سامي مرضي الحربي

الريادة في رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة

السبت - 23 فبراير 2019

Sat - 23 Feb 2019

عرفت هيئة الأمم المتحدة ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم الأشخاص الذين يعانون حالة دائمة من الاعتلال الفيزيائي أو العقلي في التعامل مع مختلف المعوقات والحواجز والبيئات، مما يمنعهم من المشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع بالشكل الذي يضعهم على قدم المساواة مع الآخرين، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية في موقعها أن الإعاقة هي مصطلح جامع يضم تحت مظلته الأشكال المختلفة للاعتلالات أو الاختلالات العضوية، ومحدودية النشاط، والقيود التي تحد من المشاركة الفاعلة.

الشيء الذي يشعرنا بالفخر والاعتزاز تجاه هذه الفئة الغالية مبادرة قيادتنا الرشيدة وإصدارها للتشريعات والتنظيمات التي تكفل حقوقها، حيث انضمت المملكة العربية السعودية عام 2008 لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبروتوكولها الاختياري، سعيا منها إلى إدماجهم ضمن خططها الوطنية واضعة قضاياهم ضمن أولوياتها وتمشيا مع رؤية المملكة للتنمية المستدامة 2030.

واستكمالا لذلك فقد صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 266 وتاريخ 27/05/1439 هـ بالموافقة على تنظيم هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي أوكلت إليها مهمة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان حصولهم على حقوقهم المتصلة بالإعاقة، وتعزيز الخدمات التي تقدمها الأجهزة لهم، ورفع مستوى الوقاية واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك بالتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتحديد أدوار الأجهزة فيما يتعلق برعاية الأشخاص ذوي الإعاقة.

ومن الجميل أن التنظيم يحمل في طياته كامل التفاصيل التي تهم أصحاب الإعاقة وذويهم، فقد عرف المعوق بأنه الشخص المصاب بإعاقة تؤدي إلى قصور كلي أو جزئي بشكل مستقر في قدراته الجسمية أو العقلية، أو إمكانية تلبية متطلباته العادية في ظروف أمثاله من غير ذوي الإعاقة، محددا أنواع هذه الإعاقات، مثل: الإعاقة البصرية، الإعاقة السمعية، الإعاقة الجسمية والحركية، صعوبات التعلم، اضطراب التوحد، اضطرابات النطق والكلام، الاضطرابات السلوكية والانفعالية، الإعاقات المتعددة، الإعاقات الصحية، وغيرها من الإعاقات التي تتطلب خدمات خاصة.

كما تطرق التنظيم إلى الخدمات الشاملة التي تقدم لكل شخص من ذوي الإعاقة يكون بحاجة إليها بحكم حالته الصحية ودرجة إعاقته، أو بحكم وضعه الاجتماعي، وتشمل: الخدمات الصحية، والتعليمية والتربوية، والتدريبية والتأهيلية، والثقافية والعلمية، والاجتماعية، والإعلامية والرياضية، وخدمات فرص العمل، وأي خدمات أخرى.

ومن المتوقع أن تقوم الهيئة بدور ريادي مختلف لتقديم أفضل الخدمات لذوي الإعاقة بجانب بقية المؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى الدور الرئيس لأفراد المجتمع ووقوفهم إلى جانبهم لتحظى هذه الفئة الغالية بكافة حقوقها.

والله ولي التوفيق.

الأكثر قراءة