أحمد صالح حلبي

نادي الوحدة الأول دوما

الخميس - 07 مارس 2019

Thu - 07 Mar 2019

لم أكن أود الخوض في الحديث عن نادي الوحدة كعميد للأندية السعودية، فالأمر حسمه المؤرخ الرياضي الأستاذ محمد غزالي يماني، في كتابه «نادي الوحدة أول ناد بالمملكة العربية السعودية بالأدلة والوثائق، تأسس في مكة المكرمة عام 1334هـ - 1916م»، بدلائل وبراهين ووثائق تاريخية لا يمكن إنكارها.

وفي حفل تدشين الكتاب بمنتدى محمد صالح باشراحيل ـ يرحمه الله ـ الثقافي الأسبوع الماضي، تحدث المؤرخ الرياضي الأستاذ محمد غزالي يماني بحديث مليء بالحقائق والإثباتات، نقل فيه بالأرقام ما سجلته الصحف المحلية والرواة، بدأ من جريدة أم القرى وجريدة صوت الحجاز، مرورا بجريدة الندوة التي أوردت بعددها رقم 181 الصادر بتاريخ 3 /3 /1369 هـ أنه «لم يكن هناك فريق وطني في مكة المكرمة يمارس كرة القدم غير فريق الوحدة إلى جانب بعض الجاويين الذين سمح لهم باللعب».

ولم يحصر المؤرخ الرياضي دلائله على أخبار صحفية نشرت، بل أورد بعض عديد من الروايات من الثقات، إضافة للقاءات الصحفية التي أجريت مع اللاعبين القدامى ومنهم عبدالعزيز بن حسان، الشهير بـ «الجرولي» الذي بين أن لعبة كرة القدم كانت معروفة قبل دخول الملك عبدالعزيز، رحمه الله، مكة المكرمة، وجاء حديث الجرولي في مقابلة صحفية له بجريدة الندوة عام 1414 هـ أوضح فيها أنه مارس كرة القدم في فريق يسمى الوطن عام 1347، والذي يعتبر واحدا من 11 فريقا أنشئت في تلك الفترة.

وكدليل آخر أشار إلى وجود وثيقة من جريدة «حراء» في العدد العاشر عام 1376، بأن ممارسة كرة القدم دخلت البلاد عن طريق الجاوة الذين يسكنون مكة، خاصة من طالبي العلم منهم، وقد أنشئت عديد من الفرق في مكة، منها (المختلط، والوطن، والأهلي).

وهذا يدل على أن كرة القدم كانت معروفة وموجودة قبل العهد السعودي، وبهذا يتضح أن ممارسي كرة القدم في نادي الوحدة متواجدون من قبل توحيد المملكة.

وقبل أن يدخل أبناؤنا مرة أخرى في المعاناة التي دخلها أستاذنا محمد غزالي يماني على مدى 12 عاما، فإني أطالب إدارة نادي الوحدة برئاسة الصديق الخلوق حاتم خيمي، بالعمل على توثيق كل أنشطة النادي وفعالياته، وألا يحصر توثيقه على الألعاب الرياضية الجماعية، خاصة كرة القدم وتحديدا الفريق الأول، ويبرز الاهتمام باختيار المدرب واللاعبين والمعسكرات الداخلية والخارجية، فنادي الوحدة قدم العديد من الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية، وأبلغني الأستاذ إبراهيم عبدالرؤف أمجد أن نادي الوحدة من أوائل الأندية التي عملت على توظيف أنشطتها الثقافية للتوعية، فكانت مسرحية «نهاية مدمن»، من تأليف الأستاذ علي إبراهيم سروجي، وإخراج الدكتور عبدالعزيز سرحان، واحدة من أفضل الأعمال التي قدمها النادي في مجال التوعية بأضرار المخدرات، ونالت حينها شكر وتقدير العديد من القطاعات وأبرزها المديرية العامة لمكافحة المخدرات.

ويعد نادي الوحدة أول ناد سعودي نظم أمسية ثقافية للمعتمرين القادمين من خارج المملكة، وأطلعهم على أنشطة النادي وألعابه، وكان ذلك في رمضان عام 1437 هـ، بحضور نائب رئيس النادي ـ السابق ـ الأستاذ محمد سمرقندي وشهدت الفعالية حضور لاعب نادي الهلال والمنتخب السعودي ـ سابقا ـ الدكتور خالد الدايل، وأضاف جمالا على جمالها فضيلة الشيخ محمد أمين مرزا عالم.

ونادي الوحدة هو أول ناد سعودي يشارك منسوبيه لاعبين ومدربين وإداريين في إقامة سفرتين لإفطار الصائمين، الأولى في مقر النادي، والثانية داخل الحرم المكي الشريف أطلق عليها سفرة نادي الوحدة لإفطار الصائمين.

ونادي الوحدة هو أول ناد سعودي يقدم برنامج معايدة عيد الفطر المبارك بمقره بعد أداء صلاة العيد، وهو أو ناد يتطوع عدد من منسوبيه لخدمة حجاج بيت الله الحرام، سواء بمكة المكرمة أو المشاعر المقدسة، وظهرت مشاركتهم المميزة في سقيا وإرشاد الحجاج.

وأملي ألا تنشغل إدارة النادي بالألعاب الرياضية الجماعية منها والفردية، وتتجاهل مثل هذه الأعمال، ليأتي اليوم الذي نجد فيه من يدعي أولويته فيها، ليبدأ أبناؤنا في البحث والتقصي لإثبات الأولوية التي قد نفقدها نحن بتخاذلنا وعدم توثيقها مبكرا.

[email protected]