في يوم المرأة العالمي.. الورود تفوح حبا للأوطان

الخميس - 07 مارس 2019

Thu - 07 Mar 2019

في يومها العالمي، يستذكر الجزء اللطيف من عالمنا المسيرة الطويلة لكفاح المرأة العالمي في العصر الحديث، وهي المسيرة التي تكللت بكثير من الإنجازات الكبرى على صعيد الآداب، والعلوم، والاقتصاد، وخدمة المجتمع، وحتى السياسة والعمل العام في أعلى مستوياته.

ومع ما حققته المرأة عالميا من منجزات تاريخية، لا يزال العالم حتى يومنا هذا يشهد كثيرا من الأخذ والرد في إطار مستوى قدرة بعض المجتمعات على قبول حقيقة أن المرأة كانت على مر العصور ولا تزال وستظل عنصرا أساسيا وركيزة لا غنى عنها في استمرار الجنس البشري وتطوره ونموه وتعاظم إمكاناته على كل الأصعدة.

وفي يوم المرأة العالمي الثامن من مارس 2019، تطلق نساء العالم شعارا جديدا لهذا العام عنوانه «فكر بمساواة، ابن بذكاء، وابتكر من أجل التغيير».

ومع ما تقدمه المرأة عالميا على صعيد الثقافة والتعليم والإبداع والابتكار، يمكن القول بأن ما أنجزته المرأة عالميا قد أنهى فترة طويلة ومزمنة لحقبة كانت المرأة فيها تكافح لنيل أبسط حقوقها الأساسية، ناهيك عما عانت منه النساء في بعض المجتمعات، خاصة في بعض مناطق العالم المنعزلة والمغلقة، من محاولات مستميتة للدفاع عن حقهن في الحياة ضد من ينظر إلى المرأة ككائن من الدرجة الثانية، وتجلى ذلك في ممارسات لا إنسانية ضد النساء في آلاف القرى في الهند وكثير من المواقع في أدغال أفريقيا وأمريكا الجنوبية.

واليوم حتى وإن كانت المرأة في بعض بلدان العالم لا تزال تكافح من أجل حقوقها الأساسية، إلا أن صوتها بات مسموعا، وباتت المؤسسات النسائية الإقليمية والعالمية أكثر قدرة على مناصرة قضايا المرأة في المناطق النائية والمعزولة، وباتت مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات النفع العام، والهيئات المختصة بالسعي من أجل واقع حياتي أفضل لنساء العالم، باتت جميعا على قدر كبير من الخبرة التي لم تكن متوفرة لدى تلك الهيئات في القرن الماضي.

ومن جهة أخرى، ساعد التطور التكنولوجي في العقد الأخير وانتشار وسائله على مد جسور من الدعم اللوجستي لملايين النساء حول العالم، فمن متطوعات للدفاع عن النساء في قضايا قانونية، إلى متطوعات لتدريب النساء في ورش مهنية، انتقالا إلى جمعيات نسائية منتشرة حول العالم تقدم المشورة الاجتماعية والنفسية، خاصة للنساء غير المتعلمات في القرى والمدن، اكتسب العمل النسوي العام زخما استثنائيا لم يكن موجودا من قبل، وباتت الحركة النسائية العالمية حركة ذات اعتبار وصاحبة كلمة مسموعة في الهيئات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة.

وانتقل العمل النسوي من مرحلة الكفاح إلى تبيان أن مشاركة المرأة في العمل العام وفي تطوير وتنمية البلدان ليست خطرا على تاريخ الرجل الطويل في القيادة والريادة، وأن مشاركتها دعم للرجل وليست سعيا إلى الاستئثار بمقاعد القرار، حيث كان هذا بحد ذاته تحولا مهما على صعيد الفكر والثقافة في كثير من المجتمعات التي باتت تتقبل بوعي وبفهم ما تمثله مشاركة المرأة في العمل العام من إعلاء لقيمة الوطن ومن ترسيخ لمظاهر استقرار المجتمعات وتطور تنميتها المستدامة.

hananabid10@