك الأمريكية توم أوكانر أن خامنئي لم يكتف بالتكريم الرفيع للعسكري الغامض الذي يقف خلف عمليات القتل والتدمير في بلده والمنطقة، بل عده رمزا للجهود الإيرانية لتوسيع التأثير في المنطقة الذي تحاول الولايات المتحدة الحد منه.
كلمات ساخرة
تدعو كلمات خامنئي للسخرية في حفل تكريمه، يقول عن القاتل سليماني «لقد عرض نفسه المرة تلو الأخرى لخطر الأعداء، وفعل هذا لله فقط ومن أجل الله، وقام بمهمة عظيمة»، وأضاف خامنئي «أرجو من الله العظيم أن يجزيه ويباركه ويساعده على العيش حياة مباركة ويجعل نهايته الشهادة»، واستدرك المرشد قائلا «طبعا ليس سريعا، لأن الجمهورية الإيرانية بحاجة إلى خدماته في السنوات المقبلة، لكني آمل أن تتوج خدماته بالشهادة إن شاء الله، وآمل أن يكون هذا الوسام بشارة لك إن شاء الله».
عمليات سرية
يقول توم أوكانر «قاد سليماني العمليات السرية الإيرانية في كل من العراق وسوريا، ساعد حكومتي البلدين على مواجهة الجماعات السنية الأخرى، ورغم دعم الولايات المتحدة الجهود نفسها ضد داعش إلا أنها وإيران تبادلتا الاتهام حول الدوافع الخفية لكل منهما، وتهديد أمن المنطقة».
وأسهم الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 في تقوية الخلافات بين السنة والشيعة على حد سواء، في وقت تعامل فيه عراق ما بعد صدام حسين مع الولايات المتحدة وإيران لتأمين أراضيه، وبعد عقد من الوجود الأمريكي امتد تنظيم القاعدة في العراق الذي أعاد تسمية نفسه بتنظيم الدولة، إلى سوريا التي ساعدت فيها الولايات المتحدة جماعات المعارضة التي خرجت ضد بشار الأسد عام 2011 الذي دعمت إيران وروسيا نظامه.
حرب كلامية
لم يظهر سليماني «وفقا للكاتب» إلا نادرا خلال الحملات التي دعمتها إيران في العراق وسوريا، لكن حضوره كان واضحا لدرجة كتابة وزير الخارجية مايك بومبيو رسالة إلى القائد العسكري، حمله فيها مسؤولية الهجمات على المصالح الأمريكية في العراق، وهي الرسالة التي تجاهلها سليماني.
ويعد تكريم سليماني إشارة أخرى على الدور الكبير الذي قام به ضد الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن سليماني رد على الرئيس دونالد ترمب مباشرة في أثناء الحرب الكلامية التي شنها على الرئيس حسن روحاني قائلا: لو بدأت الحرب فسننهيها.
تمويل المتشددين
ويستطرد «واصل روحاني وحليفه المقرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعم الاتفاق النووي الذي أبرم مع الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى عام 2015، لكن خروج البيت الأبيض في مايو الماضي بسبب اتهامات بأن طهران استخدمت تخفيف العقوبات لتمويل الجماعات المسلحة والصواريخ الباليستية، مكنت المتشددين الإيرانيين مثل خامنئي وسليماني».
وبدأت واشنطن مع هزيمة تنظيم داعش ممارسة الضغط على إيران في الداخل والخارج، إلا أن الأحداث الأخيرة أظهرت تأثير طهران على الميليشيات المسلحة في المنطقة، ففي اليوم نفسه الذي كرم فيه سليماني قام حسن روحاني بزيارة إلى العراق، وتحدث عن الأهداف والطموحات المشتركة بين البلدين، وما يمكن أن يستفيد منه الشعبان والمنطقة بشكل عام من التعاون الاقتصادي والتجاري الواسع.
كسر العزلة
قلل روحاني خلال الزيارة نفسها من الدور الذي قامت به الولايات المتحدة في محاربة الإرهابيين، ودعا إلى اتفاقيات تجارية جديدة ومحددة تشمل النقل والتعليم، لافتا إلى أن مكتب رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي نشر بيانا ثمن فيه موقف الجمهورية الإيرانية ودعمها مكافحة الإرهاب، وبأنها كانت الدولة الأولى التي قدمت الدعم اللوجستي والاستشاري في قتال الإرهاب.
في الوقت الذي وقع فيه البلدان خمس مذكرات تفاهم، فإن المبعوث الأمريكي الخاص للملف الإيراني بريان هوك أخبر قناة الحرة أن زيارة روحاني ليست في مصلحة الشعب العراقي، وحذر من فرض العقوبات على أي شراكة تجارية بين بغداد وطهران.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيراني بهرام قاسمي، في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم شبه الرسمية، قائلا: إن غضب هذا المسؤول الأمريكي ليس مستغربا، فعلى الرغم من المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط فإنها لم تكن قادرة على تحقيق الوضع المرغوب فيه بين الأمم، وهذا بسبب سياسات التدخل العدوانية والعسكرية.
وأكد أن إيران ستواصل علاقاتها الاستراتيجية مع العراق بناء على الجيرة والصداقة، والتقى في الوقت نفسه وفدا من رجال الأعمال السوريين مع غرفة التعاون التجاري في طهران، ووقع الطرفان 18 اتفاقا، بحسب تسنيم، في محاولة من إيران لكسر العزلة التي فرضتها أمريكا والسعودية عليها.
خطوط انقسام
ويرى الكاتب توم أوكانر أن دمشق استفادت من التدخل الإيراني الذي كان مهما لبقاء الأسد مثلما استفادت بغداد، حيث ما زالت واشنطن تهدد نظامه بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، مستدركا بأن الوجود الإيراني أدى إلى تدخل جوي إسرائيلي ومئات الغارات على المواقع والقواعد العسكرية في البلاد.
ويلفت الكاتب إلى أن سفير طهران في بيروت ألمح في تصريحات لقناة العهد اللبنانية إلى إمكانية زيارة روحاني إلى دمشق في المستقبل، والتي ستكون ردا على زيارة مفاجئة لطهران قام بها الأسد الشهر الماضي، وكشفت عن خطوط الانقسام في المؤسسة الإيرانية، فرغم حضور خامنئي وسليماني إلا أن وزير الخارجية ظريف لم يعرف بها وقدم استقالته.
رفض روحاني في النهاية استقالة ظريف، وذلك بعد مطالبة أصوات قوية مثل سليماني بعودته، وأرسل إلى العراق للتحضير لزيارة الرئيس روحاني، ونقلت قناة الفرات المحلية عنه قوله إنه تلقى دعوة من الأسد لزيارة دمشق سيلبيها في المستقبل القريب.
وعد المحلل السياسي في مجلة نيوزويك الأمريكية توم أوكانر أن خامنئي لم يكتف بالتكريم الرفيع للعسكري الغامض الذي يقف خلف عمليات القتل والتدمير في بلده والمنطقة، بل عده رمزا للجهود الإيرانية لتوسيع التأثير في المنطقة الذي تحاول الولايات المتحدة الحد منه.
كلمات ساخرة
تدعو كلمات خامنئي للسخرية في حفل تكريمه، يقول عن القاتل سليماني «لقد عرض نفسه المرة تلو الأخرى لخطر الأعداء، وفعل هذا لله فقط ومن أجل الله، وقام بمهمة عظيمة»، وأضاف خامنئي «أرجو من الله العظيم أن يجزيه ويباركه ويساعده على العيش حياة مباركة ويجعل نهايته الشهادة»، واستدرك المرشد قائلا «طبعا ليس سريعا، لأن الجمهورية الإيرانية بحاجة إلى خدماته في السنوات المقبلة، لكني آمل أن تتوج خدماته بالشهادة إن شاء الله، وآمل أن يكون هذا الوسام بشارة لك إن شاء الله».
عمليات سرية
يقول توم أوكانر «قاد سليماني العمليات السرية الإيرانية في كل من العراق وسوريا، ساعد حكومتي البلدين على مواجهة الجماعات السنية الأخرى، ورغم دعم الولايات المتحدة الجهود نفسها ضد داعش إلا أنها وإيران تبادلتا الاتهام حول الدوافع الخفية لكل منهما، وتهديد أمن المنطقة».
وأسهم الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 في تقوية الخلافات بين السنة والشيعة على حد سواء، في وقت تعامل فيه عراق ما بعد صدام حسين مع الولايات المتحدة وإيران لتأمين أراضيه، وبعد عقد من الوجود الأمريكي امتد تنظيم القاعدة في العراق الذي أعاد تسمية نفسه بتنظيم الدولة، إلى سوريا التي ساعدت فيها الولايات المتحدة جماعات المعارضة التي خرجت ضد بشار الأسد عام 2011 الذي دعمت إيران وروسيا نظامه.
حرب كلامية
لم يظهر سليماني «وفقا للكاتب» إلا نادرا خلال الحملات التي دعمتها إيران في العراق وسوريا، لكن حضوره كان واضحا لدرجة كتابة وزير الخارجية مايك بومبيو رسالة إلى القائد العسكري، حمله فيها مسؤولية الهجمات على المصالح الأمريكية في العراق، وهي الرسالة التي تجاهلها سليماني.
ويعد تكريم سليماني إشارة أخرى على الدور الكبير الذي قام به ضد الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن سليماني رد على الرئيس دونالد ترمب مباشرة في أثناء الحرب الكلامية التي شنها على الرئيس حسن روحاني قائلا: لو بدأت الحرب فسننهيها.
تمويل المتشددين
ويستطرد «واصل روحاني وحليفه المقرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعم الاتفاق النووي الذي أبرم مع الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى عام 2015، لكن خروج البيت الأبيض في مايو الماضي بسبب اتهامات بأن طهران استخدمت تخفيف العقوبات لتمويل الجماعات المسلحة والصواريخ الباليستية، مكنت المتشددين الإيرانيين مثل خامنئي وسليماني».
وبدأت واشنطن مع هزيمة تنظيم داعش ممارسة الضغط على إيران في الداخل والخارج، إلا أن الأحداث الأخيرة أظهرت تأثير طهران على الميليشيات المسلحة في المنطقة، ففي اليوم نفسه الذي كرم فيه سليماني قام حسن روحاني بزيارة إلى العراق، وتحدث عن الأهداف والطموحات المشتركة بين البلدين، وما يمكن أن يستفيد منه الشعبان والمنطقة بشكل عام من التعاون الاقتصادي والتجاري الواسع.
كسر العزلة
قلل روحاني خلال الزيارة نفسها من الدور الذي قامت به الولايات المتحدة في محاربة الإرهابيين، ودعا إلى اتفاقيات تجارية جديدة ومحددة تشمل النقل والتعليم، لافتا إلى أن مكتب رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي نشر بيانا ثمن فيه موقف الجمهورية الإيرانية ودعمها مكافحة الإرهاب، وبأنها كانت الدولة الأولى التي قدمت الدعم اللوجستي والاستشاري في قتال الإرهاب.
في الوقت الذي وقع فيه البلدان خمس مذكرات تفاهم، فإن المبعوث الأمريكي الخاص للملف الإيراني بريان هوك أخبر قناة الحرة أن زيارة روحاني ليست في مصلحة الشعب العراقي، وحذر من فرض العقوبات على أي شراكة تجارية بين بغداد وطهران.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيراني بهرام قاسمي، في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم شبه الرسمية، قائلا: إن غضب هذا المسؤول الأمريكي ليس مستغربا، فعلى الرغم من المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط فإنها لم تكن قادرة على تحقيق الوضع المرغوب فيه بين الأمم، وهذا بسبب سياسات التدخل العدوانية والعسكرية.
وأكد أن إيران ستواصل علاقاتها الاستراتيجية مع العراق بناء على الجيرة والصداقة، والتقى في الوقت نفسه وفدا من رجال الأعمال السوريين مع غرفة التعاون التجاري في طهران، ووقع الطرفان 18 اتفاقا، بحسب تسنيم، في محاولة من إيران لكسر العزلة التي فرضتها أمريكا والسعودية عليها.
خطوط انقسام
ويرى الكاتب توم أوكانر أن دمشق استفادت من التدخل الإيراني الذي كان مهما لبقاء الأسد مثلما استفادت بغداد، حيث ما زالت واشنطن تهدد نظامه بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، مستدركا بأن الوجود الإيراني أدى إلى تدخل جوي إسرائيلي ومئات الغارات على المواقع والقواعد العسكرية في البلاد.
ويلفت الكاتب إلى أن سفير طهران في بيروت ألمح في تصريحات لقناة العهد اللبنانية إلى إمكانية زيارة روحاني إلى دمشق في المستقبل، والتي ستكون ردا على زيارة مفاجئة لطهران قام بها الأسد الشهر الماضي، وكشفت عن خطوط الانقسام في المؤسسة الإيرانية، فرغم حضور خامنئي وسليماني إلا أن وزير الخارجية ظريف لم يعرف بها وقدم استقالته.
رفض روحاني في النهاية استقالة ظريف، وذلك بعد مطالبة أصوات قوية مثل سليماني بعودته، وأرسل إلى العراق للتحضير لزيارة الرئيس روحاني، ونقلت قناة الفرات المحلية عنه قوله إنه تلقى دعوة من الأسد لزيارة دمشق سيلبيها في المستقبل القريب.