من حكايا كتاب الرياض

الأحد - 17 مارس 2019

Sun - 17 Mar 2019

وانطلقت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2019، أحد أبرز الأحداث الثقافية السنوية في روزنامة العاصمة التي تتحول إلى سوق ثقافية كبيرة، ودار نشر ضخمة، تجذب آلاف الزوار من الرياض وغيرها من مدن ومناطق المملكة. على مدار العقدين نسج معرض الكتاب الكثير من القصص والحكايا، التي ساهم فيها الكاتب والقارئ والعارض، ووثقتها الصحافة المحلية والملاحق الثقافية، التي تجد في معرض الكتاب أفضل مناسبة للتواصل مع الكتاب والمؤلفين والناشرين.

قرابة العشرين عاما مضت على انطلاق فكرة معرض الرياض للكتاب في مساحة صغيرة احتضنها البهو الرئيس لمركز جامعة الملك سعود في العاصمة، حواجز رمادية متحركة تحوي مجموعة بسيطة من دور النشر المحلية والخليجية والعربية. إلى جانب الرقابة الصارمة على العناوين القليلة والفعاليات البسيطة، سواء من الجهات ذات العلاقة، أو جماعات الضغط الدينية والاجتماعية، التي مارست الإقصاء تجاه معظم الأفكار التي تخالف توجهاتهم في تلك الفترة.

ومع خروج المعرض من بهو الجامعة إلى مركز المعارض القديم، شهدت الفعاليات الثقافية المصاحبة للكتب تطورا نوعيا على مستوى العناوين والضيوف، فزادت حدة وردة فعل بعض الجماعات الدينية والاجتماعية وارتقى التغيير من إنكار القلب واللسان إلى إنكار اليد، والتشكيك في عقيدة بعض الرموز المشاركة في الفعاليات الثقافية المصاحبة.

وقبل 12 عاما؛ انتقل معرض الكتاب إلى مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات، فأصبح أكبر مساحة وأفضل تنظيما، وعدلت أوقات زيارته، التي كانت مقسمة إلى فترتين يوميا، لتصبح فترة واحدة، تبدأ من العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، وأصبحت أيامه متاحة للجميع دون تخصيص أو استثناء.

ومن الملاحظات المتكررة؛ عدم فرض نظام «الباركود» على جميع دور النشر المشاركة في المعرض، وهو المعيار الدقيق المعمول به في معظم معارض الكتاب حول العالم، لضبط أسعار الكتب والخصومات، وللحد من ارتفاع أسعار الكتب مقارنة بأسعارها في معارض الدول المجاورة، ولتلافي إبراز الفواتير الورقية لشراء الكتب عند مخارج المعرض. إلى جانب منح مساحات كبيرة لدور نشر محلية، أو منح أجنحة كبيرة لجهات لا علاقة لها بصناعة الكتاب. فضلا عن أزمة مواقف السيارات الناجمة عن ضعف التنظيم المروري في الشوارع والطرقات المحيطة بالمعرض.

وكما يبدو فإن إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب عاجزة عن منع التلاعب بالعناوين القديمة من خلال وضع العام الحالي رغم أنها ليست الطبعة الأولى، ولم تستطع إلزام دور النشر بإبراز عناوينها الجديدة التي لم تعرضها في الدورة السابقة، ولم تتوصل إلى حل مشكلة ارتفاع أسعار الكتب الجامعية وكتب الأطفال والكتب المترجمة، لتشجيع الفئات المستهدفة على الشراء والقراءة، إضافة إلى عدم التزام جميع الجهات المشاركة بوضع السعر في قائمة عناوين الإصدارات، وعدم مراقبة الحد الأدنى من الحسم الخاص الذي تمنحه دور النشر لزوار المعرض.

فينبغي على إدارة معرض الكتاب البدء باستطلاع آراء الجمهور والزوار حول مستقبل صناعة الكتاب الورقي، فلا يمكن تجاهل التحولات الناشئة عن الثورة التقنية، خاصة فيما يتعلق بالنسخ الالكترونية للكتاب الورقي، أو حتى النسخ الرقمية التي لا يوجد لها أصل ورقي. ويبدو أن التحدي الأكبر لمعرض الرياض الدولي للكتاب هو المحافظة على تنامي أعداد زوار المعرض في فترات ماضية، من خلال التواصل معهم والتعرف على انطباعاتهم وتوقعاتهم، وإشراكهم في اختيار محتوى الدورات المقبلة للمعرض، سواء أسماء دور النشر المشاركة، أو مجالات وعناوين الفعاليات الثقافية المصاحبة، وحتى عنوان المعرض وهويته وتصميمه.

@shakerabutaleb