أحمد صالح حلبي

مرور مكة ومجمعات المدارس

الخميس - 14 فبراير 2019

Thu - 14 Feb 2019

قبل سنوات مضت كنا نرى أفراد المرور يقفون أمام مدارس الطلاب والطالبات لتنظيم حركة السير بهدوء أعصاب وخارج مركباتهم، ولم نكن نسمع صيحات تنطلق عبر مكبرات الصوت، بمنع هذا من الوقوف، أو الطلب من ذاك مغادرة الموقع ـ إلا نادرا، إذ كان تعامل الأفراد مرتبطا بالمكان، فترجموا كلمة «لكل مقام مقال» بشكل صحيح.

واليوم لا أقول إن جل رجال المرور يبرزون قوتهم باستخدام مكبرات الصوت، لكني أقول إن ثمة عددا منهم يرى أن قوته كرجل مرور تكمن في إطلاق صيحاته عبر مكبر الصوت من داخل المركبة حتى أثناء سيره في طريق مزدحم، أو بالقرب من مستشفى أو مدرسة، هذا ما يتنافى مع الذوق العام أولا، ويخالف الأنظمة والتعليمات.

وبعيدا عن مكبرات الصوت، والكلمات التي تصدر منها، أتمنى أن يكون هناك حوار ونقاش موضوعي، لا يعتمد على النفي مقرونا بالانفعال، وأن يعترف مسؤولو المرور بأن هناك تجاوزات يجب القضاء عليها، وألا يكون الحديث عن تجاوزات فردية، فالفردية مع تكاثرها تتحول لظاهرة، تحتاج إلى دراسة للقضاء عليها.

وما أتمناه من مدير مرور العاصمة المقدسة ليس العمل على ضبط مخالفات أو تجاوزات بعض أفراد المرور، فهناك أخطاء يرتكبها بعض قائدي المركبات أيضا، وعلينا أن نعترف بذلك لنصل إلى حلول عملية تقضي عليها.

وما أريد قوله إن مدارس البنين والبنات بمكة المكرمة بحاجة إلى دراسة ميدانية للتعرف على ما تعانيه من ازدحام متكرر صباحا وظهرا، وليس محاضرات أو ندوات توعوية، تدعو للالتزام بقواعد السير لسلامة الجميع، فهناك مشاكل تواجه أولياء الأمور والسائقين يوميا بمناطق مجمعات المدارس، ولدينا على سبيل المثال لا الحصر مجمع مدارس البنات بحي الهجرة بجوار محطة جاد، والذي يضم إضافة لمراحل التعليم العام الثلاث، مرحلة الروضة ومدرسة تحفيظ القرآن، ليس ببعيد عنا، فمشاكل الازدحام نراها بصورة متكررة يوميا، لأن السيارات القادمة من العوالي وبطحاء قريش والمتجهة إلى حي الهجرة، ليس أمامها من طريق تسلكه، سوى طريق الخدمات الذي تقف به سيارات أولياء أمور الطالبات، كما أن الحافلات الناقلة للمعتمرين والحجاج والمتجهة إلى جبل ثور تدخل إلى مسار الخدمات المجاور للمدارس لعدم وجود مدخل آمن لها يصلها لمبتغاها، وينتج عن ذلك ازدحام لحركة السير، يبدأ من أمام المحطة، وينتهي بنهاية المجمع، وما بين الوقوف والسير تبقى المنطقة مزدحمة، دون حلول عملية، خاصة بعد إغلاق مدخل العبارة الذي كان يستخدم للدوران نحو الاتجاه الآخر، وهروب البعض من الازدحام.

فهل يستجيب مدير مرور العاصمة المقدسة، ويقف يوما ميدانيا في ساعة الذروة ليرى على الطبيعة ما لم يصله على الورق؟

أم يبقى المطلب أملا يبحث عمن يحققه في قادم الأيام؟

[email protected]