قوّة العُلا الناعمة
السبت - 02 مارس 2019
Sat - 02 Mar 2019
يوم السبت الماضي 23 فبراير 2018 انتهى رسميا مهرجان «شتاء طنطورة» الذي قدم طوال 10 أسابيع برنامجا مكثفا بمناسبات ثقافية وفنية على أرض عروس الآثار والحضارات «العلا»، إضافة إلى استضافة عدد كبير من الزوار من مواطنين ومقيمين ووفود رسمية وغير رسمية من مختلف الدول والأعمار والثقافات.
زرت العلا ثلاثة أيام متواصلة، رأيت عمل هيئتها الملكية، وتحدثت مع منسوبيها واستمعت لحكايا وقصص وأحاديث أبنائها وبناتها وكبارها وصغارها، وشهدت عن قرب وبشكل مباشر فعالياتها وأنشطتها وأعمالها وتحدياتها.
بفترة وجيزة تقارب 6 أشهر فقط وعلى يد فريق سعودي شاب متوسط العمر فيه 31 عاما، كانت العلا أمام تحد لتجهيز منتجعات سياحية ومقرات سكنية ومسرح عملاق وسط الصحراء في أرض عذراء لم يسبق لها استقبال تلك الأعداد واحتضان تلك الأحداث والنشاطات، وفعلا بجميع تلك المعطيات أعطت العلا مثالا يحتذى به في سرعة التجهيزات وعظيم الأرقام والإنجازات.
العلا قدمت كل ما يمكن تقديمه من أدوات القوة الناعمة عبر شراكات استراتيجية تكاملية بين القطاع الحكومي ممثلا بهيئتها الملكية، والقطاع الخاص بتواجد المطاعم والمقاهي العالمية، والقوة البشرية الشبابية، إضافة إلى قوة التجهيزات الأمنية واللوجستية، واستغلال جميع مساحاتها لعرض الأعمال الإبداعية السعودية، وبناء مسرح «مرايا» ليكون تحفة فنية تتوسط كثبان الرمال لتقام وتعرض فيه الأحداث الحية الفنية والثقافية.
خلال 10 أسابيع فقط استقبل المهرجان أكثر من 36 ألف زائر من 72 دولة حول العالم وعشرات الآلاف ممن استمتعوا برؤية الطبيعة والمناظر الخلابة وحضور الحفلات الفنية الراقية وزيارة البلدة القديمة وتجربة المناطيد الساحرة، وشهدوا ثراء المملكة التراثي والتاريخي كمهد للحضارات والأمم.
إعلاميا استطاعت العلا أن تفرض اسمها بالصحافة المحلية والإقليمية والدولية بطريقة غير تقليدية عبر أقلام وأفواه وشهادات الضيوف والزوار والوفود الرسمية والصحفيين والكتاب والباحثين من مختلف الدول والقارات، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا والصين ومصر ولبنان والعراق ودول الخليج، وتصدر اسمها والحديث عنها منصات التواصل الاجتماعي، علاوة على التغذية البصرية التي قدمتها للعالم عبر تناقل صورها ومشاهد من أراضيها وقصص من إرثها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها.
أما أهالي وأبناء العلا، فقدموا مثالا غير مسبوق على الاستثمار البشري السعودي العالمي الذي لا يخسر في كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، ومركز معلومات متنقلا يشرح بفخر وحب وغزارة لغوية ومعرفية تفاصيل كل ركن مرفقة بقصص وشواهد من التاريخ والماضي والحاضر والمستقبل، عبر العمل بشكل وثيق مع الهيئة الملكية ليكونوا هم المتطوعين بجهودهم وأملاكهم لجعل العلا على قائمة أكثر وجهات سياحة المستقبل نموا وتقدما وجذبا.
الحقيقة هي أن الهيئة الملكية لمحافظة العلا توجت رسميا بعد انتهاء يوم السبت الماضي كقوة ناعمة حقيقية للمملكة العربية السعودية، خاصة بعد تدشين ولي العهد لرؤية العلا التي قدمت عبر عشرة أسابيع كاملة أنموذجا يدرس بكل ما تعنيه الكلمة من معان في علوم التواصل والتسويق محليا وإقليميا ودوليا، وإدارة الحشود والأزمات على الأرض والاستثمار البشري والمادي المتوازن.
العلا كانت - بلا مبالغة - عبارة عن وزارات عدة في كيان واحد، كانت وزارة خارجية تقدم مفهوم «دبلوماسية شعبية» حقيقية، ووزارة إعلام تعكس مفاهيم «تواصل» حضارية، ووزارة ثقافة تبرز وتظهر «إبداعات سعودية عالمية» ووزارة عمل وتنمية اجتماعية «تخلق وتنظم فرص عمل» شبابية، ووزارة سياحة وطنية عالمية، ووزارة جذابة للتجارة والاستثمار، ووزارة تعليم لابتعاث الكفاءات عالميا، ووزارة تحمي وتحافظ على التراث والبيئة.
في واقع الأمر، أستطيع القول بكل ثقة وصراحة ووضوح إن الهيئة الملكية لمحافظة العلا تسببت فيما نستطيع تسميته «الإحراج الجميل» لكل الأجهزة والقطاعات والمؤسسات والهيئات الحكومية، وأصبحت فعليا قدوة من نوع آخر، قدوة حديثة بتجربتها عظيمة بنتائجها وإنجازاتها وأرقامها وتنوع فعالياتها وأنشطتها وضيوفها وفنونها، ولم تترك فرصة لأي جهة أو مؤسسة أن تتحجج بصغر عمرها أو قلة خبرتها أو أن تقدم أي عذر من أي نوع، فالعلا جعلت الأعذار واهية والتبريرات غير مقبولة، والعزيمة والإصرار والطموح هي أحجار الزاوية.
أخيرا، العلا بداية لا نريدها أن تنتهي في مفهوم «التنافسية الوطنية» والإعجاز عبر الأرقام، والإنجاز بمنظور عالمي وطموح ليس له حدود، فالمملكة تستحق وقيادتها ممكنة وشعبها قادر وقدراتها عالية وجميع أسس نجاحها موجودة وأدوات قوتها الناعمة كالعلا هي أعظم استثمار للمستقبل.
_FAlHowail@
زرت العلا ثلاثة أيام متواصلة، رأيت عمل هيئتها الملكية، وتحدثت مع منسوبيها واستمعت لحكايا وقصص وأحاديث أبنائها وبناتها وكبارها وصغارها، وشهدت عن قرب وبشكل مباشر فعالياتها وأنشطتها وأعمالها وتحدياتها.
بفترة وجيزة تقارب 6 أشهر فقط وعلى يد فريق سعودي شاب متوسط العمر فيه 31 عاما، كانت العلا أمام تحد لتجهيز منتجعات سياحية ومقرات سكنية ومسرح عملاق وسط الصحراء في أرض عذراء لم يسبق لها استقبال تلك الأعداد واحتضان تلك الأحداث والنشاطات، وفعلا بجميع تلك المعطيات أعطت العلا مثالا يحتذى به في سرعة التجهيزات وعظيم الأرقام والإنجازات.
العلا قدمت كل ما يمكن تقديمه من أدوات القوة الناعمة عبر شراكات استراتيجية تكاملية بين القطاع الحكومي ممثلا بهيئتها الملكية، والقطاع الخاص بتواجد المطاعم والمقاهي العالمية، والقوة البشرية الشبابية، إضافة إلى قوة التجهيزات الأمنية واللوجستية، واستغلال جميع مساحاتها لعرض الأعمال الإبداعية السعودية، وبناء مسرح «مرايا» ليكون تحفة فنية تتوسط كثبان الرمال لتقام وتعرض فيه الأحداث الحية الفنية والثقافية.
خلال 10 أسابيع فقط استقبل المهرجان أكثر من 36 ألف زائر من 72 دولة حول العالم وعشرات الآلاف ممن استمتعوا برؤية الطبيعة والمناظر الخلابة وحضور الحفلات الفنية الراقية وزيارة البلدة القديمة وتجربة المناطيد الساحرة، وشهدوا ثراء المملكة التراثي والتاريخي كمهد للحضارات والأمم.
إعلاميا استطاعت العلا أن تفرض اسمها بالصحافة المحلية والإقليمية والدولية بطريقة غير تقليدية عبر أقلام وأفواه وشهادات الضيوف والزوار والوفود الرسمية والصحفيين والكتاب والباحثين من مختلف الدول والقارات، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا والصين ومصر ولبنان والعراق ودول الخليج، وتصدر اسمها والحديث عنها منصات التواصل الاجتماعي، علاوة على التغذية البصرية التي قدمتها للعالم عبر تناقل صورها ومشاهد من أراضيها وقصص من إرثها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها.
أما أهالي وأبناء العلا، فقدموا مثالا غير مسبوق على الاستثمار البشري السعودي العالمي الذي لا يخسر في كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، ومركز معلومات متنقلا يشرح بفخر وحب وغزارة لغوية ومعرفية تفاصيل كل ركن مرفقة بقصص وشواهد من التاريخ والماضي والحاضر والمستقبل، عبر العمل بشكل وثيق مع الهيئة الملكية ليكونوا هم المتطوعين بجهودهم وأملاكهم لجعل العلا على قائمة أكثر وجهات سياحة المستقبل نموا وتقدما وجذبا.
الحقيقة هي أن الهيئة الملكية لمحافظة العلا توجت رسميا بعد انتهاء يوم السبت الماضي كقوة ناعمة حقيقية للمملكة العربية السعودية، خاصة بعد تدشين ولي العهد لرؤية العلا التي قدمت عبر عشرة أسابيع كاملة أنموذجا يدرس بكل ما تعنيه الكلمة من معان في علوم التواصل والتسويق محليا وإقليميا ودوليا، وإدارة الحشود والأزمات على الأرض والاستثمار البشري والمادي المتوازن.
العلا كانت - بلا مبالغة - عبارة عن وزارات عدة في كيان واحد، كانت وزارة خارجية تقدم مفهوم «دبلوماسية شعبية» حقيقية، ووزارة إعلام تعكس مفاهيم «تواصل» حضارية، ووزارة ثقافة تبرز وتظهر «إبداعات سعودية عالمية» ووزارة عمل وتنمية اجتماعية «تخلق وتنظم فرص عمل» شبابية، ووزارة سياحة وطنية عالمية، ووزارة جذابة للتجارة والاستثمار، ووزارة تعليم لابتعاث الكفاءات عالميا، ووزارة تحمي وتحافظ على التراث والبيئة.
في واقع الأمر، أستطيع القول بكل ثقة وصراحة ووضوح إن الهيئة الملكية لمحافظة العلا تسببت فيما نستطيع تسميته «الإحراج الجميل» لكل الأجهزة والقطاعات والمؤسسات والهيئات الحكومية، وأصبحت فعليا قدوة من نوع آخر، قدوة حديثة بتجربتها عظيمة بنتائجها وإنجازاتها وأرقامها وتنوع فعالياتها وأنشطتها وضيوفها وفنونها، ولم تترك فرصة لأي جهة أو مؤسسة أن تتحجج بصغر عمرها أو قلة خبرتها أو أن تقدم أي عذر من أي نوع، فالعلا جعلت الأعذار واهية والتبريرات غير مقبولة، والعزيمة والإصرار والطموح هي أحجار الزاوية.
أخيرا، العلا بداية لا نريدها أن تنتهي في مفهوم «التنافسية الوطنية» والإعجاز عبر الأرقام، والإنجاز بمنظور عالمي وطموح ليس له حدود، فالمملكة تستحق وقيادتها ممكنة وشعبها قادر وقدراتها عالية وجميع أسس نجاحها موجودة وأدوات قوتها الناعمة كالعلا هي أعظم استثمار للمستقبل.
_FAlHowail@