ظريف يفجر فضائح تجار الموت في إيران

استقالته بداية فضائح تجار الموت وتكشف السم القاتل الذي ينخر في عروق نظام الملالي
استقالته بداية فضائح تجار الموت وتكشف السم القاتل الذي ينخر في عروق نظام الملالي

الخميس - 28 فبراير 2019

Thu - 28 Feb 2019

سواء تمسك محمد جواد ظريف باستقالة من وزارة الخارجية الإيرانية أو رضخ لأوامر المرشد الأعلى علي خامنئي وعاد أدراجه، سيبقى «السم القاتل» ينخر في مفاصل نظام الملالي، وستكشف الأيام المقبلة عن الكثير من الفضائح والخلافات العاصفة داخل نظام وصفه الأمريكان بأنه «مافيا فاسدة»، ونعتبره نحن في الشرق سوسة تنخر في الشرق الأوسط، بعد أن تحول رموزه إلى «تجار للموت» ومصدرين للقتل وسفك الدماء.

وفيما رفض الرئيس الحركي حسن روحاني قبول استقالة ظريف.. وقع 135 نائبا عريضة تطالب بإبقائه في منصبه، في مشهد تمثيلي أرادوا به أن يؤكدوا أنهم يمارسون شيئا من الديمقراطية، لكنهم لم ينسوا أن يختموا بيانهم السخيف بكلمات تجسد حال النظام الإيراني «تحظى نشاطات ظريف بتأييد المرشد علي خامنئي».. وهذا هو الأهم في نظامهم الفاسد.

سم قاتل

عندما رفض روحاني الذي يرتدي العباءة نفسها التي يتلحف بها ظريف، استقالة وزير خارجيته، حذر مما أسماه بـ «سم قاتل» نتيجة الخلافات الحزبية، وكأنه يؤكد بشكل غير مباشر وجود هزة عنيفة داخل النظام، وصراعات مثيرة بين الأجنحة المتصارعة على السلطة، وبالتحديد بين التيار المتشدد الممثل في «الحرس الثوري» وبين التيار الذي يدعي أنه منفتح على العالم.

واستخدم ظريف فى مقابلة بعد الاستقالة التعبير نفسه وهو يقول «يتعين علينا أولا أن نبعد سياستنا الخارجية عن قضية صراع الأحزاب والفصائل... السم القاتل بالنسبة للسياسة الخارجية هو أن تصبح قضية صراع أحزاب وفصائل».

ويجسد هذا الصراع ما تناقله موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن النائب في البرلمان الإيراني بهروز نعمتي، الذي قال إن زميله الأصولي جواد كريمي قدوسي قدم له الحلوى ابتهاجا باستقالة ظريف، قبل أن يستدرج الأخير بأن إيران بها أكثر من 24 مليون ظريف.. هي مجموع الأصوات التي حصل عليها حسن روحاني في انتخابات الرئاسة 2017م.

علاقة الأسد

لا يمكن البحث عن تفسير لاستقالة ظريف «الواجهة الملساء لنظام دموي» دون التفكير فيما نقله موقع «انتخاب» الالكتروني، الذي ربط الاستقالة بزيارة مفاجئة أجراها الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران الأسبوع الماضي، والتي التقى خلالها خامنئي وروحاني، في غياب ظريف وحضور قائد فيلق القدس قاسم سليماني التابع لـ «الحرس الثوري»، حيث ظهر تعليق مثير جدا تحت الصورة يقول «بعد صور لقاءات الأسد، لم تعد لجواد ظريف أي صدقية في العالم كوزير للخارجية».

وقال ظريف في تصريحات سابقة لها علاقة بالصراعات التي تحدث، خلال حديثه عن المفاوضات المرتبطة بالاتفاق النووي «كان قلقنا من الخناجر التي تطعننا في الظهر، أكبر من قلقنا من المفاوضات».

كوميديا سوداء

بعيدا عما قاله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن ظريف إنه مع روحاني واجهة لمافيا فاسدة، فقد جسد ظريف على مدار السنوات الماضية الكوميديا السوداء التي تلعبها بلاده في المنطقة، يقدم لنا «محور الشر» على أنه «فاعل خير» يتحدث عن معاقبة مجرمين أدينوا أمام محاكم عادلة في قضايا إرهابية، في حين ترتكب بلاده شهريا عشرات بل مئات الإعدامات دون أسباب مقنعة، تغتال أبرياء بسبب انتماءاتهم ومذاهبهم.. إنها الخديعة الكبرى التي يعيشون فيها، والبكائيات التي يمارسونها كل عام بشكل مقزز.

تحول ظريف عقب توقيع الاتفاقية من جاسوس ومجرم إلى بطل في نظر بعض الإيرانيين، الذين اعتبروا الاتفاقية، تأشيرة مرور نحو العالم، وفرصة ذهبية لتمرير بضاعة القتل التي يتاجرون بها إلى الكثير من دول المنطقة، لكن عندما استيقظت إدارة دونالد ترمب لأبعاد الخطة «الجهنمية» الإيرانية، وأوقفت العمل بالخطة الشاملة، ثم طبقت عقوباتها الصارمة في نوفمبر الماضي، عاد الكثيرون يكيلون الاتهامات لظريف على أنه خدعهم، وباع لهم الوهم.

جاسوس أم بطل؟

قبل سنوات عدة، وصف المتحدث الرسمي باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إيجائي، وزير خارجية بلاده جواد ظريف بأنه «جاسوس ومجرم وخائن.. ويستحق العقاب»، وكان ذلك في أعقاب المفاوضات التي جرت مع الولايات المتحدة الأمريكية حول تخصيب اليورانيوم، بل وقال عنه أيضا «الجاسوس ليس فقط من يستلم راتبا من العدو بل أيضا من يأتي ويمهد لدخول العدو».. ونشر ذلك في وكالة مهر الإيرانية «الأربعاء 30 سبتمبر 2015»، لكن الجاسوس تحول من وجهة نظرهم إلى واجهة ناعمة استطاعت أن تقنع إدارة باراك أوباما بتوقيع اتفاقية التسليح الشامل، بمباركة عدد من الدول الأوروبية.

احتمالات استقالة ظريف:

  • خلافات عاصفة بين التيارات المتصارعة على الحكم

  • تغييبه عن لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي

  • الدفاع عن كرامة وزارة الخارجية بعد التدخلات حسب تأكيد ظريف نفسه

  • انزعاجه من القرارات التي تطبخ وراء الستار من خلف ظهره