برجس حمود البرجس

وظائف التطبيقات الذكية

الأربعاء - 13 فبراير 2019

Wed - 13 Feb 2019

المملكة بحاجة إلى تنوع كثير في الوظائف، فمن ناحية نحن بحاجة إلى وظائف متقدمة كالطب والعلاج والهندسة والبرمجة والصناعات المتقدمة، ونحن أيضا بحاجة لوظائف متوسطة كالأعمال المهنية والفنية والصيانة، ونحن بحاجة أيضا لتوفير وظائف بأعداد كبيرة للأعمال الخدمية البسيطة كالخياطة والأطعمة والتاكسي وغيرها.

الطريقة الأسهل وهي التي سنُجبر عليها في المستقبل القريب هي توفير كثير من الوظائف للخدمات التي ستقدم عن طريق التطبيقات الذكية، فنحن بحاجة إلى تطوير لهذا القطاع عن طريق الشركات الحكومية في حال عدم الإقبال عليها بشكل كبير من شركات القطاع الخاص.

تطبيقات الخدمات للهواتف الذكية أصبحت في متناول الجميع واعتاد عليها الكبير والصغير، تقدم خدمات كثيرة، فتطبيقات مثل كريم وأوبر وهنجرستيشن وتوصيل كلها تعتبر تزويد خدمات فبها طرفان، الطرف الأول مزود خدمة والثاني مستفيد، هذا يفتح الباب لجميع الخدمات المقدمة للتحول لهذه التطبيقات مقرونة بالوظائف الكثيرة.

كثير من الخدمات التقليدية التي تقدم في المملكة يغلب عليها التستر والجشع والاحتكار، فلو تحولت كثير منها لخدمات تطبيقات ذكية سيعمل عليها مواطنون ومواطنات كثر من المنازل والميدان، وتوفر منها وظائف كثيرة للنساء، حيث إن كثيرا منهن يفضلن البقاء بالمنزل للاهتمام بالمنزل والأبناء (ربات منزل).

على سبيل المثال، في بيئة محددة وتدريب دقيق وحرص على جودة عالية، كثير من أعمال الخياطة نستطيع العمل عليها من المنازل، حيث تسخر جميع عوامل التنافس فتعمل بطرق أفضل بدلا من إما استيراد ملابس جاهزة أو خياطة في محلات يغلب عليها الجشع والتستر والاحتكار.

عوامل التنافس كثيرة وعلينا تبنيها وإتقانها ضمن أعمال ممنهجة، فشراء المواد والمكائن يجب أن يكون بكميات كبيرة لتضمن الجودة والأسعار المنافسة والشراء بالجملة والتوزيع على مزودي الخدمة، والتدريب والجودة هما ثقافة يجب تبني مفاهيمها بطرق متعددة، والرقابة والتقييم عنصر أيضا مهم للبقاء ضمن المنافسة، باختصار يجب أن تسخر جميع العوامل لكسب هذه الأعمال لتعمل بأيد وطنية.

للتوضيح هذه ليست دعوة للتركيز على الأعمال البسيطة وتجاهل الأعمال المهمة التي تساهم في بناء الاقتصاد الحقيقي للمملكة، ولكن هي دعوة لاسترداد وظائف خطفها التستر والغش والجشع، والتحكم بها وفتح الأبواب للجميع للتنافس عليها. عندما تكون الأعمال من خلال تطبيقات ذكية تكون الأسعار معلنة أمام الجميع، فيسهل تتبعها وتقنينها وتحصيل ضرائبها، اليوم مع الأسف العامل يتحكم بالأسعار كيفما يشاء، فتبني هذا العمل يعالج مشاكل كثيرة.

لسنا بحاجة لثلاثة أرباع المطاعم الموجودة، فالطبخ من المنازل بآليات مناسبة ومعايير وخدمات توصيل تغني عن كثير منها، فليس هناك داع للإيجارات للمطاعم وأماكن الطبخ ويكون العمل من المنازل، فكثير منا اعتاد الطلب من الأسر المنتجة التي هي أيضا بحاجة إلى تنظيم أعمال وأسعار وجودة.

لو حسبنا الأعمال التي يمكن تحويلها إلى أعمال تطبيقات فهي كثيرة، فمنها المطاعم والحلويات والخياطة وأعمال صيانة المنازل والمكيفات وصيانة السيارات وصناعة الأثاث والستائر وغيرها الكثير، فقط نحتاج إلى تنظيم أعمال وشركات تسخر مواردها لهذه الأعمال.

تقرير سوق العمل للهيئة العامة للإحصاء للربع الثالث لعام 2018م (آخر تقرير) يوضح أن عدد المتعطلين عن العمل ويبحثون عن عمل بجدية بحسب التصنيف وصل إلى 781 ألف مواطن ومواطنة، منهم 382 ألفا غير جامعيين، و399 ألفا من الجامعيين. فالأعمال المستهدفة التي يمكن توفيرها من خلال الخدمات المقدمة من التطبيقات الذكية بعضها بسيط وعمل منزلي ويناسب كثيرين، وأعمال أخرى ميدانية كالصيانة المنزلية وإصلاح السيارات والأجهزة وهي أعمال فنية ومهنية وتناسب كثيرين، وهناك أعمال متقدمة كالبرمجة والتدريب والتعليم والتصاميم وتناسب أيضا شريحة كبيرة من الجامعيين.

Barjasbh@