محمد العباسي

المباني المطبوعة ومستقبل البناء

الأربعاء - 13 مارس 2019

Wed - 13 Mar 2019

بدون شك، الطريقة الحالية المستخدمة لتشييد المباني تعد تقليدية، وهي من أكثر المعوقات التي تواجه قطاع البناء في المملكة.

وبالنظر إلى معدل النمو السكاني في المملكة العربية السعودية بنسبة 2.3% سنويا، فإن ذلك يصعب مهمة وزارة الإسكان لرفع نسبة تملك المساكن إلى 52% بحلول 2030، لذلك سعت وزارة الإسكان خلال الفترة الماضية إلى توقيع اتفاقيات مع شركات عالمية لاستخدام التقنيات الحديثة في مجال البناء، ومن أهم تلك الاتفاقيات الطباعة الثلاثية الأبعاد للوحدات السكنية، وعلى رأس تلك الشراكات تأتي شركة Winsun الصينية، وشركة Fastbrick Robotic الأسترالية، وشركة CyBe الهولندية والتي تعد من الشركات الرائدة في العالم في مجال المباني المطبوعة واستخدام «الروبوتات» في مجال العمران.

لكن ما هي الطباعة الثلاثية الأبعاد؟ الطباعة الثلاثية الأبعاد تعرف بالتصنيع بالإضافة Additive Manufacturing Fabrication، وهي تعد وليدة الثورة الصناعية الرابعة خاصة في قطاع التشييد، وتعتمد بشكل أساسي على صب طبقات اسمنتية بطريقة آلية بنسب وكميات ودرجة حرارة معينة فوق بعضها البعض لتكوين الهيكل الإنشائي، ويمكن تلخيص مميزات هذه التقنية في عدة نقاط:

• تقليل مخلفات البناء، فإنه لا يخفى على الكثير أن كمية المخلفات الناتجة في مواقع التشييد خلال مراحل البناء ليست بقليلة بسبب تصنيع القوالب الخشبية والمعدنية في الموقع، وتزداد نسبة المخلفات الناتجة إذا كان هناك خطأ إنشائي بحاجة إلى تعديل. في حين أن تقنية طباعة المباني لا تتطلب إنشاء قوالب خشبية ومعدنية لصب الخرسانات، مما يقلل من الهدر ويحافظ على الموارد البيئية.

• زيادة سرعة البناء، وتعد هذه الميزة من الأمور الجوهرية التي زادت الرهان على مستقبل صناعة البناء باستخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد و»الروبوتات»، حيث سيصبح من الممكن بناء منزل الأحلام خلال مدة زمنية قصيرة قد لا تتجاوز أسبوعا.

• تقليل عدد العمال في موقع البناء، إذا نظرنا إلى تقارير الهيئة العامة للإحصاء نجد أن القوى العاملة من الأجانب أكثر من ضعفي القوى العاملة من المواطنين، وبدون شك هذه النسبة ستزيد إذا نظرنا إلى قطاع صناعة المباني، لكن باستخدام «الروبوتات» لطباعة المباني، يمكن توفير قوى عاملة وطنية، تؤدي مهمة بسيطة وبدقة أعلى.

• زيادة الجودة وضبط السلامة، بعد تقليل عدد العمال في الموقع، والاعتماد على «الروبوت» ستقل نسبة الخطأ البشري ستقل نسبة الحوادث في مواقع البناء، والجدير بالذكر أنه يمكن اكتشاف الأخطاء الفنية وإعطاء تنبيه للمشغل ليتم تدارك الخطأ، أضف إلى ذلك إمكانية إنشاء عدة مبان متطابقة دون أي زيادة أو نقصان في المقاسات، لأن عملية البناء ستكون «أتوماتيكية».

وبالتأكيد المميزات المذكورة مسبقا هي أسباب جوهرية لرفع الرهان على استخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد في مجال البناء والتشييد، وهي ستسهم إيجابا على تخفيض تكلفة البناء، والاستغناء عن بعض المعدات الثقيلة مثل «الكرينات»، مما يجعل عملية البناء ميسرة مع إمكانية إنشاء تصاميم معمارية معقدة بدقة عالية وتكلفة أقل.