مانع اليامي

برنامج «ما لم تر» عورات الرقابة

الجمعة - 08 مارس 2019

Fri - 08 Mar 2019

التفاصيل الدقيقة المصورة التي واجهنا بها مجتمعا وجهات حكومية مختصة، البرنامج الاستقصائي التلفزيوني - ما لم تر- الذي يقدمه ويديره باقتدار الإعلامي البارز «إبراهيم الفرحان» تفاصيل مزعجة كشفت عن حقيقة ضعف الرقابة على المطاعم وثبوت مجهولية مصدر الكثير من الأغذية وعلى رأسها اللحوم الأكثر استهلاكا على المستوى المحلي، بصراحة التحقيق الصحفي المصور في حلقة الأسبوع الفائت وقف بنا في وضح النهار على عدم مأمونية ما تقدمه بعض المطاعم من وجبات غذائية للناس، ليس هذا فحسب، بل أكد حقيقة تفشي الإهمال وانتشار رائحة الفساد التجاري والمتوقع على الجرة كثرة حالات مخالفة نظام الإقامة والعمل.

جرأة الطرح حميدة أسبابا ونتيجة، والمخالفات المرصودة في المقابل لا تنقصها الجرأة وسابق الإصرار، وهي موثقة بالصورة، وغياب الرقابة المستدامة شكل البرواز، وهنا يكتمل مشهد الغش الذي لا يليق بالوطن في عهده الجميل.

كبير الظن أني قد تساءلت في مقال ذي صلة في سابق الوقت عن أسباب إقدام غير السعودي ولا أعمم هنا على كسر الأنظمة السارية في الوطن، وبالذات في المجال التجاري يلحق بهذا، ويتصل به نظام العمل والإقامة في الوقت الذي نرى فيه السعودي خارج وطنه مثالا يقتدى به في مسايرة الأنظمة والتعليمات غالب الأحيان.

هل الأنظمة المرعية في مجال التجارة الاستهلاكية بشكل عام مغشوشة أم إن بيننا من يريد لنا المرض ويتوق لتعظيم فاتورة رعايتنا؟ أسئلة كثيرة منها: هل في قناعة الوافد أننا قوم يسهل غشنا أو غشنا حلال؟

في الختام التقارير المصورة وغير المصورة عن الغش التجاري بكل أنواعه كثيرة ومتنوعة، الجهود مقدرة وعمليات الغش تجدد، والمثير للسخرية في الأداء الرقابي عندي على الأقل أن بعض الجهات المعنية بحكم الاختصاص تنشر عن جهودها في إتلاف إما مواد غذائية فاسدة أو ضبط مصانع محتالة مثلا دون تسمية المنشأة التجارية، وفي هذا الحجب تبرز صورة لغش المجتمع من زاوية أخرى، وليت الأنظمة في هذا الباب تراجع لدواعي توسيع مدى اليقظة المجتمعية، كيف للمجتمع أن يحمي نفسه والمعلومة المهمة عنه محجوبة؟ انتهى هنا. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]