طارق جابر

إصلاح ما أحدث الجراح

الجمعة - 08 مارس 2019

Fri - 08 Mar 2019

من بين ملايين العمليات الجراحية التي تجرى في جميع أنحاء العالم سنويا، فإن مريضا واحدا على الأقل من بين كل عشرة مرضى سوف يعاني لاحقا من فتق جراحي، هذا في حالة الجروح الكبيرة في منتصف البطن، وتنزل هذه النسبة إلى اثنين من كل مئة في حالة الجراحة المنظارية.

إن جراحة إصلاح الفتق الجراحي هي من أكثر العمليات شيوعا في العالم، وعلى الرغم من ذلك فإن نسبة الفشل وعودة الفتق فيها تتراوح بين واحد إلى اثنين من كل عشر عمليات. وتزداد نسبة الفشل مع كل عملية لإصلاح فشل سابق مع الأسف.

هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى حدوث الفتق الجراحي أو تزيد من نسبة حدوثه، بعضها مرتبط بالنواحي التقنية كخبرة الجراح وطريقة إصلاح الفتق ونوعية المواد المستخدمة من شبكات أو خيوط، وبعضها مرتبط بالمريض كالسمنة والتدخين والأمراض المزمنة واستخدام بعض الأدوية، وبعضها مرتبط بعوامل أخرى كظروف العملية وحدوث الالتهابات.

في السنوات الماضية ومع تحسن الطب وتعرض البشر لعمليات جراحية أكثر وأنواع مختلفة من المشاكل الصحية وفي أعمار متقدمة، والزيادة المطردة في نسبة أمراض السكر والقلب والسمنة، أصبح الجراحون يواجهون أنواعا أشد تعقيدا من الفتوق الجراحية، ولكن وبالمعدل نفسه تطورت جراحة الفتق الجراحي تطورا كبيرا، وطور العلماء أنواعا جديدة من الشبكات والرقعات الجراحية، وتم ابتكار تقنيات وأساليب حديثة ومعقدة أحيانا لإصلاح الفتق، سواء بالمنظار أو بالطرق التقليدية.

لا يوجد علاج للفتق سوى الجراحة، ويلجأ الأطباء للجراحة لأسباب كثيرة، منها علاج مضاعفات الفتق أو منعها، كالانحباس والانسداد أو الألم أو لأسباب جمالية أو وظيفية كضعف البطن أو غيرها.

وحيث إن الطبيعي أن يكبر الفتق مع الوقت وأن تزداد نسبة حدوث بعض المضاعفات، لا يوجد منطق لتأخير العلاج في العادة.

النقطة المهمة هنا أنه إذا لم يكن من الممكن تجنب حدوث الفتق في المقام الأول لأسباب خارجة عن السيطرة، كحدوث التهاب في الجرح أو ظروف أخرى محيطة بالعملية، فإنه من الضرورة بمكان تجنب حدوثه مرة أخرى عند الإصلاح، وإذا كانت النواحي التقنية واختيار العملية المناسبة والخامات المناسبة هي مسؤولية الجراح، فإن اختيار الجراح المناسب مسؤولية المريض.

  • كيف يعالج الفتق الناتج عن العمليات الجراحية ؟

  • ما هي مسؤولية الطبيب؟

  • ما هي مسؤولية المريض؟


@drtjteam