الذكاء الاصطناعي ومناهج التعليم!
الاثنين - 18 فبراير 2019
Mon - 18 Feb 2019
منذ منتصف القرن العشرين الميلادي؛ والحديث حول ثورة صناعية قادمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، واتباع نهج جديد يجعل الآلات والمعدات أكثر ذكاء من خلال ربطها بالانترنت، مستمر لا يتوقف، وإثر ذلك تطور علم التحكم الآلي من خلال اختراع الحاسوب الرقمي وتم اختراع آلات يمكنها محاكاة عملية التفكير الحسابي الإنساني، فظهرت الأجهزة ذاتية الحركة «الروبوتات» والمركبات الذاتية الدفع، والطباعة المجسمة ثلاثية الأبعاد وتقنية النانو، وستكون الروبروتات أو الإنسان الآلي بديلا للإنسان العادي، وإنها ستكون أكثر قدرة وجودة في إنتاج منتجات مختلفة وجديدة.
بعد ذلك انتقل الحديث إلى أثر هذه الثورة على سوق العمل كون هذه الثورة ستقود إلى اختفاء مهن معينة وظهور مهن جديدة، إذ يرى الكاتب «كاي فو لي» في كتابه «الطاقات الخارقة للذكاء الاصطناعي» أن الذكاء الاصطناعي سوف يلغي 40% من الوظائف خلال 15 سنة مقبلة، فيما يقدر الأستاذان في جامعة أكسفورد «فري واوزبورن» في دراسة نشرت قبل ست سنوات تحديدا في عام 2013 أن نحو 47% من الوظائف في الولايات المتحدة مهددة بخطر الحوسبة، وفي المقابل؛ يرى الاقتصادي الأمريكي «جويل موكير» وآخرون (2015) أن الحواسيب والروبوتات سوف تخلق منتجات وخدمات جديدة، وأن هذه الابتكارات الإنتاجية سوف تؤدي إلى مهن جديدة لا يمكن تصورها.
هذه الدراسات أخذت بعين الاعتبار في كثير من الدول في العالم المتقدم، وبدأت في قراءة مستقبل التعليم واستشرافه في ظل هذه التحولات، لمعرفة ما إذا كان يلبي متطلبات تلك المرحلة من عدمه، ودراسة الوظائف المهددة بالإلغاء، وبدأ الحديث عن تحديث سياسات التعليم وفقا لهذه التحولات، بدءا من التعليم الأساسي (الابتدائي) بما يهيئ الطلاب للمرحلة القادمة والثورات الصناعية، ففي بريطانيا بدأ الحديث يأخذ منحى تصاعديا حول التعليم في المستقبل، وتأثير الذكاء الصناعي واختفاء كثير من المهن.
ومن أجل ذلك خصصت بريطانيا نحو 406 ملايين جنيه إسترليني (533 مليون دولار) لدراسة الأطفال والبالغين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتدريب نحو 8000 مدرس في علوم الحاسب، كما سيعمل معهد أدا لوفلايس (Ada Lovelace Institute) على تقديم برامج زمالة 1000 مقعد لدراسة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي، بالطبع ليست بريطانيا وحدها، فكثير من الدول الأوروبية بدأت في خطوات مماثلة في هذا المجال.
بقي السؤال الأهم: هل بدأ التعليم بشقيه العام والعالي في تغيير مناهجه بما يتوافق مع هذه الثورة والتحولات؟ وهل منح الذكاء الاصطناعي أولوية منهجا وتعليما وابتعاثا ودعما ماليا؟
mohdalofi@
بعد ذلك انتقل الحديث إلى أثر هذه الثورة على سوق العمل كون هذه الثورة ستقود إلى اختفاء مهن معينة وظهور مهن جديدة، إذ يرى الكاتب «كاي فو لي» في كتابه «الطاقات الخارقة للذكاء الاصطناعي» أن الذكاء الاصطناعي سوف يلغي 40% من الوظائف خلال 15 سنة مقبلة، فيما يقدر الأستاذان في جامعة أكسفورد «فري واوزبورن» في دراسة نشرت قبل ست سنوات تحديدا في عام 2013 أن نحو 47% من الوظائف في الولايات المتحدة مهددة بخطر الحوسبة، وفي المقابل؛ يرى الاقتصادي الأمريكي «جويل موكير» وآخرون (2015) أن الحواسيب والروبوتات سوف تخلق منتجات وخدمات جديدة، وأن هذه الابتكارات الإنتاجية سوف تؤدي إلى مهن جديدة لا يمكن تصورها.
هذه الدراسات أخذت بعين الاعتبار في كثير من الدول في العالم المتقدم، وبدأت في قراءة مستقبل التعليم واستشرافه في ظل هذه التحولات، لمعرفة ما إذا كان يلبي متطلبات تلك المرحلة من عدمه، ودراسة الوظائف المهددة بالإلغاء، وبدأ الحديث عن تحديث سياسات التعليم وفقا لهذه التحولات، بدءا من التعليم الأساسي (الابتدائي) بما يهيئ الطلاب للمرحلة القادمة والثورات الصناعية، ففي بريطانيا بدأ الحديث يأخذ منحى تصاعديا حول التعليم في المستقبل، وتأثير الذكاء الصناعي واختفاء كثير من المهن.
ومن أجل ذلك خصصت بريطانيا نحو 406 ملايين جنيه إسترليني (533 مليون دولار) لدراسة الأطفال والبالغين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتدريب نحو 8000 مدرس في علوم الحاسب، كما سيعمل معهد أدا لوفلايس (Ada Lovelace Institute) على تقديم برامج زمالة 1000 مقعد لدراسة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي، بالطبع ليست بريطانيا وحدها، فكثير من الدول الأوروبية بدأت في خطوات مماثلة في هذا المجال.
بقي السؤال الأهم: هل بدأ التعليم بشقيه العام والعالي في تغيير مناهجه بما يتوافق مع هذه الثورة والتحولات؟ وهل منح الذكاء الاصطناعي أولوية منهجا وتعليما وابتعاثا ودعما ماليا؟
mohdalofi@