70 عاما.. وكشمير على صفيح ساخن

مجلة أمريكية تحذر من اندلاع صراع نووي وحرب غير محتملة
مجلة أمريكية تحذر من اندلاع صراع نووي وحرب غير محتملة

الاثنين - 04 مارس 2019

Mon - 04 Mar 2019








هل يسهم إطلاق الطيار الهندي في إنهاء الصراع                                                                     (د ب أ)
هل يسهم إطلاق الطيار الهندي في إنهاء الصراع (د ب أ)
فيما اشتعلت الأزمة بين الهند وباكستان مرة أخرى حول كشمير، حذر مقال نشرته «فورين بوليسي» الأمريكية للصحفي لورانس بينتاك من اندلاع حرب نووية غير محتملة بين المعسكرين، ونصح تقرير لمجلس العلاقات الخارجية بلاده بالتوازن في التعامل مع القضية، بعد تزايد المخاوف العالمية من تطور الصراع بين الجارين.

واجهت الدولتان الجارتان عددا من النزاعات الحدودية، كان آخرها مقتل 40 فردا بكشمير في عملية انتحارية، وقبلها في عام 2016 اقتحم مسلحون معسكرا للجيش الهندي بالقرب من بلدة أوري الكشميرية، مما دفع الهند إلى الهجوم على ما وصفته بأنه ساحة لانطلاق الأعمال الإرهابية في الشطر الذي تسيطر عليه باكستان في إقليم كشمير.

ماذا يحدث بين البلدين؟

تفاصيل ما حدث لا تزال غير واضحة، ولكن بدأ مع تفجير انتحاري من قبل جماعة إرهابية عينتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وردت الهند بهجمات جوية استهدفت أحد معسكرات جيش الرب للمقاومة الواقعة خارج منطقة كشمير، في إقليم خيبر باختونخوا في باكستان.

شنت إسلام أباد هجمات انتقامية على أهداف داخل كشمير الهندية، رغم أنها قالت إنها تتجنب استهداف الأفراد، وأثناء هذا الهجوم أسقطت باكستان طائرة هندية واحدة على الأقل فوق أراضيها واعتقلت الطيار، وفيما وصفه رئيس الوزراء عمران خان بـ «بادرة سلام» أطلقت باكستان في وقت لاحق الطيار.

وألقى كل من البلدين باللوم على الآخر، مما أدى إلى تصعيد الوضع ليصل إلى إسقاط باكستان لطائرتين هنديتين، ويعد الوضع أخطر تحد أمني بين البلدين.

كشمير.. باكستانية أم هندية؟

كانت الهند وباكستان منافستين قويتين منذ تخلصهما من الحكم الاستعماري البريطاني عام 1947، تنظر باكستان إلى كشمير التي تتمتع بأغلبية مسلمة، باعتبارها جزءا طبيعيا من دولتها. بالنسبة إلى الهند العلمانية ولكن ذات الغالبية الهندوسية، تعتبر كشمير حيوية بالنسبة إلى هويتها كدولة متعددة الأعراق. على مدى العقود السبعة الماضية، ساعدت مطالبهما المتنافسة على الأراضي الجبلية في تأجيج ثلاثة حروب ونوبات دورية من العنف.


  • دارت حربان من الحروب الثلاثة بين البلدين حول كشمير، وهي منطقة في جبال الهيمالايا تزعم كل من الهند وباكستان أحقيتها بها، وتخضع جزئيا لحكم البلدين.

  • في وقت التقسيم، توددت الهند وباكستان إلى الولايات الأمريكية المختلفة في شبه القارة الهندية لضمهما إلى دولتيهما الناشئتين. لم يستطع الحاكم الهندوسي لكشمير ذات الأغلبية المسلمة أن يقرر أي بلد جديد ينضم إليه. غزتها القوات غير النظامية الباكستانية، وتدخلت فيها الهند، وقاتل البلدان، ووصلا إلى طريق مسدود.

  • بعد نحو 70 عاما، يظل الجانبان في حالة أزمة يسودها التوتر في ظل الحدود الفعلية بين البلدين المعروفة باسم «خط التحكم»، وهي واحدة من المناطق الحدودية الأكثر تسليحا في العالم.

  • كان آخر صراع كبير قد وقع عام 1999، حيث أطلق المسلحون الباكستانيون مواقع حصينة في القسم الهندي من كشمير. استمرت المناوشات المعروفة باسم حرب كارجيل، واسفرت عن سقوط أكثر من ألف ضحية من كل جانب.

  • كان العام الماضي هو الأكثر دموية في المنطقة خلال عقد من الزمن، حيث قتل أكثر من 360 شخصا، وقدرت مجموعة لحقوق الإنسان عدد القتلى بـ 586 شخصا.




كيف تنظر أمريكا للصراع؟

رأت الولايات المتحدة ضرورة أن تحدد الهند وباكستان «سرعة ونطاق وطابع» المناقشات حول كشمير، في الوقت نفسه، يجب على واشنطن الحفاظ على توازن دقيق بين المصالح والعلاقات في المنطقة.

باكستان حليف قديم للولايات المتحدة، على الرغم من أن العلاقات كانت متجمدة في بعض الأوقات، وفي الوقت نفسه، تواصل أمريكا تقوية العلاقات مع الهند، وهي قوة صاعدة تشترك بشكل كبير في تأكيد واشنطن على النظام الدولي القائم على القواعد.

ترمب وبومبيو وتخفيف التوتر

أشار الرئيس دونالد ترمب وأعضاء من إدارته إلى أنهم قد يبتعدون عن نهجهم المتبع عادة في التعامل مع كشمير، وقال إنه «يحاول مساعدتهما على حد سواء ومعرفة ما إذا كان بإمكاننا الحصول على بعض التنظيم وبعض السلام»، تحدث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع قادة البلدين، وقال إن الولايات المتحدة «تعمل بجد» للمساعدة في تخفيف حدة التوتر.

سعت باكستان للحصول على مساعدة الأمم المتحدة لتهدئة الوضع، بينما تواصلت الهند مع دول بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين وفرنسا وروسيا، وحثت الحكومة في إسلام أباد على اتخاذ إجراءات ضد الجماعات الإرهابية الموجودة في البلاد.

تحذير من صراع نووي

في مقال نشرته «فورين بوليسي» الأمريكية، قال الصحفي لورانس بينتاك إن على المسؤولين في واشنطن تذكر إمكانية اندلاع صراع نووي مع تعاظم احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان النوويتين.

وحذر بينتاك من احتمال اندلاع حرب نووية بين البلدين، مؤكدا أن تجنب كارثة من هذا القبيل يعود إلى نوايا زعماء البلدين، وقال بينتاك «أيا تكن الحقيقة في ادعاءات نيودلهي وإسلام أباد جرى تبادل إسقاط المقاتلات، الأكيد أن الدولتين النوويتين تبادلتا الضربات العسكرية، وهذا ما لم يحدث منذ نصف قرن من الزمان».

يقول بينتاك لمن يتعجبون من إثارة مسألة حدوث اشتباك بالأسلحة النووية «عدد سكان باكستان أقل من مئتي مليون نسمة، وعدد سكان الهند مليار وثلاثمئة مليون نسمة، وتزيد قوات الجيش الهندي على عدد أفراد القوات الباكستانية بأربعة أضعاف، واحتمالات تصدي باكستان لغزو هندي واسع النطاق من دون لجوئها إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية تبقى ضئيلة، بل حتى معدومة».

أبرز محطات التوتر بين الهند وباكستان:

أغسطس

1965

خاض البلدان حربا قصيرة

ديسمبر

1971

الهند دعمت محاولات باكستان الشرقية لتصبح دولة مستقلة ونفذت غارات داخل الأراضي الباكستانية وانتهت الحرب بإنشاء بنجلاديش

مايو

1999

جنود باكستانيون وميليشيات احتلوا مواقع هندية في جبال كارجيل، والهند شنت ضربات جوية وبرية دفعت المتسللين إلى التراجع

أكتوبر

2001

هجوم مدمر على كشمير الهندية يقتل 38 شخصا، وبعد شهرين تسبب هجوم على البرلمان الهندي في مقتل 14 شخصا

نوفمبر

2008

أدت هجمات منسقة على محطة السكك الحديدية الرئيسية في مومباي والفنادق الفاخرة ومركز الثقافة اليهودية، إلى مقتل 166 شخصا

يناير

2016

أدى الهجوم الذي استمر أربعة أيام على القاعدة الجوية الهندية في باثانكوت إلى مقتل سبعة جنود هنود وستة مسلحين

سبتمبر

2016

هجوم على قاعدة للجيش في أوري في الشطر الهندي من كشمير يقتل 19 جنديا

سبتمبر

2016

الهند تقول إنها نفذت »ضربات جراحية« على المسلحين في كشمير الباكستانية

فبراير

2019

تسقط باكستان طائرتين هنديتين في مجالها الجوى، بينما أعلنت الهند أنها أسقطت طائرة باكستانية