عبدالله عجلان

السباق نحو الزعامة

الخميس - 28 فبراير 2019

Thu - 28 Feb 2019

السباق نحو زعامة العالم فعليا قد بدأ، فمن يتفوق في مجال الذكاء الاصطناعي قد ينصب كـ «قائد للعالم»!

الصين تعلن وبشكل صريح عن طموحها لقيادة العالم بحلول عام 2030، وهذا يعني السيطرة على العالم بالمعنى الحرفي للكلمة، كما وضعت جدولا زمنيا لتحقيق هذا الطموح واضعة نصب عينيها منافسها التقليدي الولايات المتحدة الأمريكية.

يتلخص الجدول الزمني الصيني لزعامة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي في ثلاث مراحل رئيسة لتحقيق ثلاثة إنجازات جوهرية.

فطموح الصين

هو الوصول لنقطة التعادل بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2020 على أن تحدث اختراقات كبيرة في منظومة الذكاء الاصطناعي للولايات المتحدة الأمريكية بحلول عام 2025 إلى أن تصل في عام 2030 لـ «زعامة العالم»، وبذلك تكون حققت جدولها الزمني وطموحها.

الصين بالفعل قد بدأت بتطبيق الجدول الزمني، وحاليا تعمل على امتلاك وتجميع عدد مهول من «البيانات» عن كل شيء، وكما نعلم البيانات هي وقود للذكاء الاصطناعي.

الإحصائية التالية تبين نقاط القوة التي حققتها كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية في هذا السباق حتى الآن وقد تتغير مجريات الأمور في أي وقت نظرا لاحتدام السباق!

تتركز قوة الصين في تقنية تمييز الكلام، وتقنية الترجمة الآلية، وتقنية الطائرات بدون طيار وتقنية الرؤية الحاسوبية «التطبيقات الذكية».

أما الولايات المتحدة الأمريكية فقوتها في تقنية المركبات ذاتية القيادة، وتقنية الروبوتات والذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال.

علية فإن النتيجة الحالية هي تقريبا 50% لكل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية، السباق محتدم.. جميل!

البعض يرجح كفة الصين في هذا السباق ويراهن عليها، وذلك لعاملين رئيسيين، العامل الأول هو القدرة الهائلة للصين على امتلاك البيانات، وهي وقود الذكاء الاصطناعي كما ذكرت سابقا.

العامل الثاني انفتاح السوق الصيني وتعاون القطاع الخاص مع الحكومة، وذلك عكس ما يجري تماما في الولايات المتحدة الأمريكية من امتناع القطاع الخاص عن التعاون مع الحكومة، كما حدث مع شركة أبل وقوقل عندما رفض كل منهما التعاون مع الحكومة في أكثر من قضية.

نشر موقع QUARTZ إحصائية للمسار البحثي للدول في مجال الذكاء الاصطناعي بين عامي 2012م و2017م لنرى بأن الصين قد نمت بشكل كبير في المجال البحثي بنسبة مقدارها 13%، في المقابل تتراجع الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة -7% في الفترة الزمنية نفسها.

الصين يبدو أنها جادة جدا في هذا السباق، وكما لاحظنا في خطاب الرئيس الصيني بمناسبة العام الجديد أنه أشار إلى وجود كتابين للذكاء الاصطناعي على رفوف مكتبته الخاصة، مما يعطي انطباعا بمدى جدية الصين وقيادتها لإحداث فارق في هذا المجال، ولكن السمعة الحالية للصين في مجال التقنية ليست جيدة تماما!

الولايات المتحدة الأمريكية تتهم الصين بسرقة ونسخ تقنيتها، مما يترتب عليه خسائر تقدر بـ 600 مليار دولار سنويا! ولذلك أعلن الرئيس الأمريكي فرض رسوم على الواردات الصينية بقيمة 60 مليار دولار عام 2018م.

وجهة نظري، بغض النظر عمن سوف ينتصر في هذا السباق الناري نحو زعامة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي فإن السباق في حد ذاته له فوائد رائعة للعالم أجمع، وذلك لمعرفة نقطة البداية ونقطة النهاية ومحاولة مجاراة الكبار.. «ليش لا».

3bdullahal3jlan@