هذا الوقت لا يريد أن يمضي ...!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الاثنين - 18 مارس 2019
Mon - 18 Mar 2019
أريد أن يمر هذا الوقت سريعا، ليس لدي مشكلة مع التقدم في العمر، لكني أحب أن تسير الأيام بوتيرة أسرع. لأن الخوف من العذاب أسوأ من العذاب نفسه كما يقول باولو كويلو على لسان الخيميائي في الرواية التي تحمل ذات الاسم.
والحقيقة أني قد مللت حالة الترقب والتوجس من حالة الانفلات التي يعيشها هذا الكوكب منذ بداية علاقتي به، والحقيقة أن عمر هذه العلاقة المتوترة هو عمري أيضا الذي أقضيه في الخوف والترقب والانتظار، ثم زدت الأمر سوءا بان ارتكبت حماقة فتسببت في وجود كائنات بشرية أخرى لكي أزيد من مخاوفي ويصبح قلقي مضاعفا.
أنا في سعة من أمري ـ ولله الحمد ـ بما أني لم أصبح رقما في الأخبار العاجلة بعد. ولكن العالم يتحول إلى وحش كاسر يلتهم أبناءه، وأصبح التنافس محموما بين البشر فيمن يكون أكثر إرهابا وأشد بطشا. وأخشى أن المسألة مسألة وقت فقط ويصبح سكان الكوكب برمته مجرد رقم في نشرات أخبار الكواكب المجاورة.
لست متشائما ـ كما تعلمون ـ ولكن التفاؤل في هذه الأيام فعل خارج السياق، وتغريد خارج سرب الواقع.
وأسوأ مكان للعيش هو المكان الذي يؤمن ساكنوه أنهم خير منك، وأنك أقل منهم شأنا، ولكم أن تخمنوا ما هو المكان الذي يتصف جميع ساكنيه بالتعالي على بعضهم البعض وكل «عرق» بما لديهم فرحون، إنه كوكب الأرض.
وقد استنفد الأخوة البشر كافة أسباب الاقتتال المتعلقة بالحاضر والمستقبل، فتقاتلوا من أجل المصالح ثم الحدود ثم الغذاء ثم النفوذ، تقاتلوا من أجل سباقات الخيل ومن أجل نتائج مباريات كرة القدم. ثم اقتتلوا من أجل الماضي، وقد تفقد حياتك وأنت تصلي في مسجد في أقصى جنوب المحيط الهادئ لأنك تعتنق دينا كان يعتنقه قائد معركة وقعت في شمال المحيط الأطلسي قبل ألف سنة.
ومن باب الاحتياط وأخذ الحيطة ـ وإن كانت لم تعد كافية ـ فإني أبحث في تاريخ أجدادي بشكل جاد، فقد يقتلني أحدهم في الغد لأن جدي السابع عشر كان يربط حصانه أمام مرآب جده الثامن عشر. لكن الأخطر أن هذا لم يعد تفكيرا فرديا يعتقده أشخاص لا يهتم لهم أحد، المعضلة أنه أصبح أسلوب حياة وتفكير دول وجماعات، العنصريون يسيطرون على العالم الآن ويتغلغلون في مفاصله كالروماتيزم.
وعلى أي حال ..
حتى وإن عم السلام وهدأت البشرية، فإني سأستمر في التمني بأن يمر الوقت سريعا، لأن ذلك يعني اقترابي من الانتهاء من تسديد أقساط البنوك، وكل شهر يمر يعني أن قسطا قد مضى، وهذه أشياء أجمل، وأكثر إشراقا من وجه هذا الكوكب الموبوء المليء بندبات الحروب والصراعات.
@agrni
والحقيقة أني قد مللت حالة الترقب والتوجس من حالة الانفلات التي يعيشها هذا الكوكب منذ بداية علاقتي به، والحقيقة أن عمر هذه العلاقة المتوترة هو عمري أيضا الذي أقضيه في الخوف والترقب والانتظار، ثم زدت الأمر سوءا بان ارتكبت حماقة فتسببت في وجود كائنات بشرية أخرى لكي أزيد من مخاوفي ويصبح قلقي مضاعفا.
أنا في سعة من أمري ـ ولله الحمد ـ بما أني لم أصبح رقما في الأخبار العاجلة بعد. ولكن العالم يتحول إلى وحش كاسر يلتهم أبناءه، وأصبح التنافس محموما بين البشر فيمن يكون أكثر إرهابا وأشد بطشا. وأخشى أن المسألة مسألة وقت فقط ويصبح سكان الكوكب برمته مجرد رقم في نشرات أخبار الكواكب المجاورة.
لست متشائما ـ كما تعلمون ـ ولكن التفاؤل في هذه الأيام فعل خارج السياق، وتغريد خارج سرب الواقع.
وأسوأ مكان للعيش هو المكان الذي يؤمن ساكنوه أنهم خير منك، وأنك أقل منهم شأنا، ولكم أن تخمنوا ما هو المكان الذي يتصف جميع ساكنيه بالتعالي على بعضهم البعض وكل «عرق» بما لديهم فرحون، إنه كوكب الأرض.
وقد استنفد الأخوة البشر كافة أسباب الاقتتال المتعلقة بالحاضر والمستقبل، فتقاتلوا من أجل المصالح ثم الحدود ثم الغذاء ثم النفوذ، تقاتلوا من أجل سباقات الخيل ومن أجل نتائج مباريات كرة القدم. ثم اقتتلوا من أجل الماضي، وقد تفقد حياتك وأنت تصلي في مسجد في أقصى جنوب المحيط الهادئ لأنك تعتنق دينا كان يعتنقه قائد معركة وقعت في شمال المحيط الأطلسي قبل ألف سنة.
ومن باب الاحتياط وأخذ الحيطة ـ وإن كانت لم تعد كافية ـ فإني أبحث في تاريخ أجدادي بشكل جاد، فقد يقتلني أحدهم في الغد لأن جدي السابع عشر كان يربط حصانه أمام مرآب جده الثامن عشر. لكن الأخطر أن هذا لم يعد تفكيرا فرديا يعتقده أشخاص لا يهتم لهم أحد، المعضلة أنه أصبح أسلوب حياة وتفكير دول وجماعات، العنصريون يسيطرون على العالم الآن ويتغلغلون في مفاصله كالروماتيزم.
وعلى أي حال ..
حتى وإن عم السلام وهدأت البشرية، فإني سأستمر في التمني بأن يمر الوقت سريعا، لأن ذلك يعني اقترابي من الانتهاء من تسديد أقساط البنوك، وكل شهر يمر يعني أن قسطا قد مضى، وهذه أشياء أجمل، وأكثر إشراقا من وجه هذا الكوكب الموبوء المليء بندبات الحروب والصراعات.
@agrni
