علي الغامدي

المجازفة تجلب الحظ

الخميس - 21 فبراير 2019

Thu - 21 Feb 2019

هل تؤمن بأنك ستكون يوما ما أحد أولئك المحظوظين الذين انتشلهم الحظ من الفقر إلى عالم الثراء والشهرة؟ لا بد أنك تخيلت ذلك على الأقل.

نسمع أحيانا عن شاب خرج من منزله وأقصى طموحه أن يبيع برنامجه الذي صممه ليحصل على ما يكفيه من المال لعدة أيام، فإذا به يملك أكبر شركات العالم، وآخر بدأ مشروعه الصغير ليخفف أعباء الديون التي لا يستطيع سدادها من راتبه الشهري، فإذا به يمتلك أكبر سلسلة مطاعم في العالم. هذه الفرص لا تحصل دائما، فهناك الملايين ممن حاولوا لكنهم لم ينجحوا في النهاية.

لماذا هبت رياح الحظ لتختار هؤلاء المحظوظين فقط دون غيرهم؟ ماذا لو علمت أنك تستطيع تحريك هذه الرياح باتجاهك فهل ستفعل؟

ذهبت السيدة (تينا سيليج) لتناول غدائها في أحد المطاعم وخرجت منه وقد وقعت عقدا لنشر كتابها الذي بيعت منه أكثر من مليون نسخة حول العالم، يا له من حظ. لكن دعنا نعرف من هي تينا سيليج. تينا هي محاضرة في الإبداع وريادة

الأعمال في جامعة ستانفورد، وقد حصلت على عقد نشر الكتاب أثناء تطبيقها لتجربة اجتماعية لتثبت لطلابها أن الحظ يمكن أن يحصل عليه الشخص بإرادته إذا توفرت عوامل عدة معينة، وهي كالتالي:

1 - الخروج من منطقة الراحة (comfort zone)

الفرص الموجودة خارج منطقة راحتنا هي أضعاف الفرص الموجودة داخلها لكنها تحتاج للتحرك باتجاهها. وقد طلبت تينا من طلابها المجازفة بإجراء تصرفات خارج منطقة راحتهم كالمجازفات الاجتماعية، وذلك بالتحدث إلى الغرباء والمجازفة الجسدية كممارسة الرياضات الخطيرة والمجازفة العقلية كتعلم برنامج حسابي معقد. وقد حصلت هي على عقد نشر كتابها من خلال التحدث إلى أحد الغرباء الذي عرفت لاحقا أنه يملك مؤسسة للنشر، بعدها عرضت عليه مقترح كتابها لتنتهي بحصولها على الفرصة.

2 - اللباقة والتعامل مع الآخرين بشكل مختلف

ردود الفعل غير المتوقعة تجذب الانتباه أكثر وقد حصل أحد طلابها أيضا على عقد من شركة لتبني مشروعه بعدما تقدم الطلاب للحصول على فرص محدودة لدعم أفكارهم، وقد غضب كثيرون وأصيب البعض بالإحباط جراء رفض مقترحاتهم إلا أن أحدهم كتب لهم (رغم أنها المرة الثانية التي أرفض فيها إلا أنني تعلمت الكثير من التجربة) هذا الرد لفت انتباه المقيمين وجعلهم يفكرون في موضوعه حتى حصل على دعم وأسس مشروع إنشاء مدرسة لتعليم الفقراء.

3 - اقبل جميع الأفكار

الناس عادة يحكمون على الفكرة بأنها سخيفة أو رائعة منذ اللحظة الأولى لسماعها، والغريب أن كثيرا من الاكتشافات والاختراعات العظيمة والمشاريع العملاقة قيل عنها في البداية إنها سخيفة. وقد ربح أحد طلابها أيضا دعما لإنشاء مطعم يجمع بقايا الأكل من المطاعم ويقدم خدمة لها بتصريف الطعام دون مقابل، وبيعه بأقل من نصف السعر لذوي الدخل الضعيف، رغم أنها فكرة رآى جميع الطلاب أنها فكرة سخيفة في البداية، إلا أنها حققت نجاحا كبيرا.

لا بد أن هناك كثيرا من الأفكار تدور في عقلك حاليا لكنها تحتاج للمجازفة لتجلب لك الحظ.

كيف كان للحظ دور في تغيير حياة العظماء ؟

  1. لماذا يختار الحظ البعض ويتجاهل البعض الآخر؟

  2. كيف ساعدت المجازفة طلاب جامعة ستانفورد على جلب الحظ؟

  3. أهم العوامل التي يرى الباحثون أنها تزيد حظوظنا




AliGhamdi2@